أب يبيع فلذة كبده.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

السبت 10 اغسطس 2024 | 08:00 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
كتب : علام عشري

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: وجود الأب فى حياة أبنائه يعني الحماية والرعاية والأمان ، كما يعني القدوة والسُلطة والسند ، فالأبناء يحتاجون إلى الشعور بالحماية والرعاية المختلفة عما يجدونه لدى الأم ، حيث أن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة ، كما هو السند والدرع الواقي للزوجة نفسها ثم للأبناء ، وهم بحاجة للإطمئنان والشعور بالأمان من جانب الأب ، كما يحتاجون إلى رعاية الأم المُتمثلة فى الحب والحنان والدفء والعطاء ، ورعايتهم من ناحية المأكل والملبس والنظافة والراحة. فالأب هو أمان البيت وعموده ، هو

الصّلابة التي يقف عليها البيت ، هو أساس تسيير البيت ، هو القوامة ، هو منارة حاضر ومستقبل الأبناء ، هو سند أهل البيت ، وقائدهم ، هو الكتف الذي يميل عليه الابن .

o سجلات وزارة الداخلية زاخرة بالعديد والعديد من القضايا التى تصدق والتى لا تصدق ومن بين تلك القضايا ، قضية تجرد فيها أب أربعيني من كل مشاعره الإنسانية، وتخلى بكل سهولة عن فلذة كبده ، الذي لم يتخطى عمره العامين ، بعد أن جعله والده مثل السلعة تباع وتشترى عن طريق أب لا يرحم صغر سنه ولا قلة حيلته ، ولا يعرف

معنى الأبوة فانعدمت في قلبه جميع المشاعر والمعاني الخاصة بالأبوة، بدلا من أن يكون سندا لابنه قام بعرضه للبيع عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بصورته الشخصية حتى سقط في أيدي رجال الشرطة وألقت القبض عليه.

o بعد أن خرج من محبسه، منذ أيام قليلة، أخذ الأب يفكر في كيفية الحصول على المال، لتوفير احتياجات أطفاله ، حتى وصل إلى خيط لم يكن يتوقع أنه سيعود به خلف الأبواب المغلقة ، حيث قرر التخلي عن طفل من أطفاله الـ ٥ ، فكتب منشورا على موقع التواصل

الاجتماعي «فيس بوك»، صدم أصدقاءه ومتابعيه، ليعلن بيع فلذة كبده مقابل المال.

o لم تمر سوى ساعات قليلة، على نشر البوست المدون عبر صفحة الأب، ليتم رصده من الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية ، وتم إلقاء القبض عليه، وتبين أنه له معلومات جنائية، وبرفقته نجله البالغ من العمر خمسة سنوات .

o خضع الأب المتهم ببيع نجله ، إلى جلسة تحقيق أمام جهات التحقيق، واعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه نظرا لكونه يعول ٥ أطفال ومروره بضائقة مالية ، اختمرت فى ذهنه

فكرة عرض أحد أطفاله للبيع تحت ستار التبني من خلال موقع التواصل الاجتماعى ، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق التي أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق .

o بيع الأباء والأمهات للأبناء هي إحدى الجرائم التي نص عليها قانون الاتجار بالبشر ، وافرد لها عقوبة مشددة قد تصل للسجن المؤبد والتي تكررت بشكل ملحوظ خلال الأزمة الاخيرة، حيث استغل البعض مواقع التواصل الاجتماعي في الاعلان عن بيع اطفال صغار غالبيتها من أباء وأمهات يعرضون

أبنائهم، وذلك وفقا لنص المادة ٦ من قانون الاتجار بالبشر رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ فإن عرض الاطفال للبيع جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبة تصل للسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن ١٠٠ ألف جنيه ولا تزيد على ٥٠٠ ألف جنية.

o "بيع الأبناء" ليس موصوفا في الجرائم بنصوص القانون، ولكن النيابة العامة تعمل فى القضايا بتقييد الجريمة بوصف "استغلال"، وبالتالي تجرم بنص المادة ٢٩١ ، وهى المادة التى أضيفت إلى قانون العقوبات رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ بمقتضى المادة الرابعة من قانون

الطفل رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ وتنص على: "يحظر كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي ، أو استخدامه في الأبحاث والتجارب العلمية ويكون للطفل الحق في توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر" ، وفقا للمادة سالفة الذكر يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن ٥ سنوات وبغرامة لا تقل عن ٥٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٢٠٠ ألف جنيه كل من باع طفلا أو اشتراه أو عرضه للبيع، وكذلك كل من سلمه أو تسلمه أو نقله باعتباره رقيقا ، أو استغله

جنسيا أو تجاريا، أو استخدمه في العمل القسري، أو في غير ذلك من الأغراض غير المشروعة،

o في رحاب كل مجتمع تقع مسؤولية هامة على عاتق الآباء ، وهي تربية أبنائهم نحو القيم والمبادئ التي تساهم في بناء شخصياتهم وتحقيق تطورهم الروحي والمعرفي ، وتعد هذه المهمة الأبوية من الواجبات الكبرى التي يجب أن يفهمها الآباء جيدًا، فهم مسؤولون عن تشكيل مستقبل أبنائهم وتهيئته لمواجهة التحديات والمواقف في حياتهم، ومن أبرز هذه الواجبات تعليمهم الأمور الدينية وتدريبهم عليها، حيث

تمثل هذه القيم الأساسية والتعاليم الدينية الركيزة الأساسية في بناء شخصيتهم وتوجيه تصرفاتهم.

o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .