غزة بعد الحرب.. نتنياهو يطرح فكرة إعادة احتلال القطاع..وفلسطينيون: الفشل مصيره المحتوم

الاربعاء 03 يوليو 2024 | 08:27 مساءً
غزة
غزة
كتب : أحمد عبد الرحمن

كشفت قيادات الاحتلال العسكري عن اقتراب إسرائيل من إنهاء الحرب في غزة بعد إحكام السيطرة على 75% من مدينة رفح الفلسطينية، التي تُعد أخر معقل للمقاومة الفلسطينية، بالتزامن مع تدمير تل أبيب لشمال ووسط القطاع وتحقيق السيطرة الكاملة على محور صلاح الدين.

وأوضحت صحفية واشنطن بوست الأمريكية، أن رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُخطط لإحتلال غزة وتقسيمه إلى عدة مناطق صغيرة بعد انتهاء العملية العسكرية في القطاع ضمن رؤيته لليوم الثاني الحرب في القطاع وإبلاغ الأمم المتحدة بهذا البند.

وقال السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، بركات الفرا، إن رؤية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لليوم الثاني للحرب في غزة تتلخص في تقسيم القطاع إلى عدة مناطق آمنة ومعزولة مع توفير المساعدات الإنسانية.

وأضاف "الفرا"، في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن قوات الاحتلال تخطط للسيطرة على المناطق الحدودية لقطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية النوعية والقصف الجوي حال الاشتباه بوجود عناصر من المقاومة الفلسطينية.

وأشار السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، إلى أن نتنياهو صرح أن تجربة الاحتلال في تولي العشائر والقبائل الفلسطينية مقاليد الحكم في قطاع غزة فشلت في العديد من المرات.

وأوضح أن الاحتلال يعتزم تولي حكم غزة لمجموعة فلسطينية مدنية بعيدًا عن الحركات السياسية وعناصر المقاومة، مؤكدًا أن خطة نتنياهو ستفشل، مرجعًا ذلك أن أكثر من 10% من سكان غزة بين شهيد وجريح ومفقود.

حول ما نشر في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بشأن اعتزام نتنياهو احتلال قطاع غزة وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك، لفت الفرا إلى أن الإدارة الإسرائيلية تتطلع إلى إعادة احتلال القطاع كما كان قبل عام 1987 وهو عودة سيطرة الاحتلال على غزة، وإنشاء إدارة مدنية لتسيير أحوال سكان القطاع مع إصدار جواز سفر إسرائيلي لكل فرد، وقطع علاقة غزة بالضفة الغربية، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال لن تستطيع تنفيذ ذلك.

وقال إن نتنياهو يتحدث الآن عن إعادة انتشار جيشه في محور صلاح الدين، والمناطق الحدودية لغزة وتنفيذ عمليات عسكرية بين وقت لآخر، مضيفًا أن هذا الأمر لا يعني احتلال كامل للقطاع الذي يصعب على إسرائيل تطويعه لتنفيذ مخططها.

ولفت السفير بركات الفرا إلى أن اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان غير واردة إلا بعد الانتخابات الأمريكية 2024 المقرر انعقادها في نوفمبر المقبل، موضحًا أن نتنياهو ينتظر وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة مرة أخرى، نظرًا لدعم ترامب المطلق لتل أبيب وعداءه الكبير مع إيران.

ورجح عدم تدخل طهران بشكل مباشر في حال نشوب حرب بين تل أبيب وبيروت، مشيرًا إلى أنها ستعتمد على أذرعها في العراق واليمن وسوريا لمشاركة لبنان في صراعها مع إسرائيل.

ومن جانبه، قال فايز عباس، الخبير بالشأن الإسرائيلي، إن القتال بين حزب الله وإسرائيل سيستمر كما هى عليه الآن حتى تنهي تل أبيب من حربها على قطاع غزة وتستعد إلى توسيع الصراع.

وأضاف عباس في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الإدارة الإسرائيلية تدرك أن الحرب مع حزب الله تختلف كليًا عن المقاومة الفلسطينية، نظرًا لامتلاك الحزب لصواريخ بعيدة المدى وقادرة على اختراق العمق الإسرائيلي.

وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الإدارة الأمريكية لا تريد توسيع الصراع ودخول الشرق الأوسط في حرب واسعة النطاق إلا بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية في 2024.

وأكد أن فايز عباس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال لم تحقق جميع أهداف العملية العسكرية التي أعلنت عنها في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن نتنياهو يسعى إلى توسيع الصراع للحفاظ على سلطته وخوفًا من محاكمته عن الفشل الاستخباراتي والعسكري الذي شهدته تل أبيب الفترة الماضية.

وفي السياق نفسه، قال يسري عبيد الباحث في العلاقات الدولية، إن نتنياهو يرى أن مصلحة إسرائيل في سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، لتتحكم في معابره والمناطق الحدودية وإنشاء المساجد والمدارس وتحديد التعليم الذي يتلقاه أطفال غزة في الصغر للقضاء على فكرة المقاومة، متوقعًا فشل خطة نتنياهو في ظل مرور أكثر من 8 أشهر من الحرب دون تحقيق أي هدف من أهداف العملية العسكرية في غزة.

وأضاف عبيد في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن نتنياهو يحاول استمرار الحرب حتى بعد الانتخابات الأمريكية في 2024، أملًا في وصول دونالد ترامب إلى الحكم والحصول على الدعم المطلق من واشنطن، وإنقاذ مستقبله السياسي، وتصفية القضية الفلسطينية.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن المقاومة الفلسطينية ترى أن وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة هو السبيل الوحيد لعقد صفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا أن صمود الفصائل الفلسطينية هو حائط الصد الوحيد الذي يدفع نتنياهو للقبول بهذا الأمر.

وأوضح أن احتمالات اندلاع حرب بين بيروت وتل أبيب مرتفعة للغاية خاصة بعد تحذيرات الدول العظمى لرعاياها من السفر إلى لبنان، مشيرًا إلى أن واشنطن تحاول بشتى الطرق منع هذه الحرب خوفًا من تورطها بها. 

اقرأ أيضا