أحدثت المواجهات بين إيران وإسرائيل نوعًا من الهلع في منطقة الشرق الأوسط خوفًا من اندلاع حربًا شاملة بين الأذرع الإيرانية وتل خاصة بعد تعثر مفاوضات غزة الأخيرة، واختراق مسيرة حوثية للمجال الجوي لدولة الاحتلال وتحقيق إصابات مؤكدًا ما دفع تل أبيب إلى الرد المباشر وقصف ميناء الحديدة بعشرات الصواريخ، فهل تتسبب هذه الضربات في اندلاع مواجهات مباشرة بينهما؟ وإلى أي مدى تؤثر على الحرب الدائرة في غزة وخدمة القضية الفلسطينية؟
يرى اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الدعم المقدم من الأذرع الإيرانية لحركة حماس السنية بقطاع غزة في المواجهة الدائرة وحربها مع إسرائيل يأتي في إطار الحفاظ على المعسكر الذي تقوده طهران واستمرار نفوذها في المنطقة.
وأضاف العمدة في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن إيران وافقت أن تكون حماس جزءًا منها باعتبارها أن حربها على إسرائيل محور يتجاوز الطائفية ويمثل الأطياف التي تتبنى فكر وسلوك المقاومة ضد دولة الاحتلال.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية إلى أن الحفاظ على بقاء حماس كحاكم لقطاع غزة مهم جدًا في حسابات إيران الاستراتيجية، لأنه يعني احتفاظ طهران بالورقة الفلسطينية في مواجهة القوى الإقليمية والدولية وإثبات أنها ذات تأثير في جميع قضايا الشرق الأوسط لتتمكن من تحقيق طموحها الإقليمية في مواجهة الغرب وتل أبيب.
وتابع أن مساندة الأذرع الإيرانية لحماس تأتي في إطار خدمة الاستراتيجية الإيرانية في إقليم الشرق الأوسط التي تركت إلى حد ما أثر في المواجهة مع إسرائيل، إلا لم تكن بالشكل المطلوب وفق تطلعات حلفاء إيران في غزة وهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ولفت إلى أن مساندة الأذرع الإيرانية لحماس اقتصرت من الجبهة الشمالية على عمليات مشاغلة عسكرية لقوات الاحتلال ولم ترتقي إلى مستوى المواجهة الشاملة والمفتوحة من قبل حزب الله.
ونوه إلى أن استهداف جماعة الحوثي التابعة لإيران للسفن البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر لم تؤثر بشكل حقيقي على مجريات الحرب في فطاع غزة، أو تأثر دولة الاحتلال بما يلزمها من مواد أساسية كغذاء والوقود أو التسليح وغيرها.
ومن جانبه، استبعد السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اندلاع مواجهات مباشرة بين إيران وإسرائيل.
وأضاف رخا في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الضربات الإيرانية التي تتوعد بها دائما في الفترة الأخيرة إسرائيل غير مرتبطة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفق تصريحات مسؤولين إيرانيين، مرجعا ذلك إلى أنهم يرون أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية داخل طهران يعد انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا يريد وقف إطلاق النار وتوسيع رقعة الصراع الدائر خوفا من محاكمته في حال التوصل لوقف إطلاق النار على الفشل الاستخباراتي في السابع من أكتوبر الماضي فضلا عن قضايا الفساد.