سجلت أسواق اللحوم والدواجن حالة من الركود خلال الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من استقرار الأسعار بشكل نسبي، مع التباطؤ في الحركة الشرائية، فإن الطلب على اللحوم والدواجن قد شهد تراجعًا ملحوظًا، رغم ثبات الأسعار، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، اهمها ارتفاع الأسعار بشكل عام، وليس فقط اللحوم والدواجن، قد أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين، مما دفعهم إلى تقليل إنفاقهم على هذه المنتجات، كما يلجأ العديد من المستهلكين إلى البحث عن بدائل أرخص للحوم والدواجن، مثل البقوليات والأسماك، وذلك للتوفير.
ويضطر العديد من المستهلكين إلى تقليل استهلاك اللحوم والدواجن بسبب ارتفاع أسعارها، إذ يبحثون عن بدائل أكثر اقتصادية، فهم يفضلون شراء كميات أقل من اللحوم والدواجن، ولكن بجودة أعلى، ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الوضع من الركود في سوق اللحوم والدواجن ما لم تشهد الأسعار انخفاضًا ملحوظًا أو تتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، كما يتوقعون أن يلجأ المستهلكون بشكل متزايد إلى شراء اللحوم المجمدة والمنتجات ذات العروض الترويجية.
ويشعر مزارعو الدواجن واللحوم بالقلق من هذا الوضع، حيث يؤثر الركود في السوق على دخلهم، يدعون الحكومة إلى تقديم دعم أكبر لهم، وتخفيض تكاليف الإنتاج، حيث يشير استقرار أسعار اللحوم والدواجن وركود الحالة الشرائية إلى وجود تحديات كبيرة تواجه هذا القطاع، ويتطلب الأمر اتخاذ إجراءات جادة من قبل الحكومة والتجار والمزارعين للخروج من هذه الأزمة.
هيثم عبد الباسط: استيراد اللحوم يهدد الإنتاج المحلي ويضر بالجزارين
ويقول هيثم عبد الباسط رئيس شعبة القصابين، في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم"، أن هناك تناقض ملحوظ في سوق اللحوم، حيث تشهد الأسعار استقرارًا نسبيًا، بينما يعاني الجزارون من تراجع حاد في المبيعات، معزيًا رئيس الشعبة هذا التناقض إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها زيادة الكميات المستوردة من اللحوم، والتي أدت إلى زيادة المعروض في السوق وتراجع الطلب على اللحوم المحلية.
وأشار رئيس شعبة القصابين إلى أن بعض المستهلكين يفضلون اللحوم المستوردة لأسباب مختلفة، مثل السعر أو الجودة المتصورة، مما يضع الجزارين في موقف صعب، موضحاً أن هامش الربح الذي يحققه الجزارون من بيع اللحوم المستوردة أقل بكثير من هامش الربح الذي يحققونه من بيع اللحوم المحلية، مما يزيد من حدة الأزمة التي يواجهونها.
وحذر هيثم عبد الباسط رئيس الشعبة من أن استمرار هذه الوضعية قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على قطاع اللحوم وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام، فقد يؤدي انخفاض الطلب على اللحوم المحلية إلى تراجع الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية، مما يهدد الأمن الغذائي ويؤثر على دخل المزارعين.
وأضاف عبد الباسط أن تراجع المبيعات يؤدي إلى إغلاق العديد من محلات الجزارة، مما يؤثر على فرص العمل ويؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في هذا القطاع، وعلى المدى الطويل، قد يؤثر تراجع قطاع اللحوم على الاقتصاد المحلي بشكل عام، حيث يساهم هذا القطاع بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ قطاع اللحوم، واقترح مجموعة من الحلول، منها تحديد معايير واضحة لجودة اللحوم المستوردة، لضمان حصول المستهلكين على منتج آمن وبجودة عالية، وتشجيعهم على شراء اللحوم المحلية، وتقديم دعم حكومي للمزارعين، لتشجيعهم على زيادة إنتاجهم من اللحوم وتحسين جودتهاء وكذلك توفير قروض ميسرة للجزارين لمساعدتهم على تجديد محلاتهم وتطوير أعمالهم، بجانب فرض رسوم جمركية على اللحوم المستوردة، لحماية المنتجين المحليين من المنافسة غير العادلة.
عبد العزيز السيد: بورصة الدواجن هي الحل لضبط الأسواق
وأكد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم"، على استقرار أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الاستقرار يعود بشكل رئيسي إلى توافر الأعلاف بأسعار مناسبة، وأن توافر الأعلاف، وهي المكون الأساسي في تكلفة إنتاج الدواجن، قد ساهم بشكل كبير في استقرار الأسعار، حيث أن أي نقص في الأعلاف يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الدواجن.
وشدد السيد على أهمية إنشاء بورصة للدواجن، مشيراً إلى أن البورصة ستساهم في تحقيق الشفافية في السوق، وحماية حقوق المنتجين والمستهلكين على حد سواء، وأن تتكون بورصة الدواجن من عدة جهات مختصة، على رأسها وزارة الزراعة، وممثلين عن منتجي الدواجن، وموزعي الدواجن، وممثلين عن المستهلكين، اذ ستعمل على تحديد أسعار عادلة للدواجن والأعلاف، بناءً على العرض والطلب، مما سيؤدي إلى استقرار الأسعار ومنع حدوث أي تقلبات مفاجئة.
كما أكد السيد على أهمية دور الرقابة في ضبط السوق، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى تكثيف الرقابة على الأسواق للتأكد من تطبيق الأسعار العادلة ومنع أي ممارسات احتكارية، ودعا السيد الجهات المعنية إلى تفعيل دور الرقابة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الأسواق وحماية حقوق المستهلكين.
وتوقع السيد أن يستمر استقرار أسعار الدواجن في الفترة المقبلة، مع احتمال حدوث بعض التذبذبات الطفيفة نتيجة للعوامل الموسمية، لافتاً إلى أن قطاع الدواجن يمر بمرحلة مهمة، وأن هناك حاجة إلى تضافر الجهود من أجل تطوير هذا القطاع وتعزيز دوره في تأمين الأمن الغذائي.