قام الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، بتفقد أعمال التطوير الجارية في حديقة الأندلس الأثرية بكورنيش النيل في الجزيرة، استعداداً لافتتاحها.
وتعتبر حديقة الأندلس أول حديقة مسجلة كأثر في مصر، حيث تشكل جزءًا مهمًا من ذاكرة أجيال عديدة كانت تستمتع بالتنزه فيها.
وتتكون الحديقة من ثلاثة أجزاء هي: حديقة الجزيرة، والأندلس، والحديقة الفرعونية، وتمتد على مساحة 9 آلاف متر مربع.
وأوضح محافظ القاهرة أن أعمال تطوير الحديقة تنفذها شركة متخصصة في الترميم التراثي والأثري تحت إشراف وزارة الآثار وبتمويل من مديرية الإسكان بالمحافظة. تعرضت الحديقة للإهمال لفترة طويلة، مما دفع المحافظة لوضع خطة لتطويرها وإعادة الروح إليها، في إطار الاهتمام بالحفاظ على التراث والمساحات الخضراء.
شملت أعمال التطوير رفع كفاءة البنية التحتية، وإصلاح شبكة الري بالحديقة ليتم بالتنقيط، وتطوير شبكة صرف النافورة في الجزء الفرعوني، وترميم التماثيل الأثرية، بما في ذلك تماثيل ثعابين الكوبرا. تم أيضًا إزالة العوائق التي تمنع الزائرين من رؤية نهر النيل، مع تزويد الحديقة بإضاءة جمالية.
تقع حديقة الأندلس في موقع متميز بالقاهرة، تطل على النيل من الشرق، وعلى أول شارع الجزيرة من الغرب، ومن الشمال تطل على ستوديو الجيب، ومن الجنوب تطل على ميدان الأوبرا الجديدة وأول كوبري قصر النيل.
أنشأ محمد بك ذو الفقار الحديقة في عام 1935 خلال أواخر حكم الملك فؤاد الأول، وتضم الحديقة جزءين: الجزء الجنوبي، المسمى حديقة الفردوس العربية، والذي يحاكي الحدائق الأندلسية في جنوب إسبانيا، والجزء الشمالي المسمى الحديقة الفرعونية. وقد أُدرجت الحديقة ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية.
يتميز الجزء الجنوبي بجوسق مزخرف بالزخارف الأندلسية العربية، يتوسطه تمثال لأحمد شوقي من نحت المثال محمود مختار.
ويتبع الجوسق بركة مستطيلة تحتوي على نافورتين رخاميتين، وبركة أخرى تحتوي على نافورة رخامية ثمانية الشكل.
وأما الحديقة الفرعونية فتضم نماذج لتماثيل فرعونية مختلفة الأشكال، وقد شهدت الحديقة في الستينات والسبعينات حفلات غنائية لفنانين مثل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وفيروز.