القتل بالامتناع والقتل بالصدفة.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الخميس 15 اغسطس 2024 | 09:16 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
كتب : علام عشري

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلاً: من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا ( المائدة ٣٢ ) .

o يعرف القتل بصفة عامة بأنه انهاء حياة انسان من قبل انسان آخر بدون وجه حق ، اما القتل العمد فيعرف بانه انهاء حياة انسان من قبل شخص آخر عمدآ وبدون وجه حق وعلة التجريم تتمثل بالاعتداء على حق الانسان فى الحياة .

o اما القتل بالامتناع او الترك فهو لا يتطلب القيام بأى فعل مادى او معنوى انما يتم بامتناع شخص عن القيام بعمل كان عليه القيام به بغية

القضاء على حياة شخص آخر بامتناعة او تركه لهذا الفعل وهو الذى أدى إلى موت المجنى علية وعلى ذلك فلابد ان يكون الممتنع مكلف بواجب شرعه القانون على الانسان بفعله ولم يفعله ، مثل امتناع أم عن ارضاع صغيرها بقصد قتله او امتناع معلم السباحة عن انقاذ غريق او امتناع ممرض عن تقديم الدواء ، شريطة توافر القصد الجنائى اما فى حاله عدم توافر القصد الجنائى فأنه يعد قتل بالأهمال.

o وعلى ذلك فعندما لا يكون على الممتنع التزام قانونى او تعاقدى

بالتدخل لانقاذ حياة المجنى فأنه لا يسأل عن القتل العمد حتى لو توافر لديه القصد الجنائى ، كما لا يسأل عن القتل مع الاهمال وعلى ذلك لا يعد قاتلآ من يرى ضريرآ يسير بالقرب من حفرة فلا يحذره وترتب على ذلك ان سقط فيها ومات ، كما لا يعد قاتلآ من يرى شخص يشرف على الغرق ولا ينفذه او انسان تحيط به او حاصرته النيران ولا يتقدم لانقاذه اذ ان القانون لا يفرض على الناس الشجاعة ولا التضحية خصوصآ اذا اقترنت بقدر من المخاطر ولو يسير .

o تنتشر بعض الالفاظ لدى وقوع

بعض القضايا مثل القتل بالصدفة - أو القتل الخطأ ، فقد أصيب طفل بطلق ناري أودى بحياته بالصدفة ، اثناء مروره بشارع يوجد به مشاجرة بدائرة قسم شرطة المرج - محافظة القاهرة - وفي أحد القري كانت مشاجرة بين عائلتين وإطلاق الأعيرة النارية كان بين الطريق عشوائيا وفي ذات الأثناء صعدت فتاة أعلى سطح منزلهم لنشر الغسيل فاصابتها طلقة طائشة بالصدفة أردتها قتيلة ، وهنا يثور الكلام بين العامة والخاصة وأصحاب الشأن عن مصطلحات كالقتل بالصدفة - أو القتل الخطأ.

o فهل فى قانون العقوبات المصرى رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ نص يعاقب القاتل بالصدفة .

o فرق قانون العقوبات المصرى رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ - فى العقوبة بجرائم القتل بين القتل المقترن بسبق الإصرار والترصد، وبين القتل دون سبق إصرار وترصد ، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد ، ويمكن لصاحب الجريمة فى هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة ٢٣٠ من القانون على: كل من قتل نفساً عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو

الترصد يعاقب بالإعدام .

o وعرف القانون الإصرار السابق بأنه القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى قتل ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.

o ونصت المادة ٢٣٣ على: "من قتل

أحدا عمدا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلا أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر ويعاقب بالإعدام"، كما نصت المادة 234 على: "من قتل نفسا عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد"، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن

المؤبد، وتكون العقوبة الإعدام إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي.

o وتحدثت المادة ٢٣٥ عن المشاركين في القتل، وذكرت ان المشاركين فى القتل الذي يستوجب الحكم على فاعله بالإعدام يعاقبون بالإعدام أو بالسجن المؤبد.

o كما حدد قانون العقوبات فى عدد من مواده جريمة القتل الخطأ والعقوبة المقررة على المتهم لو ثبت فعلاً أن القتل خطأ وبدون أى نية أو قصد ، حيث نصت المادة ٢٣٨ من قانون العقوبات على "من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك

ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".

o يتعامل الأمن مع جرائم القتل بالصدفة ، على أنها جريمة قتل خطأ خاصة أن المجني عليه وأهله ليس طرفا في المشكلة ، وليس هناك نزاع أو خصومه بين الطرفين ، وأن كان الأمن يحرص على انتهاء الأمور فور وقوع الحادث وصدور قرار النيابة العامة والقضاء فى هذا الشأن

o وقائع القتل بالصدفة أو القتل الخطأ

لا تقيد خصومة ثأرية لعدم وجود الباعث لدى الطرفين على القتل أو الثأر ايمانآ بالقضاء والقدر .

o غالبآ وقائع القتل بالصدفة أو القتل الخطأ ما تنتهى فورآ ولا يترتب عليها مشاحنات بين الجيران ، بل يشاركوا فى مراسم الدفن وتقبل العزاء ، ايمانآ ويقينآ بعدم وجود نية للقتل ، وتشارك أجهزة وزارة الداخلية فى ذلك طالما أن التحريات أكدت عظم وجود باعث لارتكاب الجريمة .

o المجرم بالصدفة شخص يكون الدافع لديه الى الجريمة والمانع منها في حالة توازن ، ولا تقع

الجريمة منه الا لخلل عارض يصيب هذا التوازن ، ويرجع الى تأثير عامل خارجي غير عادي ، ومعنى هذا ان المجرمين بالصدفة هم قوم لا يخرجون على القانون الا في مناسبات خاصة ، او تحت بعض الظروف العارضة ، حتى ان سلوكهم الاجرامي يعد متناقضا مع اساليبهم العادية في السلوك ، فضلا على انه يتعارف مع اعتقاداتهم الشخصية ، ومثل هؤلاء الاشخاص قد يعملون تحت دافع اليأس أو التهور او الاندفاع او الهوى او تحت ضغط أية ظروف اخرى قاهرة.

o هناك جرائم قتل تقع بمحض

الصدفة من دون سبق الاصرار أو التعمد حيث ينتاب صاحب الجريمة حالة نفسية سيئة كنوبة هستيرية غاضبة أو ثورة عارمة أو حالة استفزاز جارف أو يفقد السيطرة على شعوره لكونه تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو أدوية المؤثرات العقلية، فالانفعال الشديد قد يعطل عمل العقل ويعيق التفكير السليم فينساق الفرد إلى القتل، أحيانا يلعب الوهم أو الخيال دورا حيث يهيئ للشخص انه مظلوم ومضطهد فيثور ويقتل لينتقم وعادة ما يعاني هذا الشخص اضطرابا في الشخصية، كما ان هناك

اشخاصا يعانون ضعفا في القدرة العقلية ويقتلون بلا وعي أو إدراك إما من تلقاء أنفسهم وإما نتيجة تحريض الغير لهم مستغلين حالتهم العقلية وسهولة استثارتهم.

o يشار إلى أن هناك ارتباطا بين عامل السن وجريمة القتل حيث أن أكبر نسبة من مرتكبي جرائم القتل المتعمد مع سبق الاصرار تقع أعمارهم بين ١٩ ـ ٤٠ عاما.

o وقد وجدت الدراسات الحديثة في علم النفس الجنائي أن الدوافع وراء القتل المتعمد هي الأخذ بالثأر أو الانتقام أو نتيجة للاستفزاز او بدافع العار ورد الشرف أو لأسباب

عاطفية او لاختلال العقل «مرض الذهان أو انفصام الشخصية» لذلك أحب أن أشير إلى أهمية الالتفات الى هؤلاء الأكثر عرضة لارتكاب جرائم القتل لاحتوائهم ومعالجتهم وتوفير الرعاية النفسية والتربوية والسلوكية والعمل على اكتشافهم مبكرا لحمايتهم وحماية المجتمع منهم ولا يجب ان نشعر بالخجل أو العار لوجود أحد هؤلاء في الاسرة بل الالتفاف حولهم فالنفس تمرض كما يمرض الجسد وليس هناك أي مساس خُلقي في مرض الإنسان عقليا كان أو جسديا.

o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها

وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .