شاب نحيل وصل إلى القاهرة حاملًا موهبته فقط، متمنيًا ألا تضيع وسط الزحام. بدأ مشواره من الصفر، نحت اسمه وسط عمالقة السينما بأداء بسيط وسلس.
تنقل بين الأدوار بخفة، حيث جسد الموظف، السباك، الفلاح، وصديق البطل الوفي، عرف بقدرته الفذة على الخروج عن النص، ويعرف كيف ينتزع ضحكات الجمهور، هو "عبد الله" في "الحريف" و"الواد مزيكا" في "المتزوجون"، و"المعلم هرم" في "الكيت كات"، وصاحب جملته الشهيرة "صح بس هنكر".
نجاح الموجي، وُلد في قرية "ميت الكرماء" بمحافظة الدقهلية في 11 يونيو 1945، باسم "عبد المعطي محمد حجازي"، تبنى اسم "نجاح" تقديرًا لشقيقه الأكبر الذي كان مقعدًا وساهم في دعمه.
نشأ في حي حدائق القبة، والتحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بعد حصوله على الثانوية، بدأ الموجي مسيرته الفنية من إذاعة "صوت العرب" تحت إشراف المخرج الإذاعي عبد الله قاسم، ثم تعاون مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح في أدوار صغيرة مثل "حواديت" و"فندق الأشغال الشاقة"، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في مسرحية "المتزوجون" بدور "الواد مزيكا"، ما فتح له الباب أمام الجمهور.
في السينما، قدم أفلامًا عديدة منها "المرايات" و"الزوج المحترم"، واستمر نجاحه في أفلام مثل "أمهات في المنفى" و"شوارع من نار" لكن دوره في فيلم "الحريف" إلى جانب عادل إمام كان من أبرز محطاته. ولم يكن المسرح غائبًا عنه، حيث قدّم "المهزلة" التي كانت الأقرب إلى قلبه.
في فترة الثمانينات، واصل نجاحه مع أفلام مثل "مدافن مفروشة للإيجار"، "الحب فوق هضبة الهرم"، و"أيام الغضب" الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل مساعد في مهرجان دمشق السينمائي. وفي التسعينات، تميز بدوره في "الكيت كات" و"ليه يا بنفسج"، بالإضافة إلى مشاركته في أفلام مثل "طأطأ وريكا وكاظم بيه" و"البحر بيضحك ليه".
قدّم الموجي للتلفزيون العديد من المسلسلات، مثل "أهلا أهلا بالسكان"، "عائلة"، "الفلوس"، و"بوابة الحلواني". ولم يتوقف إبداعه على السينما والتلفزيون، حيث تألق في المسرحيات مثل "لا مؤاخذة يا منعم" و"دلع الهوانم".
كان نجاح الموجي يمتلك موهبة فريدة في إلقاء المونولوجات، حيث قدم خلال مسيرته أعمالاً متميزة مثل "سلم لي على التروماوي" و"حنكورة حكالنا حكاية".
برع في الخروج عن النص في مسرحياته، مع الحفاظ على الحدود الأخلاقية، ليترك بصمة في كل دور أداه. بلغ رصيده الفني أكثر من 150 عملًا متنوعًا بين السينما، التلفزيون، والمسرح. خلال مسيرته.
عُين في وزارة الثقافة، حتى وصل إلى منصب وكيل الوزارة. في حياته الشخصية، تزوج من السيدة عائشة فريد، التي كانت تعمل موجهة في التربية والتعليم، وأنجب ابنتين؛ "أسماء" و"أيتن"، والتي تعمل مذيعة في الفضائية المصرية.
توفي نجاح الموجي في 25 سبتمبر 1998 عن عمر 53 عامًا إثر أزمة قلبية، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يزيد عن 150 عملًا، وضحكات لا تزال تتردد كلما ظهر على الشاشة.