يتميز إنتاج ملاحات شمال سيناء بدرجة نقاوة عالية، حيث تمتلك المحافظة تميزا بيئيا وطبيعيا، إذ تتعرض شواطئها لسطوع الشمس على مدار العام، فضلا عن التربة الجيدة البعيدة تماما عن مصادر التلوث بكل أنواعه.
وتُعدّ ملاحة سبيكة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في مدينة العريش، من أهم روافد الإنتاج في محافظة شمال سيناء، وأحد الركائز الأساسية في توفير الملح وتصديره للخارج، فضلا عن دعمها للاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل جديدة لأبناء شمال سيناء.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية بملاحة سبيكة نحو 1.2 مليون طن سنويا، من أجود أنواع الملح، تصدر جزءاً كبيراً منها للخارج، بينما يخصص الباقي لتلبية احتياجات السوق المحلي وشركات البتروكيماويات.
وتُعدّ ملاحة سبيكة من أقدم وأكبر ملاحات مصر، حيث تبلغ مساحتها 26 كيلومتر مربع، وتضم 3 بحيرات تركيز و 10 أحواض ترسيب، وتشمل الملاحة وحدتين لغسيل الملح ووحدة كسارة وجرش، مما يتيح لها إنتاج أنواع مختلفة من الملح تلبي احتياجات مختلف الاستخدامات منها:
_ ملح الطعام: يُصدر 60% من إنتاج ملح الطعام للأسواق الخارجية، بينما يُخصص 40% للسوق المحلي.
_ ملح صناعي: يُستخدم في مختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة البتروكيماويات.
_ ملح خشن: يُستخدم في معالجة الجلود وتنقية المياه.
و بعد فترة من التوقف، استأنفت ملاحة سبيكة التصدير من ميناء العريش، حيث خرجت مؤخرًا أول شحنة من الملح تزن 3750 طن متجهة إلى لبنان.
وتحتوى الملاحة على نسبة عالية من أملاح البوتاسيوم والماغنسيوم والكبريتات وهى ذات قيمة اقتصادية عالية ويجرى استيرادها لاستخدامات دوائية وزراعية وصناعية، كما يتم الاستفادة من المحلول المر بإقامة مجمع صناعى لاستخراج الخامات عالية القيمة بطاقة إنتاجية مستهدفة سنويا تشمل 380 ألف طن من ملح الطعام، و140 ألف طن من سماد سلفات الماغنسيوم، و78 ألف طن من هيدروكسيد الماغنسيوم، و28 ألف من كلورايد البوتاسيوم، و2300 طن من البروميين.
وتدخل تلك الخامات فى العديد من الصناعات الكيماوية والدوائية وغيرها، وكذلك تطوير منطقة الملاحة فى إطار خطة التنمية المستدامة التى تشهدها شبه جزيرة سيناء.
وكان محافظة شمال سيناء قد أعلنت عن تخصيص منطقة مخصصة للصناعات الملح بمنطقة الروضة ببئر العبد على مساحة 4,2 كم، وتنتشر الملاحات على ساحل مركز بئر العبد من قرية بالوظة حتى قرية الميدان 120 كيلو متر.
ووضعت شروطا لتطوير الملاحات عند تأجيرها للشركات والمصانع التي تستغلها، من بينها عمل دراسات الجدوى بالاشتراك مع الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية، والهيئة العامة للتصنيع بهدف إنتاج ملح طعام مطابق للمواصفات القياسية المصرية، وعمل التطوير اللازم للتوسعات في الصناعات المحتملة والتي تعتمد على إنتاج الملاحات.