بعد تنفيذ حركة حماس هجوم "طوفان الأقصى" الذي أطلقته في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن أسر عدد كبير من المدنيين والعسكريين الإسرائيليين، كشفت العملية عن ثغرات عديدة في إسرائيل كانت تحاول إخفاءها، وأظهرت اختلافات واسعة داخل البلاد. الصورة التي كانت تسعى إسرائيل لتقديمها للعالم على أنها دولة متمسكة سياسياً وعسكرياً، بدأت تتصدع.
في أعقاب الهجوم، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل "مجلس الحرب" من مختلف الجوانب السياسية والعسكرية في إسرائيل، في محاولة لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب على حماس.
ومع ذلك، فإن تشكيل هذا المجلس كشف عن الوقيعة الحقيقية التي تعيشها إسرائيل.
أولاً: الوقيعة السياسية في الكنيست الإسرائيلي
داخل الكنيست، تجسدت الوقيعة بين اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو والمعارضة بقيادة يائير لابيد وبعض الأحزاب العربية.
شهدت جلسات الكنيست تطورات خطيرة، منها مشادات بالأيدي والسب حول اتخاذ القرارات. يسعى الجانب المعارض إلى إيجاد حل لعملية تبادل الأسرى، بينما يواصل الجانب اليميني متابعة الحرب خوفًا على منصبه وفشله في إدارتها.
ويتهم البعض نتنياهو بإطالة الأزمة كوسيلة لتفادي السجن وإنهاء حياته السياسية بسبب قضايا الفساد.
وتجلى الصراع في مشاجرات بين أيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وأحمد الطيبي من القائمة العربية، بالإضافة إلى حادث سحل داخل الكنيست لأحد أقارب الرهائن لدى حماس. كما شهدت جلسات الكنيست تبادل الشتائم بين أعضاء حزبي الليكود بقيادة نتنياهو وحزب العمل، مما زاد من التوتر.
وبعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار والموافقة على تبادل الأسرى، هدد سموتريتش وزير المالية وبن غفير وزير الأمن القومي بالانسحاب من الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق، مشددين على استمرار الحرب على غزة.
ثانياً: خلافات الكابينت الإسرائيلي
عقب تشكيل "مجلس الحرب"، ظهرت خلافات حادة حول كيفية إدارة الأزمة. تصاعدت التوترات بين وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي مع نتنياهو، إلى درجة اقتحام مكتب نتنياهو والشجار بالأيدي بسبب قراراته. حاول نتنياهو إقالة وزير الدفاع لكن محاولاته باءت بالفشل تحت الضغط الأمريكي.
تدعم المعارضة بقيادة لابيد مطالب أهالي الأسرى وتشارك في المظاهرات والاحتجاجات ضد نتنياهو، مما أدى إلى تفاقم الأزمة. واستقال الوزير بيني غانتس بعد توجيه اتهامات لنتنياهو بسوء إدارة الحرب.
تشهد إسرائيل انقسامات واسعة بين مختلف طوائفها منذ "طوفان الأقصى"، مع تصاعد الأزمة يومًا بعد يوم، ومظاهرات واحتجاجات تشمل الضرب والاعتقالات من قبل الشرطة والمدنيين.