فن الخيامية| رحلة تاريخية من كسوة الكعبة إلى خطر الاندثار .. صور

الخميس 04 ابريل 2024 | 11:51 صباحاً
كتب : آية محمود تصوير: معاذ النجار

بين ثنايا شارع المعز العريق، وتحديدا أمام باب زويلة التاريخي، تنسج خيوط حكاية "صنايعية الخيامية" على مر العصور، حكاية إبداع تُخلد عبق التاريخ في كل خيط وقطعة قماش.

من كسوة الكعبة المشرفة، التي كانت تصنع بأيدي صناع الخيامية المصريين المهرة، إلى خيام البدو الرحل البسيطة، وصولًا إلى خيام السلاطين والقصور الفخمة، تشكل رمزًا للإبداع المصري الأصيل.

ولكن، اليوم، تواجه صناعة الخيامية تحديات كبيرة، من قلة التقدير لهذه المهنة، وارتفاع أسعار المواد الخام، إلى قلة الأيدي الماهرة.

أجرت "بلدنا اليوم" حوارات مع بعض صناع الخيامية، للتعرف على قصصهم وصراعاتهم للحفاظ على هذه المهنة العريقة، وإلقاء الضوء على أهمية هذه المهنة والتحديات التي تواجهها...

الخيامية 

عبدالرحمن سليمان: صناعة الخيامية على وشك الانقراض

أكد عبد الرحمن سليمان، صانع الخيامية، على أهمية الحفاظ على صناعة الخيام، التي يعتبرها إرثًا عائليًا عريقًا.

صرح صانع خيام، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" بأن صناعة الخيام تواجه صعوبات في الوقت الحالي، حيث لا تحظى بتقدير كبير مثل الماضي.

الخيامية

 

وكشف عبد الرحمن سليمان، عن شعوره بالقلق على مستقبل صناعة الخيام، في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة الأيدي الماهرة.

أعرب عن فخره بمهنة صناعة الخيام، التي ورثها عن أجداده الذين كانوا يعملون في صناعة كسوة الكعبة المشرفة.

شدد على ضرورة دعم صناعة الخيام من قبل الدولة والمجتمع، للحفاظ على هذا الإرث العريق.

أوضح أن صناعة الخيام تتطلب مهارات وخبرات خاصة، وأن هذه المهنة على وشك الانقراض.

الخيامية 

جمال الليثي: "الخيامية" إرث الأجداد

ومن جانبه، روى جمال الليثي، أحد خيامي مصر، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أنه ورث مهنة الخيامية عن والده وعمه، مما يمثل إرثًا عائليًا ممتدًا لأجيال.

ومع ذلك، يواجه صعوبات جمة في الحفاظ على هذه المهنة نظرًا لتراجع الطلب على الخيام بشكلٍ ملحوظ

رحلة عبر الزمن

يقول جمال الليثي،: "بدأت العمل في هذه المهنة عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، ورثتها عن أجدادنا، فالخيامية مهنة عائلية لدينا".

الخيامية

 

التحديات

يواجه الليثي تحديات عديدة في الحفاظ على مهنة الخيامية، يقول: "للأسف، بدأت المهنة تواجه بعض التحديات في الآونة الأخيرة، حيث انخفض الطلب على الخيام بشكلٍ ملحوظ".

الحب والتمسك بالمهنة

يؤكد الليثي على شغفه بمهنة الخيامية قائلاً: "مع ذلك، لا يزال لدي شغف كبير لمهنة الخيامية ولن أتخلى عنها أبدًا، لقد ورثنا حب هذه المهنة عن أجدادنا، ونحاول بكل جهودنا الحفاظ عليها

الحفاظ على الإرث

يؤكد الليثي على أهمية الحفاظ على مهنة الخيامية قائلاً: "نحاول بكل جهودنا الحفاظ على هذه المهنة العريقة ونقلها إلى الأجيال القادمة، نحن نشعر بالفخر لأننا جزء من هذا الإرث العريق، ونعمل بجد للحفاظ عليه وتعزيزه".

تطور المهنة

على الرغم من التحديات التي تواجه مهنة الخيامية، إلا أنها لا تزال قائمة وتتطور، يقول الليثي: "نحن نسعى جاهدين لتطوير تصاميم الخيام واستخدام مواد أكثر تطورًا وجودة عالية، نحن نسعى أيضًا لاستهداف أسواق جديدة وتوسيع نطاق عملنا"

الإبداع والتجديد

للتغلب على التحديات والتأقلم مع التغيرات، يلجأ الخياميون إلى الإبداع والتجديد، يتحدث الليثي عن ذلك قائلاً: "نحاول أن نكون مبدعين في تصميماتنا وأفكارنا، نحن نبحث عن طرق جديدة لاستخدام الخيام وتطويرها لتناسب احتياجات العملاء الحديثة".

الخيامية

 

أحمد ربيع: نعاني من قلة التقدير بعض المصريين لقيمة العمل اليدوي

أما أحمد ربيع، حرفي خيامية، روى قصة شغفه في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم" بهذا الفن العريق الذي ورثه عن عمه، بدأت رحلته في سن العاشرة، حيث تعلم أساسيات المهنة من خلال مراقبة عمه أثناء العمل.

إتقان المهنة

مع مرور الوقت، طور ربيع مهاراته وأتقن مختلف أنواع الخيامية، من المربعات المسلسلات إلى زهرة اللوتس، ومن الحاجات الصغيرة مثل الأكياس والمخدات إلى ترك الصوان الذي كان يُستخدم في العزاء والأفراح.

الخيامية

مهارات يدوية

يؤكد ربيع على أهمية المهارات اليدوية في فن الخيامية، حيث أن كل قطعة تُصنع بدقة وعناية فائقة، بعض الزخارف تُرسم من وحي الخيال، بينما يتم اقتباس البعض الآخر من رسومات موجودة في الكتب القديمة والجوامع الأثرية.

تقدير الفن

يعرب ربيع عن سعادته بتقدير بعض المواطنين للشغل اليدوي، خاصةً من قبل الأجانب الذين يدركون قيمة هذا الفن العريق. تتنوع طلبات الزبائن بين المناظر الطبيعية والشغل الإسلامي والزخارف المختلفة

تحديات المهنة

يشير ربيع إلى التحديات التي تواجه فن الخيامية، منها قلة عدد الحرفيين الشباب الذين يرغبون في تعلم هذه المهنة، مما يُهدد مستقبلها، يعاني الحرفيون أيضًا من ارتفاع أسعار المواد الخام، مما يؤثر على تكلفة الإنتاج وأرباحهم

مشاكل أخرى

يعاني ربيع أيضًا من قلة التقدير بعض المصريين لقيمة العمل اليدوي، مما يؤدي إلى قلة الطلب على منتجات الخيامية، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الحرفيون من مشاكل مع الوسطاء الذين يبيعون منتجاتهم بأسعار مرتفعة دون أن يحصلوا على عائد عادل.

نبه إلى أهمية تعليم الأجيال القادمة صناعة الخيام، للحفاظ على هذا التراث الوطني، مؤكدًا على أنه سيواصل العمل في هذه المهنة على الرغم من التحديات التي تواجهها.

أشار إلى أن صناعة الخيام تمثل جزءًا من الثقافة والتاريخ المصري، وأن الحفاظ عليها واجب على الجميع. 

الخيامية

 الخيامية

 

الخيامية