يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة تاريخية إلى أنقرة، حيث يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في إطار تعزيز العلاقات المصرية التركية التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال العامين الماضيين.
جاءت هذه الزيارة بناءً على دعوة من الرئيس التركي.
أهمية الزيارة
تمثل هذه الزيارة الأولى من نوعها للرئيس السيسي إلى تركيا منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية، وتعكس الرغبة المشتركة بين البلدين في بناء علاقات قوية تعتمد على التعاون في مختلف المجالات. ويعد هذا اللقاء محطة مهمة في تاريخ العلاقات بين مصر وتركيا، حيث سيبحث الجانبان العديد من القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا
من المتوقع أن يرأس الرئيسان السيسي وأردوغان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، والذي تم إعادة هيكلته وفقًا للإعلان المشترك الموقع خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي. يهدف المجلس إلى وضع إطار شامل للتعاون بين البلدين يتجاوز العلاقات الاقتصادية إلى مجالات التعاون السياسي والأمني.
توسيع اتفاقية التجارة الحرة
سيبحث الجانبان المصري والتركي سبل تعزيز التعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية، بالإضافة إلى توسيع اتفاقية التجارة الحرة القائمة واستئناف شحن البضائع بين ميناء مرسين التركي والإسكندرية.
التوترات في الشرق الأوسط
تأتي زيارة الرئيس السيسي في وقت حرج يشهد فيه الشرق الأوسط توترات وأزمات متصاعدة، أبرزها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والوضع المتوتر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية. يهتم كل من القاهرة وأنقرة بهذين الملفين، وقد دعوا مرارًا إلى ضرورة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد.
ليبيا والسودان
الأزمة السودانية وتطورات الوضع في ليبيا ستكونان أيضًا ضمن جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين، حيث تسعى القاهرة إلى تعزيز الجهود المشتركة لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية تسهم في إنهاء معاناة الشعب السوداني وتوحيد الصف الليبي.
تطلعات الشرق الأوسط
تعول العديد من دول الشرق الأوسط على دور القاهرة وأنقرة في إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وخفض التوتر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، إضافة إلى التطورات في البحرين الأحمر والمتوسط، نظرًا لما تملكه الدولتان من نفوذ سياسي وموقع جغرافي استراتيجي.
أول زيارة لرئيس مصري منذ 2012
تعد زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا الأولى لرئيس مصري منذ عام 2012، وتعتبر خطوة هامة في تحسين العلاقات بين البلدين. من المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات، كما قد يكون لها تأثيرات إيجابية على المستوى السياسي والإقليمي.