وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو يعلنها حرب غزة حرب وجودية إما نحن أو " وحوش حماس " ، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم إسرائيل على الانتصار في الحرب بقطاع غزة، واصفا إياها على أنها "حرب وجودية" ، وقال نتنياهو ، خلال كلمة ألقاها في ذكرى الجنود القتلى في الجيش الإسرائيلي ، إن "هذه الحرب تدور حول التالي ، إما نحن إسرائيل أو هم وحوش حماس، إما وجودنا - والحرية - والأمن - والازدهار ، أو إبادة - ومجزرة - واغتصاب - واستعباد" ، وأضاف: "نحن مصرون على الانتصار في هذه الصراع، كبدنا وسنكبد العدو ثمنا باهظا على أعماله الفظيعة".
بهذا التصريح يعلنها رئيس حكومة بنى صهيون حرب حتى النهاية ، حرب ضد الإنسانية ، حرب ضد مبادئ الحق ، حرب ضد مبادئ الخير ، حرب ضد الحياة ، حرب ضد التعايش السلمى ، حرب ضد مبادئ الطبيعة ، حرب ضد قرارات الأمم المتحدة ، حرب ضد قرارات مجلس الأمن ، حرب ضد الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حرب ضد كافة المنظمات التى تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية ، أو بالمعنى الصحيح حرب البشرية .
تعد مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية منذ وعد بلفور عام ١٩١٧ والاحتلال الصهيونى عام ١٩٤٨ , وقبل عملية طوفان الأقصى أو ما بعدها , ومنذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة تحركت مصر عبر إستراتجية المسارات المتوازية والمتكاملة, أولها: المسار السياسى الذى تضمن إجهاض مخطط الحكومة الإسرائيلية فى تصفية القضية الفلسطينية من خلال إستراتيجية الجحيم وتحويل غزة إلى مكان لا يمكن العيش فيه واستخدام سلاح الجوع ومنع الغذاء والكهرباء عن الفلسطينيين لدفعهم نحو التهجير القسرى أو الطوعى, ووضعت مصر خطوطها الحمراء ولاءاتها الحاسمة وأبرزها لا لتهجير الفلسطينيين قسرا لسيناء, ونجحت فى حشد الدعم الدولى فى ذلك, كما سعت إلى العمل على حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينيى من جذوره لأنه المواجهات الدموية المتكررة بين الجانبين ومنها الموجة الحالية الأكثر ضراوة ودموية ما هى إلا عرض لمرض وهو غياب أفق التسوية السياسية واستمرار الاحتلال وبالتالى لابد من الحل السياسى القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية فى إطار حل الدولتين ونجحت الدبلوماسية المصرية الرشيدة فى تغيير المواقف الدولية ووضع القضية الفلسطينية فى قلب أجندة المجتمع الدولى وأصبحت كل الدول خاصة الغربية تتماهى مع الموقف المصرى فى أهمية إقامة الدولة الفلسطينية. وثانيها المسار الإنسانى الذى عكس الدعم الإنسانى لمصر وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى, وبلغة الأرقام فإن ٨٧ % من المساعدات الإنسانية التى دخلت إلى قطاع غزة هى مساعدات مصرية, ورغم التعنت الإسرائيلى وقصف معبر رفح أكثر من مرة وأخرها أمس فإن مصر استمرت فى تقديم المساعدات للفلسطينيين.
وفى إطار فقه أولويات الدولة المصرية ووقف نزيف الدم الفلسطنيى، لأن الوقت من دم، وبعد سقوط أكثر من 35 ألف شهيد فلسطينى معظمهم من النساء والأطفال، إضافة لعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين, تحركت مصر وبالتوازى على المسار الأمنى لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة, وهى الدولة الوحيدة التى قدمت المبادرات والمقترحات المختلفة للتوصل إلى صفقة وهدنة بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى تقود فى نهاية المطاف إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء هذا العدوان ووقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطنيى. ونجحت بالتعاون مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة فى التوصل إلى هدنة سبعة أيام فى نوفمبر الماضى، وبعد انهيارها بسبب التعنت الإسرائيلى وتبنى سياسة التصعيد، إلا أن جهود مصر استمرت فى الوساطة وتقديم المقترحات التوافقية على مدى الشهور الماضية، للخروج من حالة الانسداد السياسى، والتحرك إلى الأمام من أجل وقف العدوان ووقف نزيف الدم الفلسطينى. وواجهت مصر التحديات المختلفة خاصة من الجانب الإسرائيلى الذى سعى إلى المراهنة على التصعيد، تحت شعار تحرير الأسرى والقضاء على المقاومة، ورغم فشله فى تحقيق تلك الأهداف، فإنه استمر فى التصعيد لحسابات سياسية خاصة بها مرتبطة بالصراع الداخلى فى إسرائيل ومصلحة تلك الحكومة فى إطالة أمد الحرب تفاديا لتفادى انهيارها ومحاكمة رئيسها, حيث لم تبد الرغبة والإرادة الحقيقية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وإبرام اتفاق الهدنة رغم أن المقترح المصرى الذى يتكون من ثلاث مراحل يحقق مطالبها فى تحرير الأسرى, حيث تظاهرت بأنها مع المفاوضات لاستيعاب الضغوط الخارجية خاصة الأمريكية وضغوط أهالى الأسرى لكنها على أرض الواقع لم تقدم تنازلات حقيقية من أجل إنجاز الصفقة, بل وتعمدت التشدد فى مطالبها لدفع الفصائل الفلسطينية إلى التشدد فى المقابل ورفض مقترح الهدنة، واتخاذ ذلك ذريعة لتنفيذ مخططها فى اجتياح رفح بريا تحت مظلة أنها استنفدت سبل المفاوضات، وهو ما تجسد فى بدء اجتياحها رفح. وفى المقابل فإن تأخر الفصائل الفلسطينية فى قبول اتفاق الهدنة خلال الفترة الماضية أعطى الذريعة لحكومة الحرب الإسرائيلية للاستمرار فى التصعيد ومن ثم كان الشعب الفلسطينى فى غزة هو الخاسر الوحيد حيث دفع ثمنا غاليا من دماء الشهداء. كما أن عدم توحيد المواقف الفلسطينية وتعدد المرجعيات وتضارب الآراء شكل عقبة أيضا أمام التوصل إلى صفقة منذ فترة كبيرة كان يمكن أن تجنب سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين. ولاشك أن تعنت الحكومة الإسرائيلية واستمرارها نحو تبنى سياسة حافة الهاوية واجتياح مدينة رفح والسيطرة على معبرها يمثل تصعيدا خطيرا من شأنه أن يؤدى إلى تداعيات كارثية إنسانية وأمنية. كما أن غياب ممارسة ضغوط حقيقية خاصة من الجانب الأمريكى على الحكومة الإسرائيلية يسهم فى تعقيد الأمور ويشجعها على المضى قدما فى سياسة التصعيد وإفشال المفاوضات وإجهاض التوصل إلى صفقة.
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تزايد الاستياء بين القادة العسكريين الإسرائيليين تجاه الحرب في غزة، الذين يرون المهمة العسكرية بالقطاع ينتهي بها الأمر للتكرار، في ظل عدم وجود رؤية واضحة لما بعد الحرب ، التقرير الذي نشر أوضح أن القادة العسكريين الإسرائيليين يرون خطرا في عدم وجود خطة لحكم غزة بعد الحرب ، خاصة مع تزايد حدة الاشتباكات مع حركة حماس شمالي وجنوبي القطاع ، وبدأ كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين يؤكدون بصراحة أن فشل الحكومة في طرح خطة لما يلي القتال في غزة، جعل القوات مضطرة في الشهر الثامن من الحرب إلى القتال مرة أخرى، خاصة في مناطق الشمال التي عاد إليها مقاتلو حماس، مؤكدين أن المهمة القتالية ينتهي بها الأمر إلى التكرار .
ورغم كل التحديات والتطورات الأخيرة الخطيرة فإن مصر مستمرة فى جهودها واتصالاتها ومشاوراتها
o من أجل وقف هذا التصعيد ومنع انزلاق الأمور, وتبذل قصارى جهدها من أجل منع انهيار المفاوضات أو إفشال الصفقة، وذلك فى إطار موقفها الثابت والراسخ فى دعم الشعب الفلسطينى ووقف معاناته المستمرة منذ شهور. ولاشك أن نجاح الهدنة وإبرام الصفقة يتطلب أن يتحمل كل طرف مسئولياته خاصة من الجانب الإسرائيلى ووقف هذا التصعيد الخطير ووقف اجتياح رفح وإبداء المرونة الكافية تجاه المفاوضات, أيضا على الفصائل الفلسطينية أن تدرك خطورة الموقف وتعلى المصلحة الفلسطينية العليا وتفوت الفرصة والذرائع على الحكومة الإسرائيلية وتبدى المرونة لإنجاز الصفقة، كذلك على الجانب الأمريكى أيضا أن يمارس دوره وضغوطه لوقف هذا الاندفاع الإسرائيلى الخطير الذى يقود المنطقة إلى الهاوية, خاصة أن المقترح المصرى بمراحله الثلاث يحقق مطالب الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى ويستهدف وقف نزيف الدم الفلسطينى وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
تاريخ أسود لمصاصى الدماء أو بنى صهيون على مدار التاريخ لم يتغير بل تم تطويره وابتكار أساليب جديدة يتلذذوا فيه بارتكاب مجازر بشرية وغير أدمية ، بل ويطوروا فى اجرامهم لصورة لم تشهدها الإنسانية من قبل ، وسابقوا أنفسهم فى أساليب الانحراف والانحطاط فى الفكر والأخلاق بهذة الطرق المزرية والتى تعبر عن النفوس الوضعية والقذرة التى لا تنتمى لبنى البشر وآيضا لا تنتمى للحيوانات التى ليس لها عقل ولكنها لا تسلك هذة المسالك القذرة.
لقد اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة رغم أنف كل ظالم ومستبد ورغم أنف كل طاغى وباغى ورغم أنف كل متنطع وجبار ورغم أنف كل عنصرى وحاقد ورغم أنف كل كارهى الإنسانية ورغم أنف كل مجرمى الحرب ورغم أنف كل قاتلى الأطفال والنساء والشيوخ ورغم أنف كل من أحرق أغصان الزيتون ورغم أنف كل مرتكبى جرائم الإبادة الجماعية ورغم أنف من أغتال السلام فى أرض السلام ، اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا يدعم طلب عضوية السلطة الفلسطينية بالأمم المتحدة ويمنحها امتيازات إضافية ، وذلك بعد أن صوتت ١٤٣ دولة لصالح القرار وصوتت ٩ ضده وامتنعت ٢٥ .
الى زهرة المدائن الى أولى القبلتين الى مدينة السلام الى مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم ستعودى الى احضان اصحابك مهما طال الزمن وسيقصدك المسلمين والمسحيين واليهود ويخرج منك الصهاينة وتعودى كما كنت مقصد كل عابد وسكينة لكل زاهد .
الآن لا خيار آخر أمام الضمير العالمى الا نجدة الشعب الفلسطينى الاعزل والزام بنى صهيون بالوقف الفورى لإطلاق النار وادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة دون قيد او شرط مع ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الدولية بشأن دولة فلسطينية وعصمتها القدس الشرقية طبقا لحدود الرابع من يونيه عام ١٩٦٧ .
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .