لـ "الدعم السريع"... ماذا تخبئ واشنطن للبرهان؟

الاربعاء 03 يوليو 2024 | 10:16 مساءً
واشنطن
واشنطن
كتب : بلدنا اليوم

لايزال الصراع الدائر في السودان، يوماً تلو الأخر، يجسد بشكل واضح مصالح القوى الدولية المنخرطة في الحرب عبر نفوذها وأدواتها الداخلية، والتي تسعى لتحقيق مصالحها، دون الاكتراث لمصير الشعب السوداني، الذي تحول إلى ملايين من اللاجئين والنازحين والجرحى والقتلى.

وبحسب الباحث السياسي عبد الرحمن الشيخ علي، فإن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر من أبرز العوامل المؤثرة بالملف السوداني عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. لذا فإن واشنطن تسعى لاستخدام كل أدواتها وأوراقها القوية لتحقيق مصالحها دون الالتفات للشعب الذي أنهكته الحرب.

"

الجافلين" الأمريكي يصل لـ "الدعم السريع" عبر الإمارات

في هذا السياق تداولت وسائل الاعلام وبعض الصفحات عبر مواقع التواصل معلومات وفيديوهات تُظهر سلاح "الجافلين" الأمريكي في أيدي قوات "الدعم السريع" خلال إحدى المواجهات مع قوات الجيش السوداني.

ووفقاً للخبير العسكري العميد سمير راغب، فإن "الجافلين" الأمريكي متوفر لدى الإمارات العربية المتحدة حسب المعلومات المتوفرة، وعلى الأرجح هي من قامت بتزويد "الدعم السريع" به بحكم دعمها الدائم لقوات محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وبحسب العميد راغب، فإنه من المؤكد أن الامارات زودت قوات الدعم السريع بهذا السلاح بتوجيهات ومباركة أمريكية، لأنه وفقاً لعقود البيع لهذه الأنواع من الأسلحة لا يمكن للمشتري (الامارات العربية المتحدة) أن يقدم السلاح لطرف ثالث دون إذن البائع (الأمريكي).

من جهته اعتبر الناشط الحقوقي السوداني النذير أبو أسيل بأن الفيديوهات والمعلومات المتداولة أعلاه، تعتبر تأكيد واضح على صحة الأدلة التي قدمها السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث ادريس حول تورط الامارات ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد قوات "الدعم السريع" بالمال والسلاح والمساعدات اللوجستية عبر تشاد، في الصراع ضد الجيش السوداني.

ووفقاً لبعض المحللين والخبراء، فإن توجه واشنطن نحو دعم قوات "الدعم السريع" ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، يأتي بسبب توجه البرهان والجيش السوداني شرقاً للاتفاق مع موسكو، وهو ما ترفضه واشنطن ولا يحقق مصالحها، لذا فإن واشنطن سوف تسعى عبر أدواتها وإمكاناتها لإسقاط البرهان والدفع بقوات الدعم السريع للانتصار في الحرب.

ومن الجدير بالذكر، بأن موقع "يو ريبورتر" قد ذكر في الأشهر القليلة الماضية، أن هناك بالفعل تقارير عن وجود قوات خاصة أوكرانية في العاصمة الصومالية مقديشو. كما ظهرت صواريخ جافلين أمريكية الصنع في السوق السوداء للأسلحة في الصومال. وأشار الموقع، إلى شركة الأمن الأمريكية الخاصة Bancroft Global Development التي تنشط في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمن هي التي تشرف على أنشطة الأوكران هناك. وهذا يعتبر دليل إضافي على وقوف واشنطن وراء وصول هكذا أسلحة لمنطقة شرق أفريقيا والسودان.

القوات الإثيوبية تنشط بدعم "حميدتي" بضوء أخضر أمريكي

في سياق متصل، أعلنت بعض وسائل الاعلام في نهاية يونيو/حزيران الجاري، عن دخول الجيش الاثيوبي السودان واحتلاله لمنطقة "الفشقة" المتنازع عليها على الحدود، وتحالفه عسكرياً مع قوات "الدعم السريع". وقامت القوات الإثيوبية برفع العلم الإثيوبي على أرض السودان، وغلق بوابات المياه من سد النهضة مع الملء الخامس، بالتوازي تعرض الجيش السوداني للحصار من الجنوب مع تقدم قوات الدعم السريع نحو سنار وجبل مويا.

إلى جانب ذلك، تداولت بعض وسائل الإعلام في وقت سابق، معلومات وصور جوية لوصول عدد من طائرات الشحن الإثيوبية إلى قاعدة "أم جرس" الجوية شمال تشاد، محملة بالعتاد والذخيرة والأسلحة المتفرقة تمهيداً لنقلها إلى قوات الدعم السريع في السودان.

وبحسب الأنباء والمعلومات المتداولة، فقد وصل 75 جندياً إثيوبياً إلى تشاد في وقت سابق وتم نقلهم إلى السودان على الفور لمساندة قوات الدعم السريع.

وكان الممثل الخاص للسودان لدى الأمم المتحدة، قد اتهم تشاد بالتوسط والمساعدة في تقديم السلاح والذخيرة لقوات "الدعم السريع".

كيف التقت المصالح الأمريكية-الإثيوبية في السودان

وفي تعليقه على التطورات الميدانية، أكد الدكتور محمد يوسف الحسن، الباحث في الشأن الأفريقي، بأن فشل الخطط السياسية البديلة لواشنطن، دفعها نحو استثمار نفوذها بالجارة الأثيوبية، من خلال الدفع برئيسها أبي أحمد، لإرسال قوات أثيوبية ومرتزقة لمساندة قوات "الدعم السريع" بهدف الانتصار على قوات الجيش السوداني، وإسقاط حكم البرهان بالقوة.

وأشار الحسن بأنه، في الآونة الأخيرة، قد تصاعدت المخاوف الأمريكية بشكل كبير بسبب التقارب بين مجلس السيادة بقيادة البرهان، وروسيا واحتمال حصول الأخيرة على قاعدة عسكرية على البحر الأحمر. كما أن واشنطن تشعر بالقلق من خسارة نفوذها في السودان، في حال تحالف البرهان مع الروس. لذا، بدأت باللجوء إلى خطط أخرى تناسب مصالحها.

على الجانب الأخر، وبحسب الدكتور الحسن، فإن ما يدفع أبي أحمد للقبول بالطلبات الأمريكية هي المصالح الكثيرة التي يمكن أن تحققها أثيوبيا من خلال هذه الصفقة. ويأتي في مقدمتها اعتراف واشنطن بانفصال إقليم أرض الصومال، الذي يحتل موقع استراتيجي هام جداً والذي لطالما سعت أثيوبيا لانفصاله، بهدف السيطرة عليه والحصول على ميناء زويلع الصومالي الهام جداً، وبالتالي منفذ بحري لها.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن أثيوبيا ستسعى للسيطرة على مساحات أكبر من نهر النيل والسيطرة على مدينة "الفشقة" المتنازع عليها على الحدود السودانية.

لذا، وبحسب الحسن فإن الدعم الإثيوبي والاماراتي لحميدتي يندرج بسياق خطة أمريكية شاملة لإسقاط البرهان.

اقرأ أيضا