قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن ذهاب 62% من موازنة الدولة للعام المالي الحالي، لسداد القروض سينعكس سلبا على الدعم والخدمات الأساسية المقدمة للمواطن.
وأضاف: على المجموعة المالية توفير موارد مالية أخرى لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن، في ظل ارتفاع الالتزامات النقدية عن موارد الدولة ما يخلق العجز بما يقلص الإنفاق على قطاعات كالصحة والتعليم مع تقليل الدعم للمواطنين لأقصى درجة ممكنة.
وأوضح النحاس أن الحكومة لن تجد بديلا عن الاستدانة مرة أخرى لدفع أقساط الديون، وأن الموارد الحالية تستطيع تغطية الالتزامات الخارجية إلى أخر العام، وقلل من تأجيل صندوق النقد الدولي للشريحة الثالثة المتفق عليها بقيمة 820 مليون دولار، مرجحا أن التأجيل يعود لانتظار الصندوق استقرار الحكومة بعد الموافقة النهائية من البرلمان، وليس لاستيفاء شروط أو خلافه.
النحاس لفت النظر أن الحكومة الحالية وقعت في خطأ دستوري بعد أن حلفت اليمين أمام السيد الرئيس قبل أن تحصل على موافقة البرلمان لأن المادة 165 من الدستور المصري تنص على مباشرة الحكومة عملها بمجرد حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية، ما يصطدم بالمادتين 146 و126 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب والتي تشترط أن تحصل الحكومة على موافقة البرلمان عليها، بالتالي كان من الأجدى توجه الحكومة للبرلمان قبل حلف اليمين، وهذا التضارب يمكن أو يكون سببا لتأجيل الصندوق انتظارا لاستقرار التشكيل الوزاري الجديد بعد الموافقة البرلمانية وهي الأهم للعالم الغربي.
وأكد أن هندسة الأمور المالية الحالية تحتاج لكثير من الحرفية في ظل عدم توافر رفاهية التجربة، وأن الشهر الأول للحكومة سيكون كافيا للحكم على توجهها وسياساتها الاقتصادية لإدارة الملف الاقتصادي بما يحقق الوفاء بالمتطلبات الخارجية والداخلية.
وتخوف النحاس من الضغوطات الخارجية على الحكومة المصرية عقب انتهاء الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، في ظل دعم المرشحان الجمهوري والديمقراطي الغير محدود لإسرائيل وأوكرانيا، وارتباط مصالح مصر بالولايات المتحدة الأمريكية أكبر الداعمين للمؤسسات المالية الغربية من جهة، وروسيا كذلك توفر لمصر احتياجاتها من القمح مع تسهيلات في السداد، وربما يضر تأجج الصراع بين روسيا وأمريكا مصر اقتصاديا في حال طلب كلاهما دعمنا، ولانننسى أننا نعيش انحسار للموارد الاقتصادية في ظل تراجع عائدات قناة السويس لأقل مستوى لها منذ عام تقريبا وانحسار السياحة في جنوب سيناء بسبب الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة.