«الضغوط الحياتية ومعدلات الجريمة».. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الخميس 04 ابريل 2024 | 10:21 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي
كتب : بلدنا اليوم

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للمصريين قائلا:  هل الأمثلة المعروفة أو المقولات السائدة بين البشر " من لا يملك لسانه يندم " والمقولة الثانية " الخطأ لحظة والندم حياة " والمقولة الثالثة " لا يندم على فعل الجميل أحد ولو أسرف وإنما الندم على فعل الخطأ وإن قل " وهناك أمثلة ومقولات أخرى فى ذات السياق والمضمون لأبد ان تكون أحد مبادئ الحياة التى لأبد ان نتعود عليها ونتدرب على فعلها بل ونتجاوز مرحلة التعود والتدريب ونصل الى مرحلة الأتقان لتصبح منهج وفلسفة حياة ، نعم لأبد ان تكون هذة الأمثلة والمقولات هى فلسفة الحياة بدلآ من ان تكون العواقب وخيمة والندم طوال العمر ونهايته فى غيابات السجون أو إلى حبل المشنقة.

 الندم شعور قاسى لأنه يقوم على جلد الذات عن قرار تم اتخاذه فى لحظة انفعال أو غضب أو ثورة غير مبررة ، لذلك فعلينا أن نتحمل الضغوط الحياتية فى كل شئ ومن أشخاص مقربين منا او أشخاص آخرين سواء فى دائرة العمل أو الشارع أو الجيران أو كافة الأماكن التى نتردد عليها أو أية أوضاع اجتماعية أو حياتية نتعامل فيها يوميآ أو نحتك بالآخرين من خلالها ولا نجعلها وسائل ضغط تؤدى إلى الانفجار وإلى ما لا تحمد عقباه .

 أسباب ارتكاب الجريمة متعددة فقد تكون بسبب تفكك العلاقات العائلية - ضعف العامل المادى - ضعف المستوى العلمى - الصحبة السيئة - السلوك الاجرامى - الألعاب الإلكترونية - البطالة - المخدرات .

 هناك عدة أصناف للمجرمين منهم القاتل بالصدفة هو من أكثر الأشخاص شعورآ بالندم ، فالقاتل بالصدفه هو الشخص الذى يتعرض لضغوط معينة يتحول بموجبها إلى قاتل ، ويكون هولاء الأشخاص من أشد الناس ندمآ على فعلته لأن هذا ما جنته يداه ، وهناك القاتل بالوراثة أو بالتسلسل ، وهناك القاتل بسبب الجنون " المرضى النفسيين " وهناك القاتل بسبب الحب ، وهناك القاتل بسبب الغيرة والخيانة ، وهناك القاتل بسبب التفكك الآسرى ، وهناك القاتل بسبب السلوك الاندفاعى ، وهناك القاتل بسبب إدمان الكحوليات والمخدرات ، وهناك القاتل بسبب عدم القدرة على التواصل الاجتماعى .

 النساء دوافعها للقتل تختلف عن الرجال فدوافع النساء ما بين الحب والغيرة والخيانة أو القهر أو العنف وخاصة الجنسى .

 القاتل السفاح او القاتل المتسلسل هو قاتل أصبح لديه نوع من التعود لعدة اعتبارات نفسية أو جنسية أو عنصرية فهناك منهم من يشعر بالسعادة أو تحقيق الذات ومنهم من تعرض للعنف فى الصغر فقرر تكرار الجرائم ، وهؤلاء المجرمين ليس لديهم فهم لمعانى بنى البشر من المعاناه والندم والتعاطف وهم متهورون وعنيفون وغير مخلصون ، وقد يكون من الأسباب التى دفعته لذلك أصل بيولوجى ، فمعظم السفاحين من الرجال وليس النساء .

 يعد السن السائد فى ارتكاب الجريمة ما بين سن ٢٠ عام و ٤٠ عام نظرآ للقوة البدانية التى يتمتعون بها أما بعد ذلك فيتمعتوا بالرزانة والهدوء .

بالنسب لجرائم الأطفال تعد السوشيل ميديا من أكثر العوامل التى تساعد الأطفال على العدوانية وتغير سلوكهم النفسى الى الجانب العنيف .

 جرائم الناس العزاز والتى تعود إلى الثقة التامة التى يضعها طرف فى الطرف الآخر ويثبت العكس مثل جرائم قتل الأزواج .

 وسائل علاج السلوك الاجرامى تتمثل فى تنظيم الذات فى اليقظة والنوم والطعام - تنظيم الأدوار فى الحياة فلا يطغى دور على دور - تنظيم التخطيط فلن تصل الى نسبة ١٠٠ % فى كل دور - تنظيم التفويض فى المهام فلن تستطيع

 فعل كل شئ بنفس النسبة - ممارسة الرياضة - ممارسة الهوايات .

 اعترافات المجرمين توضح لنا معيار ثابت فى الحياة فمعظم المجرمين بعد صدور الحكم أو تنفيذ العقوبة تكون له لحظة ينخرط فيها فى البكاء نادمآ على جريمته متمنيآ أن يسامحه أقرب الناس إليه ، ويدعو للمجنى عليه بالرحمة ، ومفارفات غريبة يعترف بها هولاء المجرمين منها أنه قد يكون أداء المجنى عليه هو السبب .

 ومن خلال المعايشة الميدانية للمجرمين تبين أن للمجنى عليهم دور فى وقوع الجريمة وفقآ لعلاقته أو قرابته بالجانى وأن تصرفات المجنى عليه من ضمن أسباب وقوعه ضحية للمجرم .

ومن صفات شخصية المجرم " الانفعالية - معادة المجتمع - ضعف الدعم الأسرى - التوافق مع المجرمين - التفكير الاجرامى - العوامل البيولوجية - الطفولة المعاكسة - البيئة الاجتماعية السلبية - تعاطى المخدرات - تصرفاته تدل على سلوك اجرامى .

المحبة والتسامح وحب الأخرين والتغاضى والتغافل كلها قواعد انسانية لبنى البشر لو سادت بينهم ، ستعيش البشرية فى عالم مختلف عن الذى يسود بين بنى أدم ...

 التصارع بين الافراد والمؤسسات و الدول بلغ منتهاه وها نحن نشاهد العالم الان فى حالة انقسام وفرقة وضغائن وحروب وجرائم حرب وابادة واقصاء دول وتغيير هويتها وتغيير معتقادتها بسبب ما ساد بين البشر .

 الاديان السماويه جميعها حضت على التسامح والمحبة ولكننا نجد بنى البشر لا يلتزموا بتعاليم الاديان بل وتناسوها وغفلوا عنها متعمدين ولجأوا الى شعار العصور الاولى عندما كان البقاء للاقوى ولغة القتال هى التى تسود ولم يدركوا ان الله خلق البشرية لأهداف اخرى اولها ان الدنيا دار اختبار وعلينا ان نجتاز

 هذا الاختبار بنجاح للفوز برضاء الخالق ودخول جنته الفردوس الاعلى .

 من يعيدنا الى الفضيلة ، من يعيدنا الى الأخلاق ، من يعيدنا الى الدين ، من يعيد لنا المحبة ، من يعيد لنا راحة البال ، من يعيد لنا حب الآخرين مهما كان سبب الاختلاف ، من يعيدنا الى الترابط الأسرى ، من يعيد لنا صفاء النفس والروح ، من يعيد لنا القناعة ، من يعيد لنا الشهامة ، من يعيدنا الى الوفاء ، من يعيدنا لمساندة الغير بحب ورضاء ، من يعيد لنا التسامح ، من يعيد لنا جبر الخواطر ، من يعيد لنا الشارع المصرى كما كان ، من يعيد لنا دور  الأب ، من يعيد لنا دور الأم ، من يعيد لنا قيم ومعانى كثيرة نكاد نجزم انها أنتهت من قاموس الحياة.

 الرحمن الرحيم منح للانسان فرص كثيرة ومتعددة للإقلاع عن الذنوب والأثام والعودة مرة أخرى الى رحاب المولى عز وجل فالنفس البشرية لا تألف الذنوب وانما تصدر منها وتتعذب بها بالندم والألم حتى تتوب الى الله وهنا سيشعر الانسان بقيمة ترك المعاصى والعودة لرحاب الله بحالة وجدانية ونفسية عظيمة وراحة ما بعدها راحة ، فالتقرب من الله بالعمل الصالح وترك العاصى ، لذة لن يشعر بها الا من اعتاد عليها ولذلك لن يتركها قط .

 الحب هو أسمى معانى الحياة وهو المصدر الأساسى للأمن النفسى ومصدر السعادة والسبيل الى التوازن النفسى ليصل الانسان الى حالة من التناغم والانسجام الروحية والنفسية والجسدية عن طريق التواصل العاطفى مع الآخر ، فهرمون الحب ( الأوكسيتوسين ) يقلل من التوتر ويخفض ضغط الدم ويقلل القلق ويعزز احترام الذات ويساعد على تجنب الاكتئاب ، ونحن نحتاج للحب فى حياتنا لانه كل شئ ولابد ان نتعلم كيف نحب ولماذا نحب، وان نستبدل طاقاتنا السلبية بطاقة الحب والعطاء لانه بالحب يسهل كل شئ ، فالحب هو الحلقة المفقودة فى حياتنا ولكن اذا عثرنا عليها خلت مشاكلنا النفسية والعاطفية ومن اقوى انواع الحب هو حب الأم والأب للأبناء فهو حب لا يعادله حب او حب لا يستطيع ان يوصفه انسان فهذا الحب هو حب العطاء بلا مقابل ، وكذلك حب الابناء للاباء والأمهات فهو حب غريزى وهبه الخالق فى قلوب كل منهم تجاه الآخر .

 تعد العلاقة بين الابناء وآبائهم من أهم العلاقات البشرية وأكثرها تأثيرا على شخصية الطفل ، خصوصا فى مرحلة الطفولة ، حيث تتغير هذة العلاقة فى مرحلة المراهقه ، اذ يسعى المراهقون غالبا الى الاستقلال عن العائلة واتخاذ القرارات الخاصة دون اللجوء لأحد ، مما يزيد من المخاطر التى يمكن التعرض لها ، وهنا يأتى دور الآباء فى مساعدة أبنائهم فى التغلب على التحديات التى يواجهونها ومساعدتهم كذلك على فهم مدى تأثير اختياراتهم على صحتهم وأمنهم ، والمحافظة على هذة العلاقة الجيدة بين الأب والأبن تعود بالنفع على كليهما فهى تخفف من ضغوط الآب العاطفية والجسدية ، وتزيد من احترام الابن لذاته ، وتشعره بالسعادة والرضا عن حياته كما تقلل من نسبة السلوكيات

  الخاطئة المحتملة للأبناء وتحافظ على أخلاقهم ، وغالبا ما تعود حالة الارتباط الطبيعية بعد انتهاء فترة المراهقة وشعور الابناء بأن الاباء والامهات هم كنوز تسير على الارض ومن واجبهم الاغتنام بحبهما قبل فوات الأوان ، هذة المشاهد الانسانية تبعث الأمل فى ارواح العباد وتذكرهم ان الخير موجود منذ ان خلق الله البشر وحتى يأذن الله ويرث الارض ومن عليها .

 الاديان السماويه جميعها حضت على التسامح والمحبة ولكننا نجد بنى البشر لا يلتزموا بتعاليم الاديان بل وتناسوها وغفلوا عنها متعمدين ولجأوا الى شعار العصور الاولى عندما كان البقاء للاقوى ولغة القتال هى التى تسود ولم يدركوا ان الله خلق البشرية لأهداف اخرى اولها ان الدنيا دار اختبار وعلينا ان نجتاز هذا الاختبار بنجاح للفوز برضاء الخالق ودخول جنته الفردوس الاعلى .

  نداء لفضيلة الأمام الأكبر الشيخ / أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة / البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى والمؤسسات الاجتماعية والرياضية ومراكز الشباب ، وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة وكل محبى هذا الوطن ... لابد من التطرق الى مخاطر فقدنا للقيم النبيلة فى الحياة وتأثيرها على الانسان فقد اصبحت فاعل اصلى فى كافة انواع الجرائم واعيدوا لنا بجهودكم كيان الشعب المصرى الاصيل .

  حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشاعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .