كان قرر التخلص من حياتها هو النتيجة لرفض الجميع لها حتى أقرب الناس إليها، هذه العبارات تلخص قصة الشابة حبيبة، فتاة رشيد، ضحية "القهر"، ورفض عائلتها لها "دون سبب" منذ الصغر، وحتى أصبحت فى عمر الـ17 عاما.
البداية عندما قرر والدي "حبيبة" الانفصال، لتبدأ معاناة هذه الفتاة من هنا حيث كانت تمكث مع أمها طبقًا لقانون الحضانة، حتى جاء عريس لطلب يد والدتها ووافقت على الفور، لكنها تفاجأت بأنه لا يرغب في وجود حبيبة معهم، لذلك تخلت عنها الأم ومكثت الابنة مع جدتها.
أثناء هذه الفترة، تزوج الأب أيضًا وأنجب أربعة أبناء، ثلاثة ذكور وبنت، ولكن سرعان ما توفيت جدة حبيبة التي كانت تمكث معها، فقررت أن تذهب إلى خالتها لكنها رفضت وجودها معها، لأن لديها اثنين من الأبناء الشباب، وطبقًا للعادات والتقاليد لن يقبل مكوث فتاة مع شباب في بيت واحد.
فلم تجد مكانا أخر سوى بيت أبيها وذهبت له حبيبة وطلبت أن تعيش معه في بيته، لكن ظهرت زوجة الأب التي لم يختلف قرارها كثيراً عن البقية، حيث طلبت من زوجها أن يطرد حبيبة أو يجد لها بنفسه مكانا آخر لتعيش فيه، وأكدت على أنه لن يجمعها بيت واحد بها، هنا جاء في خاطر الأب أغرب مكان يمكن أن يطمئن على ابنته فيه.
وقرر والد حبيبة أن تمكث الصغيرة في غرفة الأغنام، مع العلم أنه مالك لـ ثلاث عمارات، وظلت حبيبة على هذا الحال 4 سنوات كاملة، لا تشكو حالها ولا تطلب أي شيء، في حين أن شقيقتها الصغرى كانت تلبس أغلى الملابس وتتعطّر وتتزين بينما هي ترتدي ملابس بالية لم تتغير منذ أعوام.
ومع الوقت مل والد حبيبة منها، وكان يستعد لطردها بحجة أنها تأكل كثيرا، واتخذ قرارا بأن تعيش حبيبة مع عمتها، التي رفضت هي الأخرى وجودها معها، بحجة أنها موظفة وزوجها يظل في البيت وحده، فكيف لها أن تترك شابة مع زوجها وحدهما.
وكانت الرحلة الأخيرة لحبيبة هى داخل شقة مظلمة و دون فرش تسكون فيها وحدها ، حيث اتفقا أبيها وشقيقته على حبسها فى هذه الشقة لأبعادها عن الناس، في عمارة يملكها الشقيق الثالث، ولا يوجد بها أى نوع من أثاث، فقط اكتفوا بفرش ملاءة لتنام عليها، ووجبة واحدة تخرج لها كل يوم أو يومين مرة.
وأكدوا جيران حبيبة أنهم شاهدوها تنام كل يوم على سور الشرفة على "ضي القمر"، نظراً لأن البيت لا يوجد به لمبة واحدة، حتى أنها اضطرت فى كثير من الأحيان إلى قضاء حاجتها في نفس الشرفة، حتى جاء اليوم الخامس من أيام عيد الأضحى، حيث كانت دماء حبيبة تُغرق الشارع مثل الأضاحي تمامًا، فسقطت من شرفتها منتحرة، حسبما يظن الجميع.
ولكن حبيبة لم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد، على الرغم من أن نسبة وعيها حالياً لا يتعدى الـ3%، وهى الآن بالرعاية المركزة بين الحياة والموت، مصابة بجروح وكسور خطيرة، ويأكد جارها إن يوم الواقعة حملها على يديه في "توك توك" لأقرب مستشفى، في الوقت الذي لم تنزل دمعة واحدة من عين والدها حينما رآها غارقة في جروحها، حتى أنه رفض الذهاب إلى المستشفى معها، وكان الجيران هم من يلحقون "حبيبة".