في ظل تصاعد النقاش حول ظاهرة المساكنة بين الشباب، أُثيرت العديد من الآراء المتباينة من قبل الفنانين والشخصيات العامة حول هذه القضية الاجتماعية الشائكة.
المساكنة، التي تعني العلاقة الجنسية غير الزوجية بين رجل وامرأة مع السكن المشترك، هي سلوك شائع في العديد من البلدان الغربية، وتثير الكثير من الجدل في المجتمعات الشرقية.
تصريحات المحامي هاني سامح
في تصريحاته الأخيرة، أبدى المحامي بالنقض هاني سامح تأييده لفكرة المساكنة قبل الزواج، مؤكدًا أنها حرية شخصية، وأنه لن يمنع ابنته إذا اختارت هذا النمط من العلاقات.
وأضاف سامح أن الإمام أبو حنيفة قد أباح المساكنة بشروط معينة، في حين يعتبر أن هذه التصريحات غير دقيقة ولا تمثل إجماع الأئمة.
آراء للفنانين عن المساكنة
المخرجة إيناس الدغيدي كشفت في تصريحات تليفزيونية لها أنها عاشت تجربة المساكنة قبل زواجها، موضحة أنها لا تستطيع العيش دون حب، حتى ولو كان من طرف واحد.
من جهة أخرى، أثار الفنان محمد عطية جدلاً بتصريحاته التي أيدت المساكنة كوسيلة للتعرف على مدى التوافق بين الشريكين قبل الزواج، بينما قال كريم فهمي إنه يرفض المجاهرة بالمعصية رغم اعترافه بتجربته الشخصية.
موقف الأزهر الشريف
وردًا على التصريحات المتداولة حول جواز المساكنة وزعم إباحة الإمام أبو حنيفة للزنا بأجر، أصدر الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بيانًا نفى فيه صحة هذه الادعاءات، مؤكدًا أن الأئمة براء من هذه التصريحات، وأن الإسلام يحرّم العلاقات الجنسية غير المشروعة ويعتبرها زنا.
الأزهر يحذر من مخاطر المساكنة ويؤكد على دور الفن في تعزيز القيم
من جانبه أكد الدكتور عرفة محمد عرفة، مدير الإدارة العامة للتوجيه بمجمع البحوث الإسلامية، أن الفقهاء اتفقوا على أن الأصل في العلاقات بين الرجل والمرأة هو الزواج الشرعي المستوفي شروطه وأركانه، وهو العقد الذي سماه الله سبحانه وتعالى "الميثاق الغليظ".
وأوضح أن المساكنة، وهي إقامة رجل وامرأة في مسكن واحد دون عقد نكاح، تعد كبيرة من كبائر الذنوب التي تهدم الدين والأخلاق، وتؤدي إلى انتشار الفاحشة في المجتمع.
وأشار الدكتور عرفة، خلال حديثه لموقع "بلدنا اليوم"، إلى أن هذه الظاهرة تمثل دعوة غربية لهدم نظام الأسرة القائم في الإسلام، حيث تقوم الأسرة على مسؤولية الرجل في الإنفاق وتولي شؤون البيت، والمرأة في رعاية الأبناء.
وأكد أن الإسلام يقوى بقوة الأسرة، وأن المساكنة هي مجرد قضاء الشهوة بلا مسؤولية، مما ينعكس سلباً على الأبناء الذين يولدون خارج إطار الزواج الشرعي.
كما بيّن أن الأزهر الشريف يعمل على حماية المجتمع من مثل هذه الظواهر من خلال منابره الإعلامية، حيث يتم تحذير الناس من عواقب هذه الجرائم المشينة، وتوضيح العقوبات المترتبة عليها.
مجابهة الأزهر لمثل هذه الظواهر
وأشار إلى أن الأزهر يدعو إلى عدم تداول مثل هذه الممارسات في الأعمال الدرامية، مؤكدًا أن للفن رسالة سامية في تهذيب الأخلاق وترقيق المشاعر، وأنه يجب أن يسهم في تعزيز القيم والأخلاق، وليس هدمها.
وأضاف الدكتور عرفة أن الأزهر يدعو إلى التعاون بين المؤسسات الفنية والدينية، لضمان عدم هدم التابوهات الدينية والاجتماعية، وللمساهمة في مواجهة المشكلات السلبية التي تؤثر على المجتمع.