في ذكرى إصدارها الأول.. نيويورك تايمز رحلة 170 عامًا من الصحافة الورقية إلى الريادة الرقمية

في مثل هذا اليوم، الموافق 18 سبتمبر عام 1851، شهدت الساحة الإعلامية الأميركية ميلاد واحدة من أشهر الصحف وأكثرها تأثيرًا في تاريخ الصحافة العالمية، وهي جريدة "نيويورك تايمز". 

تأسست الجريدة على يد الصحفي والمحرر الشهير هنري جارفيس ريموند، والمحامي والمحسن جورج جونز، وذلك بهدف تقديم تغطية موضوعية ومتوازنة للأخبار والقضايا العامة التي تهم المجتمع الأميركي والعالمي على حد سواء.

الرؤية التحريرية

جاء تأسيس "نيويورك تايمز" في فترة كانت فيها الصحافة تركز غالباً على الفضائح والإثارة لكسب الجمهور، مما دفع ريموند وجونز إلى إنشاء صحيفة تعتمد على المهنية والتحقيقات المعمقة. كانت رؤيتهم قائمة على تقديم الأخبار بشكل موضوعي بعيدًا عن الانحياز السياسي أو الأهواء الشخصية، وهو ما جعلها تلقى قبولاً كبيرًا لدى الجمهور وتبدأ في بناء سمعتها المميزة.

تأثير الجريدة على الصحافة العالمية

منذ إصدار عددها الأول في 1851، أصبحت "نيويورك تايمز" مصدرًا موثوقًا للأخبار والتحليلات، حيث ساهمت في رفع معايير الصحافة. تميزت الجريدة بتغطيتها الواسعة للأحداث الدولية والمحلية، وبإنتاجها المستمر لمقالات تحليلية وتحقيقات استقصائية، ما جعلها تُعتبر مثالاً للصحافة الجادة.

تطور الجريدة مع مرور الزمن

مع تطور الزمن والتغيرات التكنولوجية، حافظت "نيويورك تايمز" على مكانتها بين أبرز الصحف العالمية، حيث واكبت التطورات التكنولوجية مثل الصحافة الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، وواصلت تقديم محتوى متنوع يشمل مختلف المجالات من سياسة واقتصاد وثقافة وعلوم.

حجم الإيرادات والتوزيع والمتابعين 

سجلت جريدة نيويورك تايمز إيرادات بلغت حوالي 2.3 مليار دولار خلال عام 2022، ويأتي هذا الدخل من مبيعات النسخ الورقية إلى جانب الاشتراكات الرقمية والإعلانات، مما يعكس توازنًا بين الوسيلتين.

وفي ظل التحول المتزايد نحو الرقمية، تجاوز عدد المشتركين الرقميين في الجريدة 9 ملايين مشترك بحلول عام 2023، بينما شهدت النسخ الورقية اليومية تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالقاعدة الواسعة من القراء الرقميين.

كما تتمتع الجريدة بحضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتابعها أكثر من 55 مليون شخص على تويتر، وما يزيد عن 18 مليون على فيسبوك، وأكثر من 16 مليون على إنستغرام، بالإضافة إلى 4 ملايين مشترك على قناتها في يوتيوب.

بفضل هذه الأرقام الضخمة، تخدم نيويورك تايمز جمهورًا عالميًا متزايدًا، مما يجعلها من بين أبرز المؤسسات الإعلامية حول العالم.