خاص| الحرب الروسية الأوكرانية.. هل تدخل مرحلة اللا عودة؟

الاربعاء 28 اغسطس 2024 | 09:37 صباحاً
الحرب بين روسيا وأوكرانيا
الحرب بين روسيا وأوكرانيا
كتب : محمد عبدالحليم:

تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات متسارعة، كان آخرها الهجمات المرتدة التي شنتها أوكرانيا على الأراضي الروسية.

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعلن أنه زار منطقة سومي الحدودية مع مقاطعة كورسك الروسية، التي تشهد هجومًا واسع النطاق من قبل القوات الأوكرانية منذ السادس من أغسطس.

فبعد أكثر من عامين على انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بدأت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس بشن هجوم مباغت داخل الأراضي الروسية، مستهدفة عشرات البلدات في مقاطعة كورسك وسيطرت عليها.

زيلينسكي أعلن عبر فيسبوك أنه زار المنطقة الحدودية في سومي والتقى قائد الأركان أولسكندر سيرسكي ورئيس الإدارة العسكرية لمنطقة سومي، مشيرًا إلى أن قواته سيطرت على بلدة أخرى وزادت من عدد الأسرى في "صندوق التبادل"، مما يعني أنهم يعتزمون استخدام هؤلاء الأسرى في عمليات تبادل مستقبلية.

المسؤولون الأوكرانيون أوضحوا أن أهداف الهجوم تشمل إقامة "منطقة عازلة" داخل الأراضي الروسية، والمساهمة في إنهاء الحرب بشروط "عادلة"، بالإضافة إلى استنزاف القوات الروسية. ومع ذلك، لا تزال قوات كييف تواجه تحديات كبيرة في منطقة دونباس شرقي البلاد، حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب ملحوظة، خاصة في مقاطعة دونيتسك. زيلينسكي أكد أنه ناقش تعزيز الدفاعات في مناطق توريتسك وبوكروفسك في دونباس، التي تشهد قتالًا عنيفًا.

على الجانب الآخر، أعربت كوريا الشمالية عن استنكارها الشديد للهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية، واصفةً إياه بأنه "عمل إرهابي لا يغتفر" بتوجيه ودعم من واشنطن والغرب. وأكدت بيونغيانغ وقوفها الدائم إلى جانب موسكو في جهودها لحماية سيادتها، محذرةً من أن سياسة الولايات المتحدة المعادية لروسيا قد تدفع بالعالم نحو حافة حرب عالمية ثالثة. وأشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية إلى أن واشنطن زودت الرئيس الأوكراني بأسلحة فتاكة بكميات "هائلة"، معتبرةً ذلك تصعيدًا خطيرًا.

في الوقت نفسه، وجه الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، تحذيرًا لكييف، مشيرًا إلى أن التصعيد مع روسيا قد ينتهي بتدمير أوكرانيا إن لم تقبل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأوضح لوكاشينكو أن أوكرانيا تحاول استفزاز روسيا لاستخدام الأسلحة النووية، لافتًا إلى أن بلاده قد تحول خططها الدفاعية إلى هجومية إذا لزم الأمر، خاصةً وأن صواريخ "إسكندر" البيلاروسية قادرة على حمل رؤوس نووية.

ويبقى السؤال: هل تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من نهايتها؟ أم أنها على وشك الدخول في مرحلة جديدة أكثر خطورة، يكون للسلاح النووي فيها دور حاسم؟

لعبة شطرنج

يرى الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي أن سير الحرب الأوكرانية الروسية يتشابه بشكل كبير مع خطط الروس في التعامل مع النازيين، واصفًا ما يحدث بلعبة الشطرنج، حيث يقوم اللاعب فيها بتحريك الحصان من أجل أن يحرك اللاعب الآخر قطعة أخرى عنده في اتجاه مختلف.

وأضاف الهلالي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن أوكرانيا تحاول تغيير قواعد اللعبة والمعركة من الدفاع الي الهجوم داخل الأراضي الروسية لتجبر القوات الروسية علي تغير مواقعها داخل الأراضي الأوكرانية وسحب قواتها لخطوط داخلية، وأيضا من أجل تقوية الدعم النفسي للأوكرانيين بأنهم الآن داخل روسيا نفسها كما يفعل الروس بأراضيهم.

وقال الهلالي إن روسيا تدرك أن الغرض من التوغل الأوكراني هو دفع روسيا لسحب القوات من مناطق تمركزها أو إعادة الانتشار، لذلك فإن روسيا لم تفعل ما كان يتوقعه الأوكرانيين لعلمهم أنها حركة دعائية فاشلة.

وأشار الهلالي إلى أن الغرب وأمريكا يريدون فقط إطالة مدى الحرب لإرهاق روسيا، ولا يهمهم نصر الأوكرانيين، فهم يرون فقط استمرار المعارك واستمرار النزيف الروسي لذلك فالحرب ستستمر لمدة أطول مما نتخيل وستصبح حرب سنوات.

وأكد الهلالي أن العالم كله بما فيه روسيا وأمريكا يحافظون علي قواعد الاشتباك لكي لا تصل إلى لحظة الضغط علي الزر النووي، فالسلاح النووي صنع للترهيب وليس للاستخدام، مشددًا على أن اول وآخر مرة تم استخدام فيه هذا السلاح كان في نهاية الحرب العالمية الثانية ولن يتكرر أبدا.

نهاية للحلول السلمية

ومن جانبه، يرى محمود الأفندي، الباحث في الشأن الروسي، أن التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية يعتبر نهاية للحلول السلمية المتوقعة لنهاية الصراع بين الجانبين.

وقال الأفندي إن بوتين لن يتفاوض مع الأوكرانيين أبدًا طالما أنهم متواجدين على الأراضي الروسية.

وأرجع الأفندي سبب التطورات الأخيرة إلى أمريكا وبريطانيا اللتي منعت أوكرانيا من التوقيع على مفاوضات إسطنبول، بعد أن وافقت الأخيرة على الحكم الذاتي للمناطق المتصارع عليها مما كان سيوقف الحرب بشكل نهائي.

وأكد الأفندي أن المفاوضات انتهت الآن بشكل نهائي بعد توغل أوكرانيا داخل الأراضي الروسية. 

اقرأ أيضا