مع حلول الشهر الثامن من حرب غزة والضغط على الأطراف المختلفة لوقف التصعيد العسكري والتوصل لاتفاق في المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة بوساطة مصرية قطرية، يعمل الجميع على تحديد مناطق آمنة في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة للحد من استهداف المدنيين ووصول المساعدات بشكل آمن.
وحسب موقع "جسور نيوز" الدولي والقريب من جهات القرار، فإن مقترح المناطق الآمنة في غزة جرى تداوله بشكل مكثف في جلسات سرية ومغلقة بـ"الكونغرس" الأميركي، وأيضا في برلمانات دول ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وكندا.
ويرى المستشار في معهد واشنطن دينيس روس، أن فرصة تنفيذ مقترح المناطق الآمنة تزداد في حال عدم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، لأن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إقامة منطقة آمنة في القطاع، هو أن يوفر "أحدهم" محيطا آمنا لها لا تستطيع "حماس" اختراقه، وفي الداخل تتشكل إدارة ما تتولي الأنشطة التجارية وملف المساعدات الأمنية وإعادة الإعمار وفرض الأمن.
"روس" الذي يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة في الولايات المتحدة، أكد أن هذا السيناريو "بديل" لاتفاق رهائن، لأن مع الاتفاق سيكون هناك فرصة لخلق إدارة انتقالية في كل أنحاء غزة بحضور دولي وإقليمي وبمشاركة فلسطينية في الإدارة.
وتابع في حديثه إلى "جسور"، "إذا لم يكن هناك اتفاق رهائن فإن خلق مناطق آمنة هو أفضل بديل لأنه يبعث رسالة بأن هناك إرادة لمنع عودة حماس، وهو أحد الأمور المقلقة للناس خارج القطاع، فالغزيون يظنون أن حماس عائدة، وسيتعاملون معها حتى لو لم يريدوا ذلك، ولذا إذا استطعت أن تظهر لهم بأن الحركة لن تعود، فإن سلوكهم اتجاهها سيتغير".
وأردف: "المناطق الآمنة تظهر أن حماس غير مسيطرة، ولها بديل، لكن لو هناك اتفاق رهائن، فستتشكل إدارة انتقالية بمعرفة دول عربية ولاعبين دوليين آخرين".
إضفاء مظلة دولية
ويعتقد روس أن البرلمانات الغربية التي شاركت في اللقاءات مع النشطاء الفلسطينيين الداعين لإقامة مناطق آمنة وإدارتها بإمكانها دعم هذه المبادرة وإضفاء مظلة دولية على هؤلاء الذين سيكونون جزءا من الإدارة الانتقالية، والفلسطينيون الذين شاركوا في تلك المشاورات قد يلعبوا دورا في هذه الإدارة.
واستبعد أن يكون هناك دورا للسلطة الفلسطينية في غزة بالمستقبل القريب لأنها "ضعيفة وفاسدة للغاية وتفتقد للشرعية"، حسب تعبيره، لكن مع الوقت وإعادة هيكلتها يمكنها أن تعود للقطاع.
ولا يرجح الدبلوماسي الأميركي المخضرم أن تقدم الولايات المتحدة أي ضمانات لـ"حماس" خلال المفاوضات الجارية بشأن صفقة الرهائن، سوى أن تحرص على خوضها بنوايا حسنة، كما لن تسمح لـ"حماس" بأن تمد الوقت وتناور في مسألة الإفراج عن الرهائن، وفقط سترعى المقترح الإسرائيلي بشأن هذه الصفقة كما فعل الرئيس جو بايدن في مبادرته بالفعل.