كشف الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن تطورات الاشتباكات الإيرانية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها ألحقت ضررًا كبيرًا بالقضية الفلسطينية.
وتابع جبر ذلك خلال لقائه ببرنامج "مانشيت"، عبر قناة "CBC"، مع الإعلامي جابر القرموطي، أن نتنياهو استطاع أن يجمل صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي بعدما كان يصنف كمجرم حرب ظهر كحمل وديع يدافع عن بلده، خاصة وأن الصواريخ لم تطلق من إيران فقط وإنما من لبنان والعراق وهو ما جعل الأمر أن إسرائيل تدافع عن نفسها.
وأضاف أن الدعاية الصهيونية دائما تحاول وضع إسرائيل في ثوب الضحية، واستطاعت تضخيم الأمر وتصوير إسرائيل على أنها الحمل الوديع التي يتعرض للاعتداء، وبسبب هذه الأحداث لم تعد القضية الفلسطينية في صدارة الرأي العام وطغت عليها الأحداث حيث اتجهت الأنظار إلى المسيرات والصواريخ الإيرانية.
وعن إمكانية تطور الأمور إلى حرب شاملة، قال رئيس الأعلى للإعلام إن هذه الحرب غير مؤثرة وغير حاسمة وليس بها منتصر ومهزوم، مضيفًا أن إسرائيل تخطط حاليًا لتنفيذ عملية داخل غزة لتنهي المرحلة الأخيرة من العمليات وهي استعادة الأسرى والقضاء على حماس سواء بقتل قيادتها أو طردهم في وقت لم تعد هناك مظلة مؤيدة لحماس كما كانت في بداية الأمر.
وتابع جبر ، أنه مع بداية الصراع العربي الإسرائيلي كانت هناك عدد من دول المنطقة التي تمتلك القوى العسكرية مثل إيران والعراق ومع ذلك لم يتم إطلاق أي قنبلة أو صاروخ على إسرائيل وإنما انطلقت حروب الشماتة، مضيفًا أنه في عام 1979 كان إنتاج العراق من البترول حوالي 35 مليار دولار في العام الواحد وتم تكوين الجيش العراقي وتسليحه وبدلًا من أن يتجه غربًا اتجه شرقا وخاض حروب مع إيران والنتيجة بعد 8 سنوات من الحرب كانت وجود حوالي نصف مليون قتيل وتم إفناء قوة الجيش، وكذلك بعد 10 سنوات من ذلك التاريخ، واتجه الجيش العراقي إلى الكويت بدلًا من إسرائيل.
وأضاف أن صدام حسين أجرى عدد من التجارب الصاروخية وأكد أنه يمتلك صواريخ يمكن أن تتجه إلى قلب تل أبيب وكذلك إيران فعلت نفس الأمر وفي النهاية لم يطلق أي صاروخ على إسرائيل.
وفجر جبر مفاجأة قائلا إنه لا يمكن أن نسمي ما يحدث بين إسرائيل وإيران حربا، فهي استعراض للقوات والعضلات فقط بلا منتصر أو مهزوم لأن الأمر يتم بالتنسيق، فإسرائيل تبلغ الولايات المتحدة الأمريكية قبل الهجوم وإيران كذلك، فالحرب تكون مفاجأة، مضيفًا أن المستقبل سيكون في منتهى الخطورة إذا اشتعلت حرب المواقع النووية.
وأضاف كرم جبر أن أمريكا تتخذ موقف "اللا موقف"، والعالم لن يستطيع تحمل أي حرب جديدة، لأن الحرب الروسية الأوكرانية هددت الأمن الغذائي العالمي فلو حدثت حرب جديدة ستضع العالم في خطر، قائلا ، إنه للأسف فنتنياهو يجر المنطقة بأكملها لحالة حرب ، معقبا :" الحرب التي تقودها إسرائيل تجعلها نقف أمام سؤال مهم :"هل موارد إسرائيل المحدودة تسمح لها بهذه الحرب هنا علينا أن نقول من الممول ومن أين الحماية"، موضحًا أن عملية صد الصواريخ والمسيرات تكلفت حوالي مليار و250 مليون دولار، متسائلًا عن من يدفع تكاليف الحرب التي تقودها إسرائيل في المنطقة منذ أكتوبر الماضي، قائلًا أخشى أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإثارة القلاقل في المنطقة لتصعيد المخاطر كنوع من الحماية لدول الخليج لتحصل على الأموال التي تمكنها من تمويل فاتورة الحرب على غزة وأوكرانيا.
وتابع أن القادم صعب للقضية الفلسطينية التي تراجعت بسبب الأحداث، وكذلك بسبب قرار الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن لمنع فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة، وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قامت بذلك بسبب حماس بعدما طلبت من الرئيس الفلسطيني أن يطرد أعضاء حماس من الحكومة .
وأكد الكاتب الصحفي كرم جبر، أن تقدير الموقف المصري ارتكز على عدة أشياء وهي إنشاء لجنة عليا لمتابعة الموقف ورفع تقارير للرئيس حول مستجدات الأوضاع، إذ أعلنتها مصر من البداية أن وقف الحرب يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة.
وكشف عن ان إيران لن تلجأ إلى توسيع الحرب إلا إذا تم ضرب إحدى المنشآت النووية.
وعن ما يحدث في السودان، قال عنه جبر إنه يمزق قلوبنا جميعًا فالشعب السوداني يتعرض لمجاعة كارثية وهي الأكبر في التاريخ على الرغم من أن السودان هي سلة الغذاء في العالم، فهي تمتلك ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة ورؤوس الماشية والدواجن، مشيرا في حديثه خلال اللقاء إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع الوساطة بين الأطراف السودانية لأن الأمن المصري يبدأ من السودان، مضيفًا أن هناك الكثير من الدول التي تدخلت في الأمر ليس بحثًا عن حل للصراع وإنما من باب الوجاهة السياسية.
وكشف جبر عن موقف مصر مع اللاجئين وكيف دعمتهم بكل السبل ، مشيرا إلى أنها لم تفعل مثل الدول الأوروبية من معسكرات لهم ووضعهم تحت حراسة وإنما يعيشون داخل مثل من أبناء الوطن يحصلون على ما يحصل عليه أبناء الوطن من تعليم وصحة وغيرة، متسائلًا: "ألا يستحق الأمر نظرة من المجتمع الدولي وأن يضع يده في يد مصر لمشاركتها في الأمر وخصوصًا وأن هناك بعض الدول التي حصلت على مئات المليارات مقابل استقبال اللاجئين".
وعن ارتفاع الأسعار، أكد جبر أنه يجب مصارحة المواطن حول الأسعار وأن هناك نزول فيها ولكنه سيأخذ بعض الوقت حتى يشعر المواطن به"، مضيفًا أن الحكومة مشكورة قامت ببذل جهود عظيمة لمحاربة الغلاء بالإفراج عن بضائع وسلع بقيمة 8 مليار دولار وسوف يكون لذلك تأثير على الأسعار ولكن بعد بعض الوقت.
واختتم قائلا :" على المواطن أن يساعد الحكومة بتقديم المعلومات والإبلاغ عن كل من يقدم سلع بأسعار مرتفعة، للأسف التاجر لم يعد يستطيع أن يمنع نفسه عن المكسب المرتفع الذي كان يحصل عليه ويسعى لكسب مبالغ أكثر على حساب المواطن".