آثارت التصريحات الأخيرة لبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن محور فلادلفيا غضب العديد من الدول العربية والأجنبية وأعلنوا تضامنهم مع القاهرة، وردت الأخيرة بزيارة لرئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى رفح المصرية وتفقد المعبر والحدود مع غزة، الأمر الذي أدى لاندلاع موجة من التساؤلات حول العلاقة بين تل أبيب والقاهرة الفترة المقبلة، وهل الدولتين يستعدان لمناوشات عسكرية؟
وفي البداية، وصف اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، والخبير الاستراتيجي والعسكري، ومسؤول ملف الصراع العربي الإسرائيلي، زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أحمد خليفة للحدود المصرية مع غزة بأنها طبيعية في ظل التوترات القائمة بين القاهرة وتل أبيب.
رشاد: زيارة رئيس الأركان تهدف لوضع خطة لمواجهة الاستفزازات الإسرائيلية
وأضاف رشاد في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الزيارة جاءت لتفقد الحدود لوضع خطة لمواجهة أي استفزازات إسرائيلية.
واستبعد أن تشير هذه الزيارة لقرب اندلاع اشتباكات عسكرية بين إسرائيل ومصر، قائلًا:" لن يحدث أي تداخلات عسكرية بين القاهرة تل أبيب، ومصر اليوم تتحلى بالصبر لأن التوترات بين الجانبين مرتبطة برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل شخصي الذي يحاول تقوية موقفه السياسي بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي".
وتابع: أن مصر تتأنى في اتخاذ خطوات ضد إسرائيل انتظارًا لغياب نتنياهو عن السلطة نظرًا لموقفه الشخصي تجاه مصر دون إجماع من الحكومة الإسرائيلية.
ورجح وكيل المخابرات العامة الأسبق انتظار مصر لإعادة المنظومة السياسية داخل إسرائيل، والتخلص من نتنياهو لتصفية النقاط الخلافية بين الجانبين.
وعن تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن محور فلادلفيا، قال إنها لا تمثل رؤية الحكومة الإسرائيلية ولكن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلالها لإطالة أمد الحرب في غزة.
وأكد أن العلاقة بين القاهرة وتل أبيب أصبحت متوترة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين تل أبيب والمقاومة الفلسطينية وصلت لطريق مسدود.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها فرض قرارات إسرائيل على ترغب في تنفيذها، موضحًا أن نتنياهو يستغل الانتخابات الأمريكية للضغط على واشنطن.
وأضاف:" أن نهاية الحرب في غزة برحيل نتنياهو ولا سبيل لتحقيق ذلك ببقاء رئيس حكومة الاحتلال في السلطة".
بيومي: مصر تحافظ على شعرة معاوية في العلاقات مع إسرائيل
ومن جانبه، يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة رئيس الأركان إلى الحدود المصرية مع قطاع غزة ليبعث رسالة إلى إسرائيل مفادها"نحن هنا لمراقبة حدودنا ورصد أي سلوك غير مرحب به".
وأضاف بيومي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن هناك اتفاقية موقعة بين القاهرة وتل أبيب استمرت عشرات السنين دون أي خلل من الطرفين.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد تعكر صفو العلاقات القائمة على احترام المصالح واتفاقية السلام.
وأوضح أن نتنياهو قام باحتلال محور فلادلفيا الذي تنص معاهدة السلام بين الجانبين على عدم تواجد قوات إسرائيلية فيه، متابعًا:" أنه يصر على بقاء الجيش فيه بدعوة محاصرة الفلسطينيين".
وبخصوص محور فلادلفيا، قال إنه من المعروف في السياسة الإسرائيلية وهو الكذب وصول لمرحلة تصديق هذا الكذب، مؤكدًا أن مصر دائمًا توضح الحقائق وتكشفها للعالم.
ونوه إلى أن مصر تحافظ على شعرة معاوية في العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، قائلًا:" إنه من مصالحة مصر بقاء سفيرها في تل أبيب لنقل الرسائل التي تريد مصر واستمرار الممارسات".
وأكد أن إسرائيل سمحت للطيران المصري أن يستخدم مناطق محظور فيها الطيران لإيصال مساعدات إغاثية لغزة دون تفاهمات ولولا التنسيق الدبلوماسي ماكنت مصر لتقوم بذلك.
وأشار إلى أن إسرائيل تعيق دخول المساعدات الإغاثية من المعابر متبعة في ذلك سياسة خنق الفلسطينيين ومنعهم من التواجد على أرضهم ودفعهم للخروج منها.
وعن قرارات محكمة العدل الدولية، قال إنه في حال ذهاب نتنياهو إلى ألمانيا أو فرنسا سيتم تسليمه للعدالة الدولية بينما أمريكا لا تقوم بذلك وتساند جرائم دولة الاحتلال وتؤيده.
وأكد أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تتهرب منها بزعم أنها ليست عضو في هذه المحكمة.
نائب رئيس برلمان البحر المتوسط: نتنياهو يفتعل الأزمات لزيادة أمد الحرب
وبدوره، قال بلال قاسم، نائب رئيس برلمان البحر المتوسط، وعضو مجلس الوطني الفلسطيني، إن نتنياهو يحاول افتعال الأزمات مع مصر من أجل زيادة أمد الحرب وبقائه في السلطة.
وأضاف قاسم في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن رحيل نتنياهو عن الحكم سيكتب نهاية حرب غزة، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى توسيع رقعة الصراع مع لبنان، وعرقلة المفاوضات لأغراض شخصية.