ظهر أحمد رفعت، لاعب فريق مودرن سبورت، في 23 يونيو الماضي، في تدريبات فريقه خلال زيارة سريعة لزملائه، وكأنه يودعهم قبل وفاته، أحمد رفعت، الذي أعلن في أكثر من لقاء تلفزيوني بعد إصابته، أنه تعرض لضغوط نفسية في عمله أدت إلى انهياره في الملعب وتعرضه لمشاكل بالقلب، أثار جدلاً واسعاً حول أسباب وفاته والتحديات التي واجهها.
البداية.. الانتقال لنادي طلائع الجيش
بدأت الأزمة منذ عام 2021 عندما استقبل النادي المصري خطاباً من جهاز الرياضة العسكري يفيد بأن رفعت مطلوب للخدمة العسكرية وأن نادي طلائع الجيش يريد ضمه بموجب خضوعه للتجنيد الإجباري، بعد مفاوضات، انتقل رفعت إلى نادي طلائع الجيش مقابل انتقال لاعبين آخرين إلى النادي المصري.
رغم ذلك، لم يكن رفعت ملتزماً بمواعيد حضوره لوحدته العسكرية، ما أدى إلى تصاعد الأزمة.
الانتقال إلى فيوتشر وإعارة للوحدة الإماراتي
في أكتوبر 2021، وبعد حل الأزمة بين الناديين، انتقل أحمد رفعت إلى نادي "فيوتشر" (مودرن سبورت حالياً)، حيث تألق مع المنتخب المصري في البطولة العربية، واستمرت المشاكل عندما انتقل رفعت إلى نادي الوحدة الإماراتي دون تصريح رسمي من وزارة الدفاع بإعفائه من التجنيد، بناءً على وعد من أحمد دياب، الرئيس التنفيذي لنادي فيوتشر، بحل القضية، ولكن بعد قضاء فترة قصيرة في الإمارات، طُلب من رفعت العودة لتسوية وضعه التجنيدي، ما أدى إلى القبض عليه في مطار القاهرة وسجنه عسكرياً.
التحديات النفسية والضغوط
بعد الإفراج عنه، استمر رفعت في التدريب منفرداً في ملعب مركز جهاز الرياضة العسكري، لكنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة نتيجة لتجاهل أحمد دياب لتوسلاته وتهربه من وعوده، أخيراً، تم حل الأزمة بفضل تدخل وليد دعبس، الرئيس الجديد لنادي فيوتشر.
التفاهمات بين الأندية العسكرية والمدنية
إذا بلغ أي لاعب في الدوري المصري سن التجنيد الإجباري، عادة ما تحدث تفاهمات بين إدارات الأندية المدنية والتجنيد، تنتهي بقيد اللاعب على ذمة أحد الأسلحة العسكرية، ولكنه يستمر في التدريب وخوض المباريات مع ناديه المدني، على أن يلتزم في فترات توقف الدوري والراحات بزيارة وحدته العسكرية -وعادة تكون مكاتب إدارية- لتسجيل حضوره، تكون عدد الزيارات -بحسب اللاعب- ما بين 3 إلى 4 مرات شهريًا.
مثالًا على ذلك اللاعب مصطفى فتحي ومحمد حمدي لاعبا بيراميدز، هم في عداد المجندين، ومستمرين في الملاعب بشكل طبيعي، وإذا خرج الفريق لخوض أي مباراة دولية خارج مصر، يحتاج اللاعب المجند الحصول على تصريح وإذن بالسفر من القوات المسلحة، وذلك بحسب اللاعبان السابقان في نادي طلائع الجيش.
قبل أيام من وفاته، تحدث أحمد رفعت في حوار تلفزيوني عن تعرضه لضغوط نفسية من أحد المسؤولين في الدولة، مما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية، رفعت كان يعاني من ديون وضغوط نفسية شديدة نتيجة لظروف العمل القاسية وعدم الحصول على مستحقاته.
وفاة أحمد رفعت أثارت تساؤلات حول الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعبون وسط عدم انتظام الدوري المصري.. يبقى السؤال: كم من اللاعبين الآخرين يعيشون تحت ضغوط مشابهة، دون أن يتمكنوا من التحدث؟ لقد سلطت وفاة أحمد رفعت الضوء على حاجة ملحة لإصلاحات جذرية في النظام الرياضي وضمان حقوق اللاعبين.