وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } صدق الله العظيم (الكهف: ٤٦ ). على الإنسان أن يدرك مسؤوليته الكبرى إزاء أولاده الذين هم نسله في هذه الحياة ، { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} (التحريم: 6).
o “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخـادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع
ومسؤول عن رعيته” .
o فمهمة الآباء مع الأبناء في الصغر هي حسن التنشئة و التربية ، أما في الكبر فينبغي أن يكون شأن الإنسان مع أولاده ، يخالطهم ، ويترفق بهم ، ويحنو عليهم ، ويمازحهم ، ويدخل على قلوبهم السعادة والسرور ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
o مشكلة الجنوح من أكبر المشاكل التي تواجهها المجتمعات المعاصرة ولا سيما جنوح الأحداث الصغار. ويزداد تفاقم هذه المشكلة بسبب انشغال الآباء والأمهات وانصرافهم عن توجيه الرعاية الأبويةوالإشراف
الدقيق على أبنائهم، قد تظهر لدى الطفل في عمر ٤ إلى ٦ سنوات بعض التغييرات السلوكية والتي تحتاج إلى حكمة بالغة من الأم والأهل بصفة عامة، لمواجهتها ودرء أخطارها في المستقبل. ولعلّ من ابرز تلك السلوكيات البسيطة التي قد تتحول بمرور الوقت إلى مشكلة، لجوء الطفل إلى اخفاء أشياء تخصّ الآخرين، ربما حبًا في التملك أو رغبة في حرمان الآخرين منها، وذلك في البيت أو المدرسة على السواء ، ولا شك أن بعض الأمهات قد لمسن تلك الظاهرة حين يخرج الطفل من منزل صديقه وقد أخفى
لعبة ليست له بين ملابسه، أو حينما تجد نقود في حقيبة أو جيب ابنها فتنهال عليه بالضرب والتوبيخ ، والواقع أن الطفل الذي يقدم على فعل ذلك يعرف أنه يرتكب خطأ بدليل أنّه يخفيه ويكذب وينكر فعلته . واكتشاف سلوك الطفل خطوة هامة في العلاج والرجوع عن الخطأ. غير أنه إذا مرّت أكثر من تجربة من هذا النوع مع الطفل من دون أن يكتشفها الأهل، فإن هذا السلوك يستمر.
o والعلاج لن يفيد بالضرب والتوبيخ في هذا المجال، ولا بد من التحاور مع الطفل بهدوء ومطالبته بعدم
تكرار هذا العمل مرة أخرى، وبإعادة الشيء الذي أخذه إلى أصحابه والاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه ، وكثيرًا ما يحدث أن لا تعير الأم أي اهتمام لسلوك مماثل لما سبق ذكره، ولا تكلّف نفسها عناء الاستفسار عنه من باب انه شيء تافه. وقد تسأل الطفل فيجيب بأنه وجد هذا القلم مثلًا على الأرض ، لا يجب التسليم بصدق ما قاله الطفل بسهولة، ومن الضروري إفهامه أهمية إعادة ما هو ليس له إلى مكانه، أو البحث عن صاحبه، وبذلك يدرك أهمية الأمانة. وينصح بعض علماء التربية باختبار أمانة الطفل من خلال خطوات
بسيطة. مثلًا، ضعي بعض النقود على المنضدة واتركيها فترة ولاحظي ما اذا كانت يده ستمتد إليها أم لا. فبذلك قد تكتشف بعض السلوكيات التي تستدعي التدخل السريع لمعالجتها. إلا أن الأم مطالبة أيضًا بأن تراجع سلوكها مع طفلها، وأن تدرك أنها عندما تحرمه من شيء ملحّ أو من أبسط الأشياء، فإنها بذلك قد تدفعه إلى سلوك لا تريده. ومع استمرار الضغط قد يضطر إلى الكذب والمبالغة في اخفاء السلوكيات السيئة.
o جنوح الأحداث له عدة أسباب منها ضعف الرقابة الأسرية ، وفتور
سلطتها والتأثر بموجات السخط التي تنتشر بين الشباب ، والفقر والمرض والإحباط ، والمشكلات العاطفية والاجتماعية والأسرية. ولعل الفقر على رأس اسباب الجنوح علمًا أنه ليس السبب الوحيد، ولا الأهم دائمًا، ولكن المقصود هو أنّ الفقر يسبب الإحباط ، ويمنع من إشباع الحاجات وتحقيق الرغبات فيدفع إلى الكذب والسرقة والجنوح وهو ايضًا سبب للمرض، كما أنّه من أهم أسباب الجهل والشقاق العائلي، وكلها عوامل تسهم في الجنوح ، على أن هذا لا يعني أن الجنوح هو من سمات الفقراء وأنّ الأغنياء
معصومون، فالكثير من الفقراء أصحاب أخلاق فاضلة وسلوك قويم لا تشوبه شائبة، والكثير من الأغنياء والمترفين يجنحون بسبب الحرمان العاطفي وإهمال الأهل أو بسبب خلافاتهم. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن البيت الذي يسوده عطف الأب وحنان الأم ويقوم فيه التفاهم بينهما، قادر على أن يعوّض الطفل عن كثير من الفقر والحرمان، وقادر على أن يُجنّبه العديد من المزالق الخطرة.
o ولعلاج الجنوح يجب توجيه طاقات الفرد نحو نواح إيجابية ( الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية), وتعزيز
قدراته ودعمه نفسيًا ومعنويًا وتشجيعه للمضي نحو الأفضل، وإزالة المشاعر السلبية التي يعانيها (الخوف والعداء والشعور بالذنب, وبالدونية) , وإبعاده عمّا يثير أعصابه, وتعليمه ضبط انفعالاته. ويأخذ العلاج بعين الاعتبار خصوصية كل حالة وأسبابها، ويسعى إلى تعديل عادات الحدث عن طريق التوضيح والإقناع, والتأكيد على فهم ذاته وحدوده (ما له وما عليه), وتعديل استجاباته السلبية والعدوانية وسلوكه الاندفاعي عن طريق النصح والإيحاء (نعاقب على السلوك
الخاطئ ونعزز السلوك المرغوب). توفير الرعاية بعد العلاج يتمّ عن طريق برامج تدريب وتشغيل ومتابعة التعليم, وعلاج الصعوبات والمشكلات التي تعيق إعادة الاندماج بالمجتمع. وكذلك، تعديل اتجاهات المحيطين بالحدث (الوالدين - زوجة الأب...) بهدف تخفيف ما يحيط به من ضغوط خارجية...
o التعامل الجنائي مع الطفل يختلف عن الشخص البالغ، وحدد قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ حالات تبين تعرض الطفل للانحراف ، وتوجد ٨ حالات في القانون حددت
متى يكون الطفل معرضا للانحراف طبقا للمادة ٩٦ من القانون وهي:- إذا وُجد متسولا ، ويعد من أعمال التسول :- عرض سلع أو خدمات تافهة أو القيام بألعاب بهلوانية وغير ذلك،مما لا يصح موردا جدياللعيش ـ إذا مارس جمع أعقاب السجائر أو غيرها من الفضلات أو المهملات ـ إذا قام بأعمال تتصل بالدعارة أو الفسق أو بإفساد الأخلاق أو القمار أو المخدرات أو بخدمة من يقومون بها ـ إذا لم يكن له محل إقامة مستقر أو كان بيبت عادة في الطرقات أو في أماكن أخري غير معدة للإقامة أو المبيت - إذا خالط
المعرضين للانحراف أو المشتبه فيهم أو الذين اشتهر عنهم سوء السيرة ـ إذا اعتاد الهروب من معاهد التعليم أو التدريب ـ إذا كان سيئ السلوك ومارقا من سلطة أبيه أو وليه أو وصيه أو من سلطة أمه فى حال وفاة وليه أو غيابه أو عدم أهليته ـ إذا لم يكن له وسيلة مشروعة للتعايش ولا عائل مؤتمن.
o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها
أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .