" سانت تريز" كنيسة في أسيوط صممت علي الطراز القوطي وزارها ملك إيطاليا وتضم أقدم شجرة كريسماس

الاثنين 08 يوليو 2024 | 12:13 مساءً
ا
ا
كتب : أسيوط- حسن فتحي

عند مرورك بشارع التحرير بمنطقة شركة قلته بمدينة أسيوط، يلفت انتباهك مبني معماري كبير لامع مُشيد علي الطراز القوطي الإيطالي تنزينه من الجهة الأمامية أقدم شجرة كريسماس، مكتوب علي وجهته كنيسة جروحات القديس فرنسيس" سانت تريز" التي تأسست عام 1924 علي يد الإرسالية الفرنسيسكانية والتي تعد من أقدم كنائس المحافظة.

أول كنيسة

بني الرهبان الفرنسيسكان اول كنيسة ودير لهم بعد شراء قطعة أرض في حي المجاهدين بمنطقة غرب أسيوط، علي نفقة إمبراطور النمسا ودشنت هذه الكنيسة باسم القديس فرديناند في عام 1844، وفي عام 1880 عين الأب سيرافينو راعيا ومكث فيها 13 عاما وتمت إزالة الكنيسة لتهدمها عام 1899، فقام الأب فنشنسو ديلا بإعادة بنائها علي الطراز البازيليكي بثلاثة أروقة وثلاثة مذابح ثم دشنت عام 1900 علي يد القاصد الرسولي المطران غودنسيو وظل أقامة الطقوس الدينية حتي عام 1945، حتي تصدعت بعد ذلك.

تدشين الكنيسة

ترك الرهبان الفرنسيسكان الكنيسة الأولي بغرب البلد بعدما أعطي المرسلون الفرنسيسكان كنيستهم لطائفة الأقباط الكاثوليك بمقابل 1200 جنيه لأنهم في حاجة إلي المال لبناء كنيسة جديدة بمنطقة حي قلته، وكانوا يقيمون الصلوات في كنيسة مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات لحين بناء كنيستهم الجديدة، ثم قاموا بشراء قطعة أرض أخري في تقسيم شركة قلتله"التحرير حاليًا" عام 1922 بهمة الأب فنشنسو فراكاسني، رئيس الإرسالية في ذلك الوقت، ثم تولي من بعده الأب ماريانو ليبري، رئيس الإرسالية الفرنسيسكانية الذي قام ببناء الدير والكنيسة عام 1924.

ووضع حجر الأساس للكنيسة في 19 يونيو 1923 علي يد الأب ماريانو ليبري رئيس الإرسالية ولم تكن هناك إلا بعض البيوت المتناثرة حولها مع مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات ودشنت باسم كنيسة "جروحات القديس فرنسيس" في 20 يناير 1925 في ذكر ي مرور 700 سنة علي جروحات القديس فرنسيس وقد إقام القداس الاحتفالي القاصد الرسولي المطران اندريا كاسولو باشتراك المطران ايجينو نوتي النائب الرسولي بالإسكندرية والمطران جاشنتو تونيتسا النائب الرسولي بليبيا والأباء الكهنة وقام المطران ايجينو تكريس المذابح والكنيسة بالزيت المقدس .

الطراز القوطي

قام بتصميم الرسومات الهندسية للكنيسة المهندس دي اميكو وقام بتنفيذها شركة ريكالدوني سانتو الإيطالية بالقاهرة بإشراف المهندس الراهب جوليلمو برنابيني وبنيت الكنيسة علي الطراز القوطي الإيطالي فوق بدروم يبلغ ارتفاعه 5 أمتار قبل ردم أكثر من متر منه لمنع تسرب المياه الجوفية إليه ويبلغ طولها 31 مترا من الداخل وعرضها 11 مترا وارتفاعها 17 مترا وبها 3 مذابح مزينة بزخارف جميلة.

في أعلي المذبح الرئيسي توجد 3 صور بالزجاج الملون المعشق، الأولي في الوسط للقديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية والثانية عن يمينة للقديسة كلارا مؤسسة الرهبنة الثانية للسيدات التائبات" الكلاريس" والثالثة للقديسة اليصابات المجرية شفيعة الرهبنة الثالثة العلمانية والمذبحان الجانبيان الأول مكرس لقلب يسوع الأقدس والثاني لمريم العذراء سيدة القربان المقدس والصورتان من إهداء دون كارميني فاسولو من ترني مؤسس جمعية قلب يسوع.

وبنيت في الجهة الشرقية للكنيسة منارة عالية يبلغ أرتفاعها 37 مترا تحمل 4 أجراس برناتهما الجميلة المتناغمة تدعو للصلاة، وتحمل ساعة كبيرة بـ 4 أوجه كانت تدق ساعتها بانتظام ولكنها توقفت مع مرور الزمن وفي واجهة الكنيسة توجد لوحة من الفسيفساء تصور لحظة نوال القديس فرنسيس جروحات السيد المسيح في جسده وتعد من أجمل كنائس الوجه القبلي .

مزار القديسة تريزا

في عام 1950 أقيمت عن يمين مدخل الكنيسة مقصورة جميلة تحوي تمثال القديسة تريزا للطفل يسوع مضجعة علي فراش الموت إكراما لشفيعة الإرساليات قام بنحته بطريقة فنية الفنان الراهب الكمبونياني لينو كريمونا بحلون وتصميم المهندس فكتور فانوس وتم افتتاحها في عيدها الواقع في 3 أكتوبر فأصبحت قبلة الزوار الذين يتوافدون عليها بلا انقطاع للصلاة والتبرك بها وغضاءة الشموع، ثم نقلت من مكانها عن عمل بعض التجديدات بالكنيسة.

مغارة سيدة لورد

قام الأخ انجلو باشتراك الرهبان بالدير ببناء مغارة سيدة لورد في مدخل الدير وذلك بمناسبة العيد المئوي لظهور مريم العذراء في مدينة لورد بفرنسا وامامها نافورة مياه وتم تكريس تمثال السيدة العذراء عشية عيد الصعود يوم 13 مايو 1953 بيد صاحب النيافة الأنبا الكسندروس إسكندر مطران اسيوط للأقباط الكاثوليك وتم تجديدها فيما بعد وتزيينها بالأحجار وهي ملاز لزوار كثيرين للصلاة والارتواء من مياهها المباركة حتي الأن .

دورة القربان

كان الاخ انجلو في مايو عام 1933 يقوم بتنسيق موكب القربان المقدس الذي كان يخرج للتطواف في الشوارع المحيطة بالدير فكان عيدا شعبيا لأهل أسيوط يجمع أطياف الشعب الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والمسلمين مما يعبر عن الحرية الدينية التي كانت تنعم بها مصر في ذلك الوقت، وتوقفت دورة القربان في الشوارع في عام 1956 بعد قيام العدوان الثلاثي علي مصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر واقتصر الاحتفال داخل اسوار الكنيسة والدير حتي اليوم.

زيارة ملك إيطاليا

شرفت مدينة أسيوط بزيارة الملك فكتور عمانوئيل الثالث ملك إيطاليا والسيدة حرمة الملكة ايلين في 3 أبريل 1933 وكان في استقبالهما الرهبات والراهبات وطلبة الإكليريكية الصغري وطلبة مدرسة الفرنسيسكان وطالبات مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات وذلك في مرسي شاطئ النيل.

وشرفت الكنيسة بعدة زيارات تاريخية لشخصيات كنيسية وسياسية وغيرها نذكر منها زيارة النائب الرسولي ايجينو نوتي الذي قام بتكريس الكنيسة عام 1925 ، زيارة النائب الرسولي المطران يوحنا كاييه 1953 وزيارة غبطة البطريرك الانبا مرقس خزام بطريك الأقباط الكاثوليك عام 1954 والاب جاشنتو فاتشو، رئيس حراسة الأراضي المقدسة عام 1955، وزيارة المطران برناردين كولين النائب الرسولي لمدن القنال عام 1955

الاعتداء علي الكنيسة

تعرضت الكنيسة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في شهر أغسطس عام 2013 للتعدي من قبل جماعة من المتطرفين وتم تدمير وإشعال النيران في محتوياتها التي تضمنت ملابس وكتب وأواني وتماثيل ومقاعد وإحراق المكتبة الملحقة بالكنيسة وعدة غرف وسكن الطلبة الجامعيين ولكن بعد تولي الرئيس السيسي شؤون البلاد وعد المسحيين بترميم الكنائس المتضررة علي نفقة الدولة وبالفعل في عام 2015 كلف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقامت بترميم الكنيسة علي أكمل وجه وتم افتتاحها في 25 نوفمبر عام 2016.

اقرأ أيضا