شهدت الأيام الماضية انعقاد مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المشترك، والذي يعتبر حدث اقتصادي ضخم لما له من دور كبير في تعزيز الاقتصاد المصري في كافة المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية والخدمية، وتعزيز الصادرات المصرية للاتحاد الأوروبي ودعم الواردات بأسعار مميزة للجانب المصري، وجذب الاستثمارات الأوروبية المتنوعة إلى مصر، خاصة فى القطاعات ذات الأولوية مثل البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، والأمن الغذائى، والصحة والتعليم، والنقل المستدام وشبكات المياه والصرف الصحى.
ويعتبر مؤتمر الاستثمار الأوروبي، هو محطة نقل التجربة الأوروبية الناجحة للاستثمار إلى مصر، والتي يعتبر من أهمها تكنولوجيا صناعة تقاوي البطاطس واستنباطها، والتي يقتصر وجودها على بعض الدول الأوروبية، حيث يمكن لمصر الاستفادة من ذلك ليكون دافعا لمصر على تنويع الاستثمارات وعدم الاعتماد على قطاع واحد مما يزيد من مرونة الاقتصاد، خاصة وأن المؤتمر هذا العام جاء فى وقت مميز بالنسبة للدولة المصرية، إذ إنه يأتى بعد أسابيع معدودة من توصل مصر لاتفاق مع صندوق النقد الدولى بشأن تطبيق برنامج إصلاحى مكمل للبرنامج السابق.
وتسعى مصر إلى جذب العديد من الاستثمارات في القطاع الزراعي، وعلى رأس ذلك إنتاج تقاوي البطاطس التي تعتبر ذات أهمية خاصة بعد ما شهدته مصر في الموسم الماضي ارتفاع كبير في أسعار التقاوي والذي أثر على حجم المساحات المزروعة، وأيضا لتعزيز حجم الصادرات الزراعية والوصول إلى المستهدف وهو 100 مليار دولار، وأيضا يعتبر الاستثمار في الصناعات الزراعية هو خطوة إيجابية نحو تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
ويقول الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية، أن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في سبيل نقل تكنولوجيا صناعة تقاوي البطاطس من دول الاتحاد الأوروبي إلى مصر لدعم القطاع الزراعي، عقد لقاء مع شركة "جاب أجرو" إحدي الشركات الاستثمارية في القطاع الزراعي وهي شركة هولندية متخصصة في إنتاج وتسويق تقاوي البطاطس وتزويد الشركاء التجاريين بالتقاوي المطلوبة، لافتاً إلى أن شركات القطاع الخاص المصرية وكذلك المؤسسات البحثية والعلمية لديها بعض التجارب التطبيقية الملموسة لانتاج تقاوى البطاطس وتطوير معامل زراعة الأنسجة.
ولفت متحدث وزارة الزراعة إلى أنه من الضروري أن يكون هناك تعاون بين أجهزة وزارة الزراعة وبين الشركة في مجال إنتاج وتسويق تقاوي البطاطس بما يمتلكه الطرفين من خبرات كبيرة في مجالات فحص واعتماد التقاوي وإنتاج تقاوي المحاصيل وغيرها، وبما يعود بالنفع على منظومة انتاج التقاوي في مصر استهدافاً لتقليل فاتورة الاستيراد، بجانب إمكانية التعاون في عدة مجالات من أهمها التعاون مع الشركة على تسجيل الأصناف المتميزة التي تنتجها الشركة سواء الأصناف المتداولة في مصر أو الأصناف الجديدة وخاصة الأصناف التصنيعية لما لها من أهمية اقتصادية كبيرة فيما يخص توجه الدولة نحو زيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وتشجيع قطاع التصنيع الزراعي.
أبو الفتوح: هناك مشروع قائم لإنتاج تقاوي البطاطس بشركات مصرية
يقول الدكتور جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ أن إنتاج تقاوي البطاطس هي تكنولوجيا مربحة للغاية لذلك لا تقوم الدول التي تمتلكها بتصديرها بسهولة، ولذلك نجد أن كثير من الدول الأوروبية أيضاً لا تمتلك تلك التكنولوجيا الخاصة لإنتاج تقاوي البطاطس.
وأشار وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ إلى أن هناك مشروع مصري حالي لإنتاج وتطوير تقاوي البطاطس، وذلك من خلال شركات مصرية بالشراكة مع أخرى أوروبية، ومصر مؤهلة بشكل جيد لخوض تلك التجربة الهامة، منوهاً إلى أن الاستثمار الزراعي الأوروبي المصري سينعكس بالإيجاب على السوق المحلي، وعلى معدل الصادرات.
أبو صدام: انتاج تقاوي البطاطس في مصر ينعش السوق المحلي والصادرات
ويقول الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن تسويق تقاوي البطاطس داخل مصر وخارجها سيكون أمر إيجابي جدا في دعم سوق الصادرات المصرية وأيضا الاستهلاك المحلي وذلك بعد توطين تكنولوجيا صناعة تقاوي البطاطس بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مصر، خاصة وأن المؤتمر سوف يفيد القطاع الزراعي بالاستثمار في مجال الطاقة والمساهمة في تحويل نظم الري القديمه إلي نظم حديثه عن طريق زيادة الاستثمارات الأوربية في هذا المجال بالإضافة إلى دعم التحول الي الطاقه النظيفه في إطار الصفقة الأوربية الخضراء.
وأشار أبو صدام إلى أن التعاون والتقارب المصري الأوروبي في الاستثمار بمختلف القطاعات مثل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والصرف الصحي والتحول الرقمي والأمن المائي وتطوير شبكات المياه والطاقة والزراعة بصفة عامة والبنية التحتية والأمن الغذائي سيجلب الخير لكل المصريين وسيساهم في تنمية القطاع الزراعي مستقبلا بما يؤدي لتحسين معيشة الفلاحين وزيادة العائد من القطاع الزراعي.
وأكد نقيب الفلاحين أن انعقاد المؤتمر في هذا الظرف الدقيق رسالة قوية بأن مصر تسير علي الطريق الصحيح، وأن عيون كل المستثمرين في العالم علي مصر كوجهة استثمارية واعدة ومستقرة، وهذا المؤتمر يشجع القطاع الخاص في مصر علي زيادة العمل والاطمئنان علي مستقبله، ويقضي على الشائعات التي تسعي لبث الاحباط واليأس بين المصريين.