عقد الجامع الأزهر ملتقى الأزهر الأسبوعي للقضايا المعاصرة تحت عنوان "التصوف الحقيقي.. توضيح مفاهيم"، بحضور مجموعة من العلماء المتخصصين في الشأن الديني، منهم د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ود. مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق، ود. عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين.
وافتتح د. عبد المنعم فؤاد الملتقى بالتأكيد على أن التصوف وقواعده مستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ.
وأوضح أن المتصوف الحق هو من يتبع هذين المصدرين، مشيرًا إلى قول الإمام الشافعي: "إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة".
وأكد على أن التصوف ليس مجرد مظاهر أو تصرفات غريبة، بل هو التزام بقيم الزهد والورع والتقوى.
من جانبه، أشار د. مجدي عبد الغفار إلى أهمية التربية في الدين الإسلامي، موضحًا أن التصوف المعتدل يقوم على ثلاثة أصول: اتباع النبي ﷺ، الأكل من الحلال، وإخلاص النية.
وأضاف أن التصوف يسمو بالأخلاق ويجعل المتصوف ربانياً، لأنه يستمد قيمه من الكتاب والسنة.
واستشهد بآيات من القرآن تدل على مكانة المتقين وأولياء الله.
ملتقى الأزهر
أما د. عبد الفتاح العواري، فقد ركز على أن التصوف ينطلق من الكتاب والسنة، مشددًا على أن ما يُعرف اليوم من تصرفات شاذة لبعض الأشخاص الذين يدّعون التصوف لا يمثل القاعدة العامة.
وأكد على أن التصوف الحقيقي يتطلب الالتزام بالشريعة، وأن أي انحراف عن ذلك يُعتبر شذوذًا.
في ختام الملتقى، اتفق المشاركون على ضرورة العودة إلى جوهر التصوف القائم على الأخلاق الفاضلة والالتزام بالشريعة، ورفض أي ممارسات تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف.
كما تم التأكيد على أن التصوف ينبغي أن يكون وسيلة لتحقيق القرب من الله تعالى من خلال المعرفة الحقيقية والممارسات السليمة.