ترمز دائماً عصافير الجنة إلى الصفاء الذهني، والروحي، الذي يشعرنا بطعم الجمال، ونتمتع بتذوق السعادة، والتحول إلى عالم الروحانيات والهدوء والسكينة، وترافق عصافير الجنة الملائكة، وفي النهاية لا نملك إلا أن نقول "سبحان الله.. سبحان من صور.. "زهرة عصفور الجنة" نوع من النباتات لها جمال خاص، فأزهارها خليط من اللون البرتقالي، والأحمر، والأزرق، سبحان من نسّق هذه الألوان في زهرة واحدة إنه إبداع الخالق، وإنها ملكة النباتات عند عشاق النباتات، وعصفور الجنة تنبت في جنوب أفريقيا.
وعصفور الجنة أو طائر الفردوس أجمل الطيور حول العالم، ومنه يوجد أكثر من 40 نوعًا، ويرفرف في غينيا الجديدة وأستراليا، بألوانه الزاهية التي تتنوع بين الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق، وريشته الطويلة، ويعيش في الغابات الكثيفة ذات الأشجار العالية.
كنا نعتقد أن عصافير الجنة تسكن في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت العشق الأول لكل الفئات المهاجرة إليها بطريقة شرعية أو غير شرعية للتمتع بحسنها، ودلالها، وجمالها، بها تمثال الحرية الرمز والديمقراطية برهان، والعدل بيان، والإنسانية كيان، ولكن هذه الرموز ما هي إلا أجنحة لعصافير الجنة، وأحيانًا أغصان لأزهارها الفاتنة.. وفجأة تحول تمثال الحرية إلى صنم الاستبداد ليس به روح، لا يزالون يقدّسونه، وتحوّلت الديمقراطية إلى وهم، والعدل أصبح سرابًا، وأصبحت الإنسانية شبحًا مخيفًا يخيف الأمريكان قبل غيرهم، بفضل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث تزداد نسب الأمراض الاجتماعية المستعصية، وتزداد نسب الجرائم بكافة أشكالها، وأصبح أطفالهم من أبطالها المسلحين بسبب انتشار وزيادة استخدام كافة أنواع الأسلحة، كنا نسمع عن مافيا عصابات شيكاغو في أفلام السينما، المجتمع الأمريكي الآن رغم ما تدّعيه الإدارة الأمريكية بأنها تصنع النهضة، والبهجة على الأراضي الأمريكية، لكنه شعب حزين وتعيس، لأن إدارة البيت الأبيض جلبت العار عليهم، فأصابهم الخزع بما اقترفته أيدِ إدارتهم من السوء في كافة العصور، لم يسلم منها أحد وخاصة حينما تفتخر الإدارة الحالية بأنها تقدم الدعم الكامل لإسرائيل المحتلة بكافة أنواع الأسلحة المشروعة، وغيرها، وتقدم الدعم المادي للصهاينة لإبادة شعب أعزل، لاستئصال الجذور الفلسطينية، لتنبت مكانه حدائق الشيطان الإسرائيلية من صنع أبالسة إسرائيل، كنا نسمع عن الشياطين والأبالسة، رأيناها حينما رأينا المجازر الإسرائيلية تبيد الأطفال، العجائز، والشيوخ، والأمهات، والبنات.. منهم من يموت بالسلاح ومنهم من يموت من الجوع، كل يوم بل كل دقيقة نرى شهيدا أو عددًا من الشهداء.. إنهم أحياء عند ربهم يرزقون، لكنها مشاهد أكثر درامية سوداوية تصيبنا نحن والمتابعون "المتفرجون" والعالم أجمع بالحزن والاكتئاب والعجز..
سقطت عصافير الجنة تنزف في البيت الأبيض حزنًا وتتألم في كل لحظة حينما تري مرتكبيها من داخل هذا البيت يتباهى ويتفاخر برعايته لبني إسرائيل قتلة الأنبياء والمرسلين، وبكت عصافير الجنة "زهرة الفردس" ذبلت أزهارها حزنًا على الشهداء الفلسطينيين..
الشهداء يسكنون الجنة عند ربهم ترافقهم أطيب عصافير الجنة من طيور، وأزهار، وحور عين، ونعيم يصعب علينا وصفه، وذكره، وإحصائه.. فجزاء الشهداء الجنة بها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.. اصبروا وصابروا موعدكم الجنة.. ولا عزاء لعصافير البيت الأبيض الذي تحول إلى مستنقع للغربان ومصاصي الدماء وتحطم صنم الحرية أي الرمز، ونزعت الديمقراطية كما ينزع القلب من الجسد، ولم يكن هناك عدل ولا إيمان، ولا رحمة ببني الإنسان في فلسطين ولا في المعمورة بفضل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والمتصارعة على الاستيلاء علي البيت الأبيض حيث النفوذ، والسلطة، والسيطرة على الكون ناسين بأن هناك ربًا للكون، زرعوا الغل والحقد والشر في أرجاء الأرض، ولا يزالون، ولكن من يزرع يحصد، ربّت الإدارة الأمريكية التى تسكن البيت الأبيض شعبها على العنف، والتطرف بكافة أشكالة السياسي، والديني، العرقي، ولا ننسى الملوّنين والزنوج والعنصرية والأمراض الاجتماعية التي ليس لها حصر، وأصابت البيت الأبيض..
بزلزال تعاني منه الأراضي الأمريكية كلها، بل والعالم أجمع لأنهم قتلوا عصافير الجنة أي طيورها بلا رحمة، وأجبروا زهرة الفردوس على التجرع بدماء الشهداء، كل شهداء العالم، وفي مقدمتهم شهداء القدس ثالث الحرمين الشريفين.. وفي النهاية "للبيت رب يحميه".. وهناك حقيقة مؤكدة أن أذان الأقصى يستمر حتى قيام الساعة.