يشهد طرفي النزاع الكبير في الشرق الأوسط هذا العام انتخابات رئاسية هامة، تتجه أنظار العالم إليه باهتمام، لأهميتها بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط.
تترقب التيارات السياسية، فى إيران، القائمة النهائية لمرشحى الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة 28 يونيو الجارى فى دورتها الـ14، لاختيار خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، عقب إغلاق باب الترشح، وقيام مجلس صيانة الدستور بدراسة أهلية المرشحين.
وبحسب السلطات الإيرانية، وصل عدد المتقدمين، 80 شخصًا ممن تقدموا بتسجيل أوراق ترشحهم، وبعد استيفاء المتطلبات الأساسية مثل السن المسموح به من 40 إلى 75 سنة، وامتلاك شهادة جامعية لا تقل عن الماجستير، وعدم وجود سوابق جنائية، وامتلاك خبرة تنفيذية فى المستويات التى تسمح لهم باجتياز المرحلة الأولى.
في المقابل، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية انتخابات شرسة، من المرجح أن تكون بين الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، وهي المرة الثانية التي يتنافس فيها الثنائي بعد انتخابات 2020.
خصوصًا أنها ستأتي بعد أن وجدت هيئة المحلفين بمحكمة مانهاتن في نيويورك، وبعد جلسات استمرت ستة أسابيع، ترامب مذنباً بالتهم الـ34 الموجهة إليه بتزوير مستندات محاسبية في المراحل الأخيرة من حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016، للتستر على شراء صمت ممثلة إباحية بشأن علاقة أقامها معها قبل ذلك بنحو عشرة أعوام.
فكيف ستلقي الانتخابات الإيرانية والأمريكية بظلالها على منطقة الشرق الأوسط؟ وهل تؤثر على الاستقرار به.
وضع مختلف لكنه مستقر
يرى الباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور أحمد محمد فاروق، أن الانتخابات في إيران لا تؤثر بشكل كبير على السياسات المتبعة في البلاد التي هي حصيلة تدبير جماعي متخذ داخل الدوائر العليا في النظام على رأسها المجلس الأعلى للأمن القومي وديوان القائد الأعلى، لكنها تختلف في الأساليب والتوجهات التكتيكية.
وأضاف فاروق، لـ"بلدنا اليوم"، أن لكن اختيار رئيس أكثر تشددا من رئيسي قد يؤجج مستويات الصدام المختلفة لكنها تظل محكومة باستراتيجية النظام العامة.
وقال فاروق إن هذا العام مختلف لأن الانتخابات الأمريكية لأول مرة ستكون بعد الانتخابات الإيرانية وليس العكس، وذلك بعد حادث مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، متوقعًا أن الوضع يتوجه نحو حلحلة الأزمة ما لم يتخذ الطرف الآخر خطوة تضطر طهران لإجراء مناسب.