اتفاق أوسلو بداية المسار السلمي وتحديات التنفيذ في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

اتفاق أوسلو التوقيع التاريخي وبدايات السلام والواقع المعقد

الجمعة 13 سبتمبر 2024 | 06:11 مساءً
ارشيفيه
ارشيفيه
كتب : عامر عبدالرحمن

في مثل هذا اليوم، 13 سبتمبر/أيلول 1993، شهد العالم حدثاً تاريخياً في حديقة البيت الأبيض بواشنطن، حيث وقّع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على اتفاق "سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني الانتقالي"، المعروف باسم "اتفاق أوسلو"، هذا الاتفاق كان بمثابة بداية جديدة في مسار القضية الفلسطينية.

إرهاصات اتفاق أوسلو

شهدت بداية التسعينيات تغيرات دولية وإقليمية كبيرة، منها انهيار الاتحاد السوفيتي، وظهور توازنات جديدة في الساحة الدولية، إلى جانب أزمة احتلال العراق للكويت التي أدت إلى انقسامات داخل الصف العربي.

 هذه المتغيرات كان لها تأثير كبير على منظمة التحرير الفلسطينية، التي واجهت حصاراً سياسياً ومالياً وفقدت الدعم العربي، كل هذا دفع المنظمة نحو مسار التسوية.

وفي إطار الجهود الأمريكية لدفع عملية السلام، تم تنظيم مؤتمر مدريد الدولي للسلام عام 1991، الذي جمع إسرائيل مع الدول العربية بحضور فلسطينيين لأول مرة، من هذه المحادثات نشأ "اتفاق أوسلو"، الذي سُمي نسبةً إلى العاصمة النرويجية التي شهدت المفاوضات السرية.

مضمون اتفاق أوسلو

يعد "اتفاق أوسلو" الأول من نوعه بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث نص على الاعتراف المتبادل بين الطرفين وإنهاء عقود من النزاع، كما تضمن إنشاء سلطة حكم ذاتي فلسطيني مؤقتة، مع تحديد صلاحياتها وهيكليتها.

تم توقيع الاتفاق بحضور وزير الخارجية الروسي أندريه كوزيريف، ووزير الخارجية الأمريكي وارين كريستوفر، وتحت مراقبة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وتضمن الاتفاق عدة مراحل:

1. المرحلة الأولى: تبدأ في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1993 وتنتهي في 13 أبريل/نيسان 1994، وتشمل انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة وأريحا، وتشكيل سلطة حكم فلسطيني مؤقتة.

2. المرحلة الثانية: تستمر لمدة خمس سنوات بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتشمل انتخابات عامة للمجلس الفلسطيني، إضافة إلى تشكيل لجنة فلسطينية-إسرائيلية مشتركة للتنسيق وحل النزاعات.

السياق التاريخي والتطورات

تم بناء السلطة الوطنية الفلسطينية استناداً إلى "اتفاق أوسلو" و"اتفاق غزة/أريحا أولاً"، ككيان مؤقت لإدارة الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، تبع ذلك اتفاقات إضافية مثل "اتفاق باريس الاقتصادي" و"اتفاق القاهرة التمهيدي"، وفي 28 سبتمبر/أيلول 1995، تم توقيع "اتفاقية طابا" أو "أوسلو 2"، التي تناولت تنظيم الانتخابات والانسحاب الإسرائيلي وإدارة شؤون الحكم.

مصير الاتفاق

رغم الآمال التي وضعتها منظمة التحرير في أن يشكل الاتفاق بداية لإقامة دولة فلسطينية، فإن التطورات اللاحقة أعاقت تنفيذ بنوده بشكل فعال. إذ احتلت إسرائيل المناطق التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بعد أقل من 8 سنوات من توقيع الاتفاق، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000، كما ساهم اغتيال إسحاق رابين عام 1995 ووفاة ياسر عرفات عام 2004 في تعقيد المشهد السياسي.

ومع ذلك، يبقى "اتفاق أوسلو" نقطة تحول هامة في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على الرغم من التحديات التي أعاقت تحقيق أهدافه.

اقرأ أيضا