الهولوكوست واتفاقية هعفراه.. تحالفات سرية شكلت مصير فلسطين

الجمعة 04 أكتوبر 2024 | 11:20 صباحاً
اليهود ـ ارشيفيه
اليهود ـ ارشيفيه
كتب : عامر عبدالرحمن

 بعد نهاية الهولوكوست، شعر العديد من الناجين بأن مستقبل اليهود في أوروبا بات مظلماً. كانت رغبتهم تتجه نحو إقامة وطن خاص لا يكون فيه اليهود أقلية مستضعفة، وقد تحقق هذا الحلم في 14 مايو 1948 بتأسيس دولة إسرائيل الحديثة، وتمثل الروابط التاريخية والدينية بين اليهود وأرض إسرائيل عمقًا يمتد لآلاف السنين.

الهولوكوست وأصول الحركة الصهيونية

قبل الهولوكوست، عانى اليهود في أوروبا من معاداة السامية والعنف المستمر على مدى قرون. ظهرت الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر، جزئيًا كرد فعل على الاضطهاد، وأثناء الهولوكوست، عانى اليهود بشكل مأساوي ولم يجدوا سوى قيود مشددة تعيق هجرتهم إلى الولايات المتحدة أو فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

_ إعادة بناء الحياة في إسرائيل

في مايو 1948، ومع تأسيس إسرائيل، بدأ عشرات الآلاف من الناجين من الهولوكوست حياة جديدة في الوطن الذي كانوا يحلمون به، لقد اتخذ اليهود هذه الخطوة بدافع من حاجتهم إلى الأمان والاستقلال بعد الإبادة الجماعية التي عانوا منها.

_ جذور الصهيونية وردود الفعل ضد معاداة السامية

على مر العصور، عانى اليهود من قيود متتالية على حقوقهم، من منعهم من امتلاك الأراضي إلى إجبارهم على ارتداء علامات مميزة، هذه التجارب كانت دافعًا للعديد من اليهود لتأسيس وطن في أرض إسرائيل، وتُعد الصهيونية نتاجًا لتفاعل اليهود مع القيود المتزايدة ومعاداة السامية.

 _ تيودور هرتزل والمؤتمر الصهيوني الأول

أسس هرتزل، المحامي والصحفي اليهودي، الحركة الصهيونية الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر، بعد تغطيته لقضية دريفوس المعادية للسامية في باريس عام 1894، شعر بأن الحل الوحيد لليهود هو إقامة دولة مستقلة، وفي عام 1897، عقد المؤتمر الصهيوني الأول، الذي أقر بضرورة تأمين وطن يهودي في أرض إسرائيل.

_ وعد بلفور وإنشاء فلسطين الانتدابية

خلال الحرب العالمية الأولى، انقسمت الأراضي العثمانية، وأصدر البريطانيون وعد بلفور عام 1917، الذي دعم فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وبعد الحرب، أصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، مما مهد الطريق أمام المزيد من اليهود للاستيطان هناك.

_ التحضير للهجرة إلى فلسطين

أُنشئت مدارس لتدريب اليهود على الزراعة والاستعداد للهجرة. كما عملت الحركة الصهيونية على تعزيز الهوية اليهودية، وأصبحت اللغة العبرية عنصرًا أساسيًا في هذا السعي، اجتذبت الحركة دعمًا واسعًا، وشجعت آلاف اليهود على الانخراط فيها.

بينما تعكس الصهيونية جذورًا تاريخية وثقافية، فقد استندت أيضًا إلى فكر سياسي حديث جاء ردًا على الاضطهاد المتزايد لليهود، وساهمت الظروف العالمية، لا سيما وعد بلفور وتأسيس فلسطين الانتدابية، في تمهيد الطريق أمام اليهود لتأسيس دولة إسرائيل.