فريضة الحج والتقرب إلى الله.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

السبت 15 يونية 2024 | 07:00 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : علام عشري

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: النفس البشرية لا تهوى الذنوب ، بل وتتألم بما تفعله منها ، وتتمنى وترجو الله إن يتوب عليها ، فتبادر بالاستغفار ، ثم الإقلاع عن هذا الذنب وعدم العودة إلى هذا الذنب مرة آخرى ، ويتحين الإنسان حج بيت الله طمعا فى قول رسول الله سيدنا محمد صل الله علية وسلم (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) ، ليعود بعد أداء المناسك كالوليد الصغير الذى يولد دون ذنب أو خطَّأ . 

قال رسول الله ﷺ: كل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطَّائين التوابون ، هذا يدل على أن بني آدم ما فيهم أحد معصوم ، كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون ، مَن بادر بالتوبة فهذا هو خير الخطَّائين ، فما أحد يسلم ، حتى الأنبياء في المسائل الصغيرة ، قد تقع منهم بعض الأشياء .

 بسم الله الرحمن الرحيم " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر:٥٣] صدق الله العظيم ، فلا ينبغي للعبد أن ييئس، بل ينبغي له البدار بالتوبة والاستغفار وحسن الظن بالله، ولو فعل ما فعل من الذنوب ، لكن عليه أن يجتهد في المحافظة والحذر، والله يتوب على من تاب جل وعلا.

 بسم الله الرحمن الرحيم : “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ” (الحج: آية ٣٦-٣٧). وهذه الآية دليل على أن الأضحية من شعائر الله، فما حقيقة الأضحية والأحكام المتعلقة بها.

الحج ركن من أركان الإسلام ، لقوله صل الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان" ، وقد فرضه الله على المستطيع مرة في العمر، لقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا). 

الحج وسيلة للمحبة والتعاون والصفاء ، ومن حكمه العظيمة ترك ما يسبب البغضاء والشحناء من رفث أو فسوق أو جدال ، فهو وسيلة عظيمة إلى صفاء القلوب واجتماع الكلمة والتعاون على البر والتقوى، والتعارف بين عباد الله في سائر أرض الله ، الحج له أهداف عظيمة ومقاصد متنوعة وفيه منافع عاجلة وآجلة، منافع في الدنيا والآخرة، من صلاة وصوم وزكاة وحج وغير ذلك، كل شرائعه سبحانه فيها الخير العظيم والمنافع الجمة للعباد في عاجل أمرهم في هذه الدنيا، من صلاح القلوب، واستقامة الأحوال والرزق الطيب، وراحة الضمير، إلى غير ذلك .

ولقد شرع الله سبحانه هذه الشعيرة لعباده لما في ذلك من المصالح العظيمة، والتعارف، والتعاون على الخير، والتواصي بالحق، والتفقه في الدين، وإعلاء كلمة الله، وتوحيده، والإخلاص له، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة والفوائد التي لا تحصى ، ومن رحمته سبحانه أن جعل الحج فرضًا على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالحج فريضة عامة على جميع المسلمين: رجالًا ونساءً، عربًا وعجمًا، حكامًا ومحكومين، مع الاستطاعة، كما قال : وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:٩٧]. فالآية الكريمة واضحة في أن هذا الحج واجب على جميع الناس مع الاستطاعة.

ورد بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صل الله عليه وسلم - ، أن هناك تسعة أعمال ينبغي على الحاج المداومة عليها عند عودته من أداء مناسك الحج . وأضافت أن هذه الأعمال هي: «إخلاص العمل لله، دوام العمل ، والطاعة لله ، التزام التقوى ، والاستقامة ، دوام الشكر لله عز وجل ، والمداومة على الدعاء ، والذكر ، والاستغفار » .

 الحج فريضة من فروض الإسلام المقدسة، ولقد جاءت السنة النبوية لتوضح فضل الحج وعمرته ، يختلف تأثير الحج على حياة المسلمين بشكل شخصي واجتماعي ، فهي فرصة للتقرب إلى الله والحصول على الغفران والثواب ، كما أنها فرصة للتعارف بين المسلمين من مختلف دول العالم وتبادل الخبرات، كما يعد الحج أيضًا فرصة للتأمل والتفكر في معاني الحياة وغايتها، وطرح الأسئلة الروحية والفكرية، وهو عنصر أساسي لترسيخ القيم الإسلامية في نفوس المسلمين.

والحجّ ليكون رحلة خالصة لوجهه، بالحسّ والوجدان، يجتمع فيها العبادة بالمال والنفس، فتحمل النفس على التجرُّد من زينة الدنيا، والإقبال على الطاعة؛ انتقال وارتحال، مشاقِّ وسفر وتغير الأجواء، وتجرد من متاع الحياة، حتى في الثياب المألوفة، ليكون الإقبال على الله بالحسّ والنفس، والعمل والقول، والذكر والفكر، فمنذ

o الإهلال بالحج يتخلى الإنسان عن كثير من عاداته، عن مفاخره ومُميزاته؛ فيتساوى الغني والفقير، والحاكم والمحكوم، والضعيف والقوي، وصاحب الجاه وغيره، الكل في الزي والتلبية والتنقل لمناسك الحج سواء، إنَّها تصفيةِ النَّفس وتَهذيبها، إشعار كامل بحقيقة العبودية لله وحْدَه والأُخُوة لجميع المسلمين تحقيقًا لهدف واحد وغاية واحدة.

o "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ

o حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"(البقرة: ١٩٨-٢٠٠) - "وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" (البقرة:٢٠٣). "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (الحج:٢٧ -٢٨) .

o اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام من كل سوء ومكروه اللهم اكتب لهم حجًا مبرورًا وسعيا مشكورًا اللهم اعنهم على الحج ويسره لهم اللهم تقبل منهم واغفر لهم ، وتقبل عبادتهم وأعنهم على طاعتك واشف مرضاهم وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين ، اللهم تقبل حجهم واغفر لهم وارحمهم واعيدهم إلى ذويهم سالمين غانمين يا ارحم الراحمين.

اقرأ أيضا