قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة السابق، إن الجولة الجديدة من المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية قطرية أمريكية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى ستفضي إلى لا شيء.
وأضاف رشاد في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم»، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد المحرك الرئيسي لهذه المفاوضات، متابعًا أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافه التي تعتبر سرابًا.
وأكد وكيل المخابرات العامة السابق، أن إسرائيل لن ترد بشكل رسمي على المفاوضات إلا بعد عودة نتنياهو من واشنطن وإجراء مناقشات مع أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي.
ويرى أن استمرار المفاوضات والحرب في غزة تمثل طوق نجاة لنتنياهو وتحمي حكومته من التفكك، مضيفًا:" أنه يضرب بالرهائن الإسرائيليين عرض الحائط".
وأوضح أن نتنياهو هو المسيطر الوحيد على قرار وقف الحرب في غزة ولا ينوي وضع حدًا لدمار القطاع نظرًا لموقفه السياسي المظلم في إسرائيل، مؤكدًا أن المفاوضات أصبح شكلًا دون موضوع.
وأكد أن نتنياهو سيعود من واشنطن بعد اللقاء أعضاء الحزب الجمهوري أكثر شراسة مما هو عليه الآن، مشيرًا إلى أن المقاومة لا بد أن تهيئ نفسها لحرب طويلة الأمد وتزيد من التصنيع الذاتي للأسلحة وتقتصد في الذخيرة.
وحول رؤيته للأوضاع الفلسطينية حال فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسلطة، قال إن القضية الفلسطينية أصبحت في ذمة التاريخ في جميع الأحوال، مؤكدًا أن جميع الإسرائيليين من أقصى اليمن إلى أدنى السيار لا يريدون إقامة دولة فلسطينية ويعتبرونهم "فصائل إرهابية".
وتابع أن عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في 7 من أكتوبر الماضي أثبتت أن إسرائيل هى من تتحكم بكروت الضغط على العالم وليس الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لا توجد قوة في العالم تستطيع فرض إقامة دولة فلسطينية على إسرائيل.
وعن مدى تأثير عملية طوفان الأقصى على إحياء القضية الفلسطينية، قال إن هذه العملية سلطت الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن هناك اتجاه عالمي اليوم لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع: "أنه لا سلام في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية ولكنها أمل لأن كل العوامل لتحقيق ذلك في أيدي الإسرائيليين الذين جميعهم يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية خصوصًا بعد أحداث السابع من أكتوبر وإيجاد المبرر الرسمي للرد على أي قوى تنادي بإقامة دولة فلسطينية".
وأشار إلى أن معبر رفح أصبح أيضًا في ذمة التاريخ مرجعًا ذلك أنه طالما إسرائيل موجوده به من الجانب الإسرائيلي مصر لن توافق على استخدامه، موضحًا أن القوات الإسرائيلية لن ترحل عنه.
وتابع: "أن معبر رفح أراضي فلسطينية ولم تتطرق اتفاقية كامب ديفيد إلى موضوع يخص الدولة الفلسطينية، والمعبر هو أرض فلسطينية خالصة لا مصرية أو إسرائيلية وبالتالي كامب ديفيد لا تشمل هذا البند، ولكن الفحوى الرئيسي لهذه الاتفاقية أن كلتا الدولتين مصر وإسرائيل لا بد أن تراعي ألا تهدد أمن الدولة الأخرى، ووجود قوات إسرائيلية في رفح يهدد الأمن قومي المصري، ولكن لا يوجد نص واضح ضمن الاتفاقية لهذا الموضوع".
وأشار إلى أن هناك اتفاقية خاصة بمحور صلاح الدين تم توقيعها في عام 2004، وتضم السلطة الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي، موضحًا أن السلطة الفلسطينية رحلت عن قطاع غزة وأصبحت حماس موجودة به، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الانسحاب، ما جعل هذه الاتفاقية في طي النسيان، لافتًا إلى أن تشغيل المعبر كان على مسؤولية مصر الخاصة.
وحول اليوم الثاني للحرب في غزة، قال إن القطاع أصبح غير صالحًا للحياة وإعادة إحيائه يحتاج إلى 14 عامًا حسب التقديرات بتكلفة 300 مليون دولار لإعادة تأسيس البنية التحتية، مشيرًا إلى أن إسرائيل حاولت إحكام كامل سيطرتها على القطاع في 2005 ولكنها لم تنجح وقررت الانسحاب منه، مضيفًا أنه لا توجد نية لدى إسرائيل للقيام بذلك.
وقال إن نتنياهو يصر على أن يكون هناك وقفًا لإطلاق النار بشكل مؤقت وليس دائم، مضيفًا أن تغيير هذا القرار مرهون ببقاء نتنياهو في السلطة ولكن اليمين الإسرائيلي يفكر اليوم أن يكون إيتمار بن غفير هو المرشح لخلافة نتنياهو بعد حصوله على أكثر الأصوات لقيادة اليمن.