o أحبّ قيس بن الملوّح ابنة عمّه ليلى بنت المهدي، وهما صغيران يرعيان إبل اهلهما، فلمّا كبرا حُجبت عنه ليلى، وظلّ قيس على حبّه، وبادلته ليلى الحبّ، ولما شاعت بين النّاس قصّة حبّهما غضب والد ليلى، ورفض زواجه منها، فحزن قيس واعتلّت صحّته بسبب حرمانه من ليلى، فذهب والده الى أخيه والد ليلى، وقال له: "إنّ ابن أخيك على وشك الهلاك أو الجنون، فاعدل عن عنادك وإصرارك"، إلا أنّه رفض وعاند، وأصرّ على أن يزوّجها لغيره، فلمّا علم بحبّها لقيس هدّدها إن لم تقبل بزوج آخر ليمثلنّ بها، فوافقت على مضض، ولم تمضِ إلا عّدة أيّام حتى زَوَّج المهديُّ ابنتَه من ورد بن محمد.
o اعتزل قيس النّاس، وهام في الوديان، ذاهلاً لا يفيق من ذهوله إلا على ذكرى ليلى، وأصبح قيس يزور آثار ديارها، ويبكي، وينظم الشّعر في حبّها، حتّى لُقّب بالمجنون. وبادلته ليلى ذلك الحبّ العظيم حتّى مرضت، وألمّ بها الدّاء والهزال، فماتت قبله، وعلم بموتها فما كان منه إلا أن داوم على قبرها، راثياً لها ولحبّها، حتّى مات.
o في واقعة مأساوية بشعة، لا تقل عن واقعة قيس بن الملوح وليلى ابنة عمه ، تعرض شاب لوصلة تعذيب حتى الموت على يد أربعة أشخاص من أسرة فتاة على علاقة عاطفية معه في شبين القناطر بمحافظة القليوبية المصرية، والسبب والتفاصيل لا تخطر على البال.
o البداية كانت من علاقة حب جمعت المجني عليه ٢٦ عاما ويعمل فرانا، مع إحدى الفتيات من منطقته ، فتقدم لخطبتها، إلا أن أهلها رفضوه، وبعد فترة تقدم لأهلها لخطبتها مرة أخرى إلا أنه رفض للمرة الثانية، ثم قام أهل الفتاة باستدراجه إلى منزلهم وتعرض للتعذيب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم قاموا بوضعه داخل "سجادة"، تمهيدا للتخلص من الجثمان في مكان بعيد.
o وقال شقيق المجني عليه إن شقيقه لم يرتكب أي خطأ ، بل على العكس كان شديد الاحترام والأدب ، ولم يقم بالتجاوز في حق الفتاة أو أهلها ، بل احترمهم وطلب زواجها "بالحلال"، ولا يستحق أن ينتهي به الأمر بهذا الشكل البشع ، وعن كواليس الحادث، قال شقيق المجني عليه، إن شقيقه تقدم لخطبة الفتاة مرتين وتم رفضه، وكانت الفتاة تحبه وتتمسك به، لدرجة أنها هربت من منزل أهلها عدة مرات إلى منزل شقيقه وعائلته، وكانت أسرته تقوم بالحفاظ على الفتاة وإعادتها إلى أهلها في كل مرة، ويبدو أن كثرة مرات هروب الفتاة إلى منزل المجني عليه، دفعتهم للشك في أنه قد تجاوز معها، حيث أقدموا على عمل "كشف عذرية" لابنتهم للتأكد من أنها لا تزال بكرا، وتأكدوا من أنها لا تزال عذراء ولم يمسسها أحد.
o ورغم شهامة ورجولة المجنى عليه، إلا أن حياته ذهبت سدى ، بسبب العقول المتحجرة.
o فرق قانون العقوبات المصرى رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ - فى العقوبة بجرائم القتل بين القتل المقترن بسبق الإصرار والترصد، وبين القتل دون سبق إصرار وترصد ، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد ، ويمكن لصاحب الجريمة فى هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة ٢٣٠ من القانون على: كل من قتل نفساً عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.
o وعرف القانون الإصرار السابق بأنه القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى قتل ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.
o نصت المادة ٢٣٣ من قانون العقوبات المصرى رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ على: "من قتل أحدا عمدا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلا أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر ويعاقب بالإعدام"، كما نصت المادة 234 على: "من قتل نفسا عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد"، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد، وتكون العقوبة الإعدام إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي.
o وتحدثت المادة ٢٣٥ عن المشاركين في القتل، وذكرت ان المشاركين فى القتل الذي يستوجب الحكم على فاعله بالإعدام يعاقبون بالإعدام أو بالسجن المؤبد.
o غالبًا وقائع القتل بالصدفة أو القتل الخطأ ما تنتهى فورًا ولا يترتب عليها مشاحنات بين الجيران ، بل يشاركوا فى مراسم الدفن وتقبل العزاء، ايمانًا ويقينًا بعدم وجود نية للقتل ، وتشارك أجهزة وزارة الداخلية فى ذلك طالما أن التحريات أكدت عظم وجود باعث لارتكاب الجريمة.
o هناك جرائم قتل تقع بمحض الصدفة من دون سبق الاصرار أو التعمد حيث ينتاب صاحب الجريمة حالة نفسية سيئة كنوبة هستيرية غاضبة أو ثورة عارمة أو حالة استفزاز جارف أو يفقد السيطرة على شعوره لكونه تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو أدوية المؤثرات العقلية، فالانفعال الشديد قد يعطل عمل العقل ويعيق التفكير السليم فينساق الفرد إلى القتل، أحيانا يلعب الوهم أو الخيال دورا حيث يهيئ للشخص انه مظلوم ومضطهد فيثور ويقتل لينتقم وعادة ما يعاني هذا الشخص اضطرابا في الشخصية، كما ان هناك اشخاصا يعانون ضعفا في القدرة العقلية ويقتلون بلا وعي أو إدراك إما من تلقاء أنفسهم وإما نتيجة تحريض الغير لهم مستغلين حالتهم العقلية وسهولة استثارتهم.
o يشار إلى أن هناك ارتباطا بين عامل السن وجريمة القتل حيث أن أكبر نسبة من مرتكبي جرائم القتل المتعمد مع سبق الاصرار تقع أعمارهم بين ١٩ ـ ٤٠ عامًا.
o وقد وجدت الدراسات الحديثة في علم النفس الجنائي أن الدوافع وراء القتل المتعمد هي الأخذ بالثأر أو الانتقام أو نتيجة للاستفزاز او بدافع العار ورد الشرف أو لأسباب عاطفية او لاختلال العقل «مرض الذهان أو انفصام الشخصية» لذلك أحب أن أشير إلى أهمية الالتفات الى هؤلاء الأكثر عرضة لارتكاب جرائم القتل لاحتوائهم ومعالجتهم وتوفير الرعاية النفسية والتربوية والسلوكية والعمل على اكتشافهم مبكرا لحمايتهم وحماية المجتمع منهم ولا يجب ان نشعر بالخجل أو العار لوجود أحد هؤلاء في الاسرة بل الالتفاف حولهم فالنفس تمرض كما يمرض الجسد وليس هناك أي مساس خُلقي في مرض الإنسان عقليا كان أو جسديا.
o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع.