رحب عدد كبير من الإعلاميين بالتوصيات الصادرة عن مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام" والتي ناقشها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس، مؤخرًا، حول النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية وضبط وقت برامج "التوك شو" بما لا يزيد عن ساعة ونصف شاملة الإعلانات وتوفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها فى وسائل الإعلام، مؤكدين أن تلك التوصيات خطوة مهمة على الطريق الصحيح وستساهم فى ضبط المشهد الإعلامى.
وقالت الدكتورة منى الحديدى، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه على مدى جلستى نقاش اتسم بمشاركة عدد من صناع الإعلام التليفزيونى الرسمى والخاص والصحفى وعدد من القيادات الإعلامية وأساتذة الإعلام وبتعدد وجهات النظر تمت مناقشة الملفات الثلاث الاستخدام الإعلانى لوسائل الإعلام التقليدية والرقمية وبرامج التوك شو "برامج الحكى"، وأيضا الإعلام الرياضى.
وتطرق الحوار إلى استخدام تكنولوجيا الإعلام، خاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعى وأهمية صدور قانون المعلومات، متابعة: "وانتهت الجلستان إلى اتفاق الرأى على أهمية مراعاة المنافسة التى يواجهها الإعلام المصرى الوطنى الرسمى والخاص التقليدى والرقمي، بما يبرز أهمية الاهتمام بالكيف والكم وبتحقيق الإعلام الهادف، إعلام البناء وبما يتفق مع أخلاقيات الإعلام والإعلان واحترام حقوق الجماهير".
وأكدت على أهمية تحديد مدة برامج الرأى بما يتفق مع الأسس العلمية والمهنية لتلك النوعية من البرامج والمعمول بها فى القنوات العالمية من ساعة إلى ساعة ونصف، وتحديد المساحات الإعلانية فى الخريطة البرامجية وفى الدراما وأماكن القطع الإعلانى، والتميز والتفرقة بين الأخبار والرأى، ووضع معايير لمقدمي البرامج الرياضية وأهمية أن يتسع مجال الإعلام الرياضى ليشمل البرامج ونقل الفعاليات الرياضية فى عديد من الرياضيات، ومراجعة وتنظيم أدوار مقدمى برامج الطهى، ومشاركة كافة الجهات فى تفعيل مواثيق الشرف الإعلامى والإعلانى بما فى ذلك النقابات المهنية، وأن تلتزم القنوات بالكود المهنى والأخلاقى الخاص بها على مستوى المضمون والشكل، ومزيد من التنسيق والتكامل بين المؤسسات الأكاديمية الإعلامية والمؤسسات الإعلامية.
وفي السياق ذاته أثني مجلس نقابة الإعلامين برئاسة الدكتور طارق سعده نقيب الإعلاميين على توصيات مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام والتي ناقش فيها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية.
وقال نقيب الإعلاميين إن التوصيات التي صدرت عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تعتبر خطوة مهمة على الطريق الصحيح لضبط المنظومة الإعلامية -تحديدا- فيما يخص تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد بالإضافة إلى الحد من مقدمي البرامج والمحاسبة على الأخطاء والتأكيد على عدم تحويل برامج "التوك شو" لبث الأفكار الخاصة للمذيعين ومقدمي تلك البرامج والاستمرار في تدريب مقدمي البرامج الرياضية وفتح مساحات لجميع الرياضات علاوة علي وجود شراكة بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية وضروه الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية والتشديد المستمر على التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة الإسراع بصورة قوية لإصدار قانون حرية تداول المعلومات.
ورحب نقيب الإعلاميين بالتعاون المستمر بين المؤسسات والهيئات الإعلامية والنقابية لتطوير أداء المنظومة الإعلامية وتقديم رسالة مهنية تليق بالمواطن المصري والعربي.
وأكد سعدة ضرورة التطوير المستمر للوسائل الإعلامية بشقيها. الأول: البنية التحتية الإعلامية الرقمية، ثانيها: التدريب والتطوير للعنصر البشري العامل في تلك المنظومة ليكون قادرا على التنافسية الإعلامية الإقليمية والدولية.
وتابع طارق سعدة :" لايفتنا أن نوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتوجية سيادتة بخروج نقابة الإعلاميين للنور بعد طول انتظار لتكون خطوة مهمة وجادة على طريق تقديم إعلام صادق ومهني للمواطن المصري وتجميع الأسرة الإعلامية على حب الوطن".
وأكد أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أن قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ستساهم بلا شك في ضبط المشهد الإعلامي بعد الفوضى المنتشرة في بعض القنوات الفضائية، خاصة من مقدمي برامج التوك شو، خاصة أن معظم مقدمي هذه البرامج أصبحوا يتحدثون بالساعات في السياسة والاقتصاد والسياسة الخارجية، وهو ما تسبب في حالة من الملل لدى المواطن الذي أصبح يشاهد بعض هذه البرامج أكثر من الضيوف المتخصصين في الملفات المختلفة.
وناشد عدلي المجلس الأعلى للإعلام بمتابعة هذه البرامج وإلزامها بهذه التوقيتات ونوعية البرامج خاصة التوك شو والبرامج الرياضية، مطالبا بعقد دورات تدريبية لمقدمي برامج التوك شو حتى يواكبوا التطورات في صناعة الإعلام وطريقة تقديهم وتناولهم للقضايا خاصة التى تتعلق بالأمن القومي ومصالح مصر العليا، وهو ما يجب أن ننتبه له في ظل تحديات كثيرة تواجه الدولة المصرية والإعلام جزء أساسي في هذه المعركة.
وأردف عدلي: "أتمنى أن يستمر المجلس في متابعته لهذا الملف لأننا بحاجة لإعلام قوى يقف بجوار الدولة ويعود المواطن المصرية يتابع عن كثب برامج التوك شو وتناقش مواضيع تهم المواطن وتبتعد عن المواضيع السطحية والضيوف غير المؤهلين، خاصة ونحن نعاني من قنوات أصبح شغلها الشاغل بيع الهواء فقط بعيد عن المحتوى".
وقال الدكتور حسن عماد مكاوى، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن التوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، ضمن مبادرة "التنظيم الذاتى للإعلام"، توصيات تحقق القانون، مضيفا أن المجلس لديه 10 أهداف و24 اختصاصا.
وأضاف حسن عماد مكاوى، أن تلك التوصيات تأتى فى إطار تفعيل الاختصاصات، مشيرا إلى أنه يجب أن يترجم المجلس تلك التوصيات فى شكل ضوابط يمررها لوسائل الإعلام ويرفق بها لائحة جزاءات.
وأشار إلى أنه لا بد أن يكون لدى وسائل الإعلام تلك الضوابط، متابعا: "البرامج الإخبارية لا يحق أن يكون المذيع يتحدث نصف ساعة بمفرده، لا يجب أن يعلن رأيه الخاص فى البرنامج الحوارى، ولكنه يجب ترك المجال للضيوف لتقديم الآراء".
واستطرد الدكتور حسن عماد مكاوى، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة: "اعتمدنا فى التوصيات على المعايير التى تنطلق من القواعد الأخلاقية الملزمة لوسائل الإعلام فى العالم أجمع، من المفترض أن تكون هناك جلسة أخرى لتناول أبعاد أخرى وتفصيلية عن البرامج الحوارية والرياضية والإعلانات".
وكان المجلس الأعلى للإعلام قد عقد اجتماعًا مؤخرًا، معلنًا عن توصيات بعنوان «التنظيم الذاتي للإعلام» وجاءت التوصيات على النحو التالي:
- عدم تحويل مذيعي التوك شو البرامج لبث أفكارهم الخاصة.
- ضبط وقت برامج التوك شو بما لا يزيد عن ساعة ونصف شاملة الإعلانات.
-مساعدة وسائل الإعلام الخاصة على أداء مهمتها بما يساعد في تعزيز رسالة الإعلام الوطني.
- ضرورة وجود ضوابط وجزاءات قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يسيء للرموز.
- ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد الإعلامية.
- قيام كل مؤسسة إعلامية بمحاسبة مقدمي البرامج في حالة وقوع أي خطأ.
- تدريب وتأهيل العاملين بالبرامج الرياضية من مقدمين وإعداد من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع كليات الإعلام.
- وضع القنوات «استايل بوك» لتنظيم أداء المذيعين وطريقة العرض وهوية القناة.
- العمل على وجود جمعيات حماية حق الجمهور في المشاهدة النظيفة.
- العمل على وجود مسوح ودراسات تحليلية للمشهد الإعلامي واستقاء الآراء حول ما يقدم في الإعلام وما يهم الجمهور.
- توفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها في وسائل الإعلام.
-تشكيل لجان لإعداد ملفات ورصد دقيق حول مشاكل الإعلام.
- التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة.
- سرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات.
- تقليل عدد المقبولين في كليات الإعلام.
- وجود شراكة بين المؤسسات العامة وكليات ومعاهد الإعلام للتدريب الميداني للعاملين في المجال الإعلامي.
- ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقا
فية والقنوات المتخصصة والإقليمية.