في عالم كرة القدم المتغير باستمرار، يبقى فلورنتينو بيريز شخصية فذة تتألق على مدى السنوات بفضل إدارته المتميزة ورؤيته الاستثنائية، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، الذي تولى منصبه لأول مرة في عام 2000م، يعتبر "بيريز"، ليس فقط رمزاً للنجاح في عالم كرة القدم ولكن أيضاً قصة حقيقية للإدارة الرائعة والقيادة القوية.
تحكي قصة بيريز قصة شاب انطلق من الصفر، حيث كان يعمل كمهندس ومطور عقاري قبل أن يبدأ رحلته في عالم كرة القدم. من خلال جمعه بين مهاراته في الإدارة ورؤيته الاقتصادية الثاقبة، استطاع بيريز تحويل ريال مدريد إلى إمبراطورية كروية عالمية.
رحلة البحث عن الألقاب والإنجازات
نجح ريال مدريد بعد وصول بيريز في الفوز بدوري أبطال أوروبا، أعوام 2002-2014 -2016 -2017- 2018-2022 و2024 .
7 مرات في أقل من 25 عامًا وهو إنجاز لم يحققه أي رئيس نادٍ آخر في العالم، نجاحات ريال مدريد مع بيريز جاءت بفضل رؤية هذا المهندس الإنشائي المدريدي في بناء أكثر من جيل قوي للريال.
أجيال النجوم
في عام 2002 حقق ريال مدريد اللقب الأوروبي، عقب جلب مجموعة من النجوم أبرزهم البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان قبل أن ينضم إليهم لاحقاً الظاهرة البرازيلي رونالدو والثنائي الإنجليزي ديفيد بيكهام ومايكل أوين.
أما جيل البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه الذين حققوا اللقب في 2014 و2016 و2017 و2018 فقد ضم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والويلزي غاريث بيل والكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس والفرنسي كريم بنزيما.
الجيل الحالي الذي حقق لقبي 2022 و2024 يضم نجومًا مثل البلجيكي تيبو كورتوا في حراسة المرمى والثنائي البرازيلي رودريغو غوس وفينيسيوس جونيور والثنائي الفرنسي أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا، تتراوح أعمار لاعبي هذا الجيل في حدود الـ25 والـ26 عامًا مما يشير إلى مستقبل مشرق للفريق.
لم يكتف بيريز ببناء فريق يسيطر على محلياً، بل تجاوز ذلك ليجعل من ريال مدريد قوة لا تُقاوم على الساحة العالمية. تحت قيادته، انتزع النادي عدة ألقاب مهمة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، مما جعله يحافظ على مكانته كواحد من أكبر الأندية في العالم.
النجاحات بعد الصدمة
في عام 2012 بينما كان ريال مدريد يحتفل بالتتويج بالدوري الإسباني بعد غياب 4 سنوات وبرصيد قياسي 100 نقطة تعرض بيريز لصدمة كبيرة بوفاة زوجته ماريا دي لوس أنخيليس ساندوفال مونتيرو.
كان يمكن لهذا الرحيل المفاجئ أن يؤثر سلبياً على بيريز لكنه نجح في خلال سنوات قليلة في إعادة تشكيل ريال مدريد مرتين وتحقيق بعد وفاتها 6 ألقاب لدوري أبطال أوروبا.
القيادة في وجه التحديات
حتى حين تعرض بيريز للإصابة بفيروس كورونا في فبراير 2021 عاد بسرعة ليبني الفريق الحالي للميرينغي ويعيد الأبيض لمنصة التتويج الأوروبية مرتين في آخر 3 سنوات.
بفضل قيادته الحكيمة أعاد فلورنتينو بيريز ريال مدريد إلى الطريق الصحيح محققًا 7 ألقاب لدوري أبطال أوروبا من 2002 إلى 2024 وهو إنجاز غير مسبوق.
استراتيجية النجاح
أحد أهم استراتيجيات بيريز هو التركيز على الشباب وتقليل معدل أعمار اللاعبين ومنح القيادة الفنية لمدربين ذوي رؤية استثنائية مثل كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان. هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها حيث حقق كلا المدربين الثلاثية مع الميرينغي في دوري أبطال أوروبا، بيريز ليس مجرد رئيس نادي بل هو مفاوض ماهر واستراتيجي بارع مثال حي على ذلك هو مفاوضاته مع كيليان مبابي وباريس سان جيرمان.
لم يكتف بيريز بتحقيق النجاحات على المستوى الرياضي فقط، بل كان له دور كبير في تحويل ريال مدريد إلى علامة تجارية عالمية، حيث استطاع تحقيق شراكات استراتيجية مع علامات تجارية عالمية تعزز من مكانة النادي وتزيد من إيراداته.
فلورنتينو بيريز
تخرج فلورنتينو بيريز كمهندس مدني من جامعة "بوليتسينكا" في مدريد في الستينيات، لديه أسهم ومناصب قيادية في شركات إنشاءات عديدة ، وتبلغ ثروته 2.9 مليار يورو وهو ما يعكس نجاحه كرجل أعمال ورئيس لنادي ريال مدريد.
فلورنتينو بيريز ليس مجرد رئيس لنادي ريال مدريد بل هو رمز للنجاح والإصرار، بفضل رؤيته الثاقبة وقيادته الحكيمة سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة جماهير ريال مدريد ومحبي كرة القدم حول العالم، نجاحاته هي درس لكل من يسعى للقيادة والإدارة الناجحة في عالم الرياضة.
تجسد قصة فلورنتينو بيريز قصة النجاح والتحدي، وتثبت أن الإرادة والرؤية الصحيحة يمكن أن تحقق المعجزات، حيث استطاع بيريز تحويل فريق كرة قدم إلى إمبراطورية عالمية لا تُضاهى، مما يجعله بلا شك واحداً من أنجح رؤساء الأندية في العالم.