استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة استقبال الفاتحين، وصفق له أعضاء الكونجرس، وتهافت عليه مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكاملا هاريس.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت عن ردود أفعال أعضاء مجلس النواب الأمريكى خلال خطاب نتنياهو: "إنها تشير لحقيقة واحدة تكشفت خلال الزيارة وهى عدم وجود خطة قابلة للتنفيذ نحو السلام".
وذكرت الصحيفة "أن أعضاء الكونجرس الأمريكى رحبوا بنتنياهو فى الكابيتول بتصفيق حار، وارتفع صوت التصفيق خلال خطابه بعد إعلانه أن إسرائيل ستنتصر فى حربها، كما صفقوا عندما سلط الضوء على صمود المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس".. مشيرة إلى أنه فى الوقت نفسه عندما تحدث نتنياهو عن رؤيته لمستقبل فلسطين، انخفضت وتيرة التصفيق وعدد الهتافات داخل قاعة مجلس النواب الأمريكي، لأنه بالنسبة للعديد من الديمقراطيين الذين انتقدوا نتنياهو، فإنه لم يقدم شيئا جديدا أو حلا استراتيجيا.
بمجرد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، أشتعلت الجبهة اللبنانية وتم تصفية فؤاد شكر القيادي بحزب الله في لبنان، وإسماعيل هنية مدير المكتب السياسي لحركة حماس في إيران.. فهل منحت زيارة نتنياهو لواشنطن الإذن لتوسعة الصراع في المنطقة؟
الاغتيالات سلاح إسرائيل المفضل
وعن لجوء الاحتلال الإسرائيلي للاغتيالات في هذه المرحلة، يقول الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي، إن إسرائيل لها خطوة معروفة تحدث بعد كل هجوم عليها وهي تكوين فرقه خاصة لاغتيالات قيادات القوى العدوة لها وهي تكلفها بتتبع قوائم معينة من القيادات واإداد الخطط واغتيالهم.
وأوضح الهلالي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إن هذا أمر متعارف عليه منذ إنشاء الكيان الصهيوني، فعلي سبيل المثال كون الموساد الاسرائيلي في الفترة بعد الحرب العالمية الثانية فرقة من الكومندوز كانت مهمتها تتبع القيادات النازية التي غادرت المانيا واختفت في دول العالم والمسئولين عن الهولوكست وخطفهم أو اغتيالهم، واستمر عمل هذه الوحدة لاكثر من ثلاثين عاما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال الهلالي إنه بعد أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي كونت إسرائيل مجموعة أمنية جديدة لاغتيال قيادات حماس وتتبعهم وكانت من عملياتها اغتيال صالح العروري ناىب حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية في لبنان، والآن اغتيال هنية في إيران، لأن الاغتيالات هي أسلوب إسرائيلي متواصل منذ تأسيسها ولن تتوقف عن هذه الاستراتيجية.
وأشار الهلالي إلى أنه على الجانب الآخر، فإن فصائل المقاومة تسكن بعد عمليات الاغتيال وتروج لفكرة أن قادتها انتقلوا لمكان أفضل في الجنة وأنهم شهداء، حتى تصبر ذويهم وتهدأ المطالبات لها بالثأر، مؤكدًا أن حماس خسرت ما بين 50-60% من قادتها الميدانيين في هذه الحرب، وهو ما يمثل ضربة قوية للحركة.
واستبعد الهلالي أن تقوم إسرائيل بشن حرب واسعة على لبنان، لأن حزب الله منظمة بقوة جيش، وليس مجرد حركة مقاومة مثل حماس، مؤكدًا أن القبة الحديدية الإسرائيلي بها مشاكل ولن تغامر إسرائيل بالحرب إلا بعد إصلاحها، وامتلاء مخازنها بالأسلحة الأمريكية، وهو ما سيتحقق بصورة سريعة ما وصول ترامب للحكم.
وقال الهلالي إن إسرائيل تبعث مبعوثين لنواب الكونجرس الأمريكي يشرحون لهم وجهة النظر الإسرائيلية ويقنعونه بها، فلذلك فإنهم يشكلون رؤيتهم عن الشرق الأوسط من وجهة نظر إسرائيلية.
وأكد الهلالي أن الرد الإيراني لن يكون شاملاً، وإنما سيكون عمليات محدودة، فإيران دائمًا تقول إنها تحتفظ لنفسها بالرد المناسب في الوقت المناسب، وعندما تفكر في الرد تبلغ واشنطن بمسار الصواريخ وموعد انطلاقها.