يقول الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي، إن اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان أصبح مسألة وقت فقط، حيث يبدو أن إسرائيل عازمة هذه المرة على استغلال تداعيات أحداث 7 أكتوبر لتصفية أعدائها في جميع الجبهات. ويشير الهلالي إلى أن إسرائيل، خلال الأشهر السابقة، وجهت ضربات موجعة للراعي الإيراني نفسه، مما أدى إلى تحييده وكشف هشاشة قواه العسكرية والاستخبارية.
ويرى الهلالي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الاحتلال الإسرائيلي استفاد من أحداث 7 أكتوبر العام الماضي، وحولت إخفاقها العسكري والاستخباراتي في توقع هجوم حماس إلى فرصة نادرة لإحداث تغييرات كبيرة في هيكل خصومها الرئيسيين في المنطقة. بدايةً من التغيرات الكبيرة على الأرض في غزة وتعديل قواعد الاتفاقيات الأمنية مع مصر، وصولاً إلى القضاء على القوة الضاربة لحركة حماس وقتل معظم قياداتها السياسية والعسكرية في الداخل والخارج، حتى الوصول إلى تحقيق اختراقات في الضفة الغربية.
ثم يشير الهلالي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي توجه قبل شهور قليلة نحو سوريا، حيث شن ضربات جوية وصاروخية قتلت من خلالها عددًا من قيادات التنظيمات المسلحة داخلها، لتبقى الجبهة اللبنانية هي الوحيدة المتبقية ضمن "محور الخصوم".
الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا للهلالي، حقق تغيرات جوهرية في لبنان خلال أسابيع قليلة بفضل اختراقات استخباراتية استغرقت سنوات، تستخدمها الآن في محاولة لتدمير الهيكل التنظيمي لحزب الله.
ويضيف الهلالي أن الاحتلال الإسرائيلييعلم أن الحسم في الحروب لا يمكن أن يتحقق بالضربات الجوية وحدها، وأن التمهيد النيراني لا يكفي لإنهاء قدرات الخصوم. ولكن التوغل البري هو السبيل الوحيد، رغم الخسائر المحتملة، لإحداث تغيير حقيقي في البنية الأساسية للخصوم، وخلق مناطق عازلة وتحجيم قوة الخصوم لفترة من الزمن.
ويؤكد الهلالي أن حزب الله الآن في أضعف حالاته، ويعيد تنظيم صفوفه، في ظل تراجع واضح للدعم الإيراني الذي كان في الماضي غير محدود وأصبح الآن محدوداً ومعلقاً. وتستغل إسرائيل هذه اللحظة لتنفيذ اجتياح بري محسوب، يهدف إلى تدمير البنية الأساسية لحزب الله وخلق مناطق عازلة.
الهلالي يختم بأن الاجتياح الإسرائيلي يبدو أقرب مما نتخيل، وقد يحدث خلال يوم أو يومين، ولن يتوقف إلا بصفقة بين دول إقليمية ليس بينها لبنان.