تيار أقصى اليمين يتقدم في أوروبا وأمريكا.. لماذا الآن؟ (خاص)

الثلاثاء 16 يوليو 2024 | 10:08 صباحاً
دونالد ترامب
دونالد ترامب
كتب : محمد عبدالحليم:

تطورات عدة تشهدها الدول الغربية، ما بين صعود لليمين المتطرف من جديد في فرنسا، وعودة تاريخية لحزب العمال في بريطانيا، وتزايد فرص عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للحكم.

رغم أن اليسار ما زال يحظى بشعبيته، إلا أن المفاجئة أنه في الفترة من 6 إلى 9 يونيو 2024، شارك نحو 185 مليون ناخب في دول الاتحاد الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهي الهيئة التشريعية الوحيدة للدول التي ينتخب أعضاؤها مباشرة من مواطني الدول الأعضاء، وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة لأنها تحدد تشكيل الجهاز الرئيسي للتشريع وصناعة السياسات في الاتحاد الأوروبي، مما يؤثر على مستقبل المنطقة الأوروبية بأكملها.

حافظ التحالف الكبير من قوى يمين الوسط والاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط، ومجموعة أوروبا الجديدة الليبرالية على أغلبيته بنسبة 56%، حيث حصل على 403 مقاعد من إجمالي 720 مقعدًا، مما يعكس استقرار التيار السياسي بالمقارنة مع انتخابات 2019، لكن المفاجأة الكبيرة كانت في زيادة التأييد الشعبي للأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية، وهو ما وصفه الإعلاميون والسياسيون الأوروبيون بأنه زلزال سياسي.

يرى خبير الشؤون الدولية، خالد البري، أن العامل المشترك الوحيد في أوروبا وأمريكا على المستوى الشعبي هو صعود أقصى اليمين، وزيادة الاهتمام بقضايا الهجرة والتواجد في العالم، لكن المستوى الرسمي يحتاج وقتًا أطول هناك تحالفات وكر وفر بين التيارات.

وضرب البري، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، مثلا بما فعلته بريطانيا عندما خرجت من الاتحاد الأوروبي، فتسبب ذلك في زيادة أسهم فرع معين في حزب المحافظين، لكنه خسرها مع الوقت، وبخصوص أمريكا، يوضح أن التغير الشعبي أوصل ترامب للسلطة، في حين رسميًا ما زال حزب الديمقراط استطاع أن يسقط ترامب التحالفات.

وأكد البري أن أمريكا سبقت بريطانيا بخطوة في قضية صعود أقصى اليمين، في حين أن فرنسا تتخلف عن بريطانيا بخطوة، فأقصى اليمين مؤثر وصاعد وحصل على نسبة كبيرة من الأصوات لكن لم يصل للحكم ولم يتمكن منه، مؤكدًا أن كل هذه الدول تتشارك في أن أقصى اليمين يصعد وبقوة.

وعن تأثير صعود اليمين، قال البري إن أقصى اليمين في أوروبا قضيته الأساسية هي الهجرة، وهذا ليس خط أيديولوجي بقد ما هو خط للمحافظة على هوية أوروبا من الذوبان، أمام خصمين أساسيين: الهجرة غير القانونية، وتيار الووك Woke اليساري الذي يتبني قضايا الجندر والقضايا النسوية ووقضايا بلاك لايفز ماتر والـ social justice warriors.

ويؤكد البري أن الهجرة والتيارات اليسارية يدفعان أوروبا لتغيير هويتها، فريق من خلال التغيير الديوغرافي السكاني وفريق من خلال فرض تغييرات ثقافية راديكالية على المجتمع .

ويوضح البري أن آراء تيار أقصى اليمين في أوروبا متشابهة في القضايا السابقة، لكن من حيث السياسات الاخرى مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية فلا يوجد خط واحد يجمعه، لكنه يسمى بتيار أقصى اليمين تجاوزًا، ويوضح أنه مختلف عن نفس التيار في أمريكا لأنه مرتبط السياسة الاقتصادية وتقليل دور الدولة

وعن احتمالية أن يتسبب صعود تيار أقصى اليمين في معارك على الأرض في أوروبا وأمريكا، يقول البري: "هذا صعب توقعه. لكن هناك خوف من الصدام بين تيار الإسلامجية المتحالف مع تيارات الصحوة اليسارية، وتيارات أقصى اليمين بشكل خاص، وكل هذا سيحدده صعود ترامب للسلطة مرة أخرى".