خالد صالح، نجم لا يغيب عن سماء الفن المصري، جمع بين الموهبة الاستثنائية والحضور الطاغي الذي أسر قلوب الجماهير.
بصوته المميز وابتسامته التي لا تفارقه، كان يتمتع بكاريزما فريدة، جعلته واحدًا من أبرز الممثلين في مصر والعالم العربي.
وُلد في 23 يناير 1964 بالقاهرة، والتحق بكلية الحقوق حيث بدأ شغفه بالفن على مسرح الجامعة، ولكن بعد تخرجه مارس المحاماة لشهر واحد فقط قبل أن يتركها للعمل مع شقيقه في مصنع للحلويات، إلا أن انضباطه بالمواعيد لم يكن مثالياً، فغادر العمل بعد فترة قصيرة، لتخطفه "نداهة" الفن بشكل كامل.
البدايات عند خالد صالح
اتجه خالد إلى مسارح الهواة ومسرح الهناجر بدار الأوبرا، حيث كانت بدايته الحقيقية مع زملاء مثل خالد الصاوي ومحمد هنيدي.
كان عمره 36 عامًا عندما بدأ مشواره الفني الجدي، حيث قدم عدة مسرحيات مثل "طقوس الإشارات" و"أنطونيو وكيلو بطة".
لكنه برز أول مرة بشكل لافت في السينما من خلال دور القاضي في فيلم "محامي خلع" عام 2002، حيث لفت الانتباه بعبارته الشهيرة "خلاص يا أستاذ.. ماتسكتيه يا رشا"، لتفتح له السينما ذراعيها.
بعد "محامي خلع"، شارك في أفلام مثل "ميدو مشاكل"، و"خلي الدماغ صاحي"، و"النعامة والطاووس".
ومع نجاحه في تلك الأدوار، جاءت النقلة الكبرى مع فيلم "تيتو" عام 2004 حيث قدم دور "رفعت السكري"، ليثبت بجدارة قدرته على تجسيد أدوار الشر ببراعة متفردة، وترسخت في أذهان الجماهير جملته الشهيرة "أنا بابا يا لا".
أدوار لا تُنسى
أحد أبرز أدواره كان في فيلم "أحلى الأوقات" 2004، حيث جسد شخصية "إبراهيم" الذي تنقلب حياته بسبب لقاء زوجته بأصدقائها.
تميزت شخصيته بالعمق والفكاهة، ومن الدور، أثبت خالد قدرته على المزج بين الكوميديا والدراما.
استمر نجاحه في السينما حيث قدم أدواراً متنوعة، من "فرج خنزيرة" في "أحلام عادية" إلى "كمال الفولي" في "عمارة يعقوبيان"، الذي اعتبره الأقرب إلى قلبه.
كما تعاون مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين في فيلم "هي فوضى"، حيث أظهر براعة في تجسيد دور أمين الشرطة "حاتم"، والذي ترك انطباعاً قوياً في ذاكرة الجمهور.
التألق على التلفزيون
لم تقتصر موهبة خالد صالح على السينما، بل برع أيضًا في الدراما التلفزيونية.
حقق نجاحًا كبيرًا في مسلسل "سلطان الغرام" 2007، الذي كان بمثابة نقطة انطلاقه الحقيقية على الشاشة الصغيرة، ثم مسلسل "تاجر السعادة" الذي أظهر فيه موهبة التمثيل بطرق جديدة.
كانت أدواره تجمع بين التراجيديا والكوميديا، مما جعله فنانًا متكاملاً.
رحيله وأثره
تزوج خالد صالح من الدكتورة هالة زين العابدين وأنجب منها ابنه أحمد وابنته علياء.
ولم يكن لديه الوقت الكافي للاستمتاع بحصاد نجاحاته، إذ عانى من مشاكل صحية متكررة.
في سبتمبر 2014، دخل إلى مستشفى مجدي يعقوب لإجراء عملية قلب مفتوح، لكن حالته الصحية تدهورت بعد العملية، وتوفي في 25 سبتمبر.
رحيل خالد صالح ترك صدمة في الوسط الفني وبين جمهوره، ولكن ذكراه ستظل خالدة بفضل موهبته الفريدة وأدواره التي لا تُنسى.
بقيت شخصيته حاضرة في قلوب محبيه، ليظل "خالد" دائمًا رمزًا للإبداع الفني وأحد أساطير التمثيل في مصر.