في ظل التحولات التكنولوجية السريعة وتزايد الاعتماد على الوسائل الرقمية في توثيق التاريخ والتراث، أطلق مجموعة من الفنانين المصريين مشروعًا مبتكرًا يهدف إلى حفظ الذاكرة الفنية المصرية للأجيال القادمة.
المشروع يسعى لتوثيق المسيرة الفنية للفنانين بأنفسهم، مستفيدًا من تطورات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي. في هذا السياق،كشف الفنان أحمد شاكر من خلال حوار حصري لموقع " بلدنـــا الــيوم " عن مشروع أرشفة الأعمال الفنية وعن أهمية المبادرة, والتحديات التي واجهتها، والدور المحوري الذي تلعبه في الحفاظ على التراث الفني والثقافي في مصر.
جانب من حوار الصحفية رشا ابو شال مع الفنان احمد شاكر
في لقاء أقيم داخل مكتبة الإسكندرية, قدم الفنان أحمد شاكر, شكره وتقديره لسكان مدينة الإسكندرية على الاستقبال الحافل، ولمكتبة الإسكندرية التي وصفها بأنها "منبر العلم والثقافة الذي يجمع دول البحر المتوسط" وخلال اللقاء، تحدث الفنان عن مشروع طموح يهدف إلى توثيق وحفظ الذاكرة الفنية والثقافية والتراثية من خلال الفنانين أنفسهم، مشيرًا إلى أهمية أن يكون الفنان هو من يوثق تاريخه الشخصي والفني بدقة، من أجل الأجيال القادمة.
توثيق الفن وريادة الأعمال
وتساءل شاكر عن علاقة الفن بريادة الأعمال والتكنولوجيا، موضحًا أن المشروع يسعى لربط هذه المجالات من خلال توثيق المسيرة الفنية للفنانين باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة, والهدف الرئيسي من هذا المشروع هو جمع وحفظ المعلومات المتعلقة بالتاريخ الفني للفنانين، ومشاركتها مع الدارسين والمهتمين بالفن والثقافة، مشيرًا إلى أن الكم الهائل من البيانات التي يتم جمعها سيساهم في خلق تواصل مع الأجيال القادمة بلغة العصر الحديثة.
كما أوضح شاكر أهمية التكنولوجيا في هذا السياق، مشيرًا إلى أن التطورات في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة قد جعلت من الضروري للفنانين توثيق تاريخهم بأنفسهم، بدلاً من ترك الجمهور يبحث عن معلومات قد تكون غير دقيقة عبر الإنترنت.
الفنان احمد شاكر
تحديات المشروع والدعم
وأشار شاكر إلى أن المشروع واجه العديد من التحديات، مبرزًا الدور الهام الذي لعبه خالد حميدة، زوج الفنانة بشرى، في دعمه للفكرة وتحمل الأعباء المالية من جيبه الخاص.
وأضاف شاكر أن المشروع استقطب العديد من المتطوعين المؤمنين بفكرته، مشيرًا إلى أهمية هذا النوع من المبادرات التي تأتي بشكل عفوي وصادق من أشخاص يحبون الفن ويرغبون في توثيقه للأجيال القادمة.
وعاد شاكر لتأكيد أهمية المبادرات الشخصية في دعم الفن والثقافة في مصر، مسلطًا الضوء على مثال “جمعية ترقية فن التمثيل العربي” التي بدأت كمبادرة شخصية من مجموعة من الفنانين والهواة، ونجحت في النهاية في أن تتحول إلى "المسرح القومي" مشيرًا إلى أن الدولة دائمًا ما تدعم المشاريع الصادقة والمبنية على خطوات ملموسة.
الفنان احمد شاكر
السياحة والتكنولوجيا
في ختام حديثه، أكد شاكر أن المشروع لا يستهدف فقط المصريين، بل يمتد ليشمل العالم كله، مشددًا على أن السياحة ليست فقط للتعارف، بل يجب أن تستفيد من التطورات التكنولوجية الهائلة التي تشهدها وسائل التواصل الإنساني عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى التفاعل الكبير من الشباب الذين حضروا اللقاء في مكتبة الإسكندرية، معبرًا عن سعادته بالصدى الإيجابي للمشروع، والذي تفاعل معه عدد من الفنانين والشخصيات المتميزة في مجال ريادة الأعمال، مما يعطي أملًا كبيرًا في مستقبل هذا المشروع.