منذ نعومة أظافرها وتحلم أن تكون ممرضة مثل العديد من فتيات قريتها، ورأت نفسها في تلك الوظيفة الإنسانية، فاجتهدت في مرحلة التعليم الإعدادي للالتحاق بمدرسة التمريض لكن ارتفاع مجموع القبول الذي يقارب على الدرجة النهائية في نتيجة الشهادة الإعدادية منعها من ذلك؛ نظرًا لشدة الإقبال على هذه النوعية من التعليم.
لم تيأس ابنة قرية شطورة التابعة لمركز ومدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج من الوصول إلى تحقيق حلمها في العمل بمهنة التمريض، فالتحقت بالثانوية العامة شعبة علمي علوم، حتى حصلت على مجموع أهلها للالتحاق بمعهد فني صحي جامعة بني سويف، تنفست الفتاة الصعيدية المثابرة الصَّعداء؛ لاقترابها من تحقيق حلم "التمريض" أو كما كانت تحب أن تلقبها أسرتها وأقاربها وأصداقائها "الممرضة آلاء".
بدأت الطالبة ووالدها في تجهيز الأوراق والمستندات المطلوبة لتقديم الملف للمعهد الفني الصحي بجامعة بني سويف، وقبل ساعات من مغادرتها القرية استيقظت الفتاة المحافظة على الصلوات في وقتها؛ لقيام الليل ثم آداء صلاة الفجر، وبعدها تناولت الإفطار مع أسرتها في وقت مبكر، وفوجئ والدها ووالدتها بسقوطها على الأرض دون تعرضها لأي مرض أو إصابتها بتعب مفاجئ، ليكتشفوا أنها فارقت الحياة.
وسرعان ما تعالت أصوات الصراخ والنحيب من المنزل الريفي الذي يبعد أمتار قليلة عن الطريق الزراعي الغربي، ويهب الجيران بالمنطقة ليعرفوا سبب ومكان الصراخ، ليردد والدها بصوت مرتفع "آلاء محمد حسن ماتت"، فيدخل الأهالي للمنزل ويواسب الأب والأم والأشقاء والشقيقات.
تُسرع الأسرة في استخراج تصريح الدفن وتجهيز وتكفين المتوفاة، ليشيع الآلاف من أبناء قرية شطورة بطهطا جثمانها إلى مثواه الأخير، خلال الساعات الماضية، وسط صدمة وحالة من الحزن غطت وجوه المشيعين، لتنتهي فصول قصة التمريض بالموت المفاجئ قبل أيام قليلة من دخول الجامعة، للتتحول صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء حزنًا على الفقيدة.
وأوضح والد الفقيدة ل"بلدنا اليوم" أن لديه 4 أولاد و4 بنات هى أصغرهم، وأحنهم عليه بل على الجميع، مشيرًا إلى أنه كان يحلم أن يرى ابنته سعيدة بنهاية دراستها في معهد فني صحي جامعة بني سويف، والعمل بعده ممرضة في المهنة التي كانت تحبها.
الطالبة المتوفاة