خاص| كيف انهارت صورة إسرائيل بسبب حرب غزة؟.. خبراء يوضحون

الاربعاء 03 ابريل 2024 | 07:42 مساءً
جيش الاحتلال
جيش الاحتلال
كتب : محمد عبدالحليم:

بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، تبنى مجلس الأمن الدولي، قراره الأول الذي يطالب فيه بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، بعدما عطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء إلى حق النقض (الفيتو).

امتناع الولايات المتحدة عن التصويت قدم علامة واضحة على سحب الدعم الأمريكي الذي كان في الماضي بلا حدود، حيث وجدت الولايات المتحدة نفسها في وضع إحراج نتيجة مساندة إسرائيل في الفترة الماضية.

هذا الوضع جاء تزامنًا مع حدث فريد، وهو إعلان فصائل عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق، استهداف مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية بالطائرات المسيرة.

وقالت الفصائل في بيان إن "مجاهدي المقاومة الاسلامية في العراق استهدفوا فجر بواسطة الطيران المسير، مبنى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بأراضينا المحتلة ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل".

فكيف تجرأت الفصائل المسلحة في الدول العربية على إسرائيل وهل تأثرت صورتها جراء الحرب في غزة.

هجمات من أذرع إيرانية

يقول الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي، إن أغلب الهجومات التي قامت على الأراضي المحتلة من داخلها أو خارجها حتى الآن هي لمنظمات تابعة لإيران تنظيمًا أو تمويلاً على الأقل بداية من حماس إلى حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمني، والآن جماعة المقاومة الاسلامية في العراق المرتبطة بايران، وهو ما يعني أنها حرب بين إسرائيل وإيران في الفناء الخلفي لكليهما.

وأضاف الهلالي، في تصريح لبلدنا اليوم، إن ما يحدث سلسلة متصلة من التطورات بين المعسكرين، حيث وجدت ايران فرصة لتوجيه ضربات لإسرائيل عبر أذرعها في المنطقة مستغلة جريمة إسرائيل في غزة.

وقال الهلالي إنه لا يمكن النظر إلى هذه الهجمات والضربات إلا بالنظر إلى ما يجمع القوات المهاجمة، وإغلبها تنتمي تنظيميا أو عقائديا أو حتى تمويليا لإيران.

وأشار المحلل السياسي إنه بالنسبة لصورة إسرائيل بعد حرب غزة فهي في حقيقة الأمر قد تغيرت بالفعل، حيث تبدلت بعض الثوابت التي كانت تحكم حروب إسرائيل، فقد انتهى على ما يبدو الزعم بأن إسرائيل لا تستطيع إطالة أي أمد للحرب بسبب عامل التعبىة الشعبية، والتي كنا نراهن عليها في الحرب مع اسرائيل، فالمعارك والتعبئة في إسرائيل ممتدة حتى الآن لخمس شهور كاملة ولم تتوقف الحرب.

وقال الهلالي، إن من بين الثوابت: كان عدم قدرة إسرائيل على الحرب على أكثر من جبهة، لكنها الآن تضغط على الجبهة اللبنانية لإشعالها وكأنها لا تخشى قيام حرب على الجبهة الشمالية لها وكذلك تصعيدها وضربها للعمق السوري.

وختم الهلالي: "حرب غزة فعلا غيرت عدة مفاهيم، ولكنها لن تدفع منظمات أخرى لا تنتمي لإيران في توجيه ضربات لإسرائيل كما هو واضح".

إسقاط الثوابت الحمراء

وقال الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن حرب إسرائيل على غزة 2023- 2024، ستلقي بظلالها على مستقبل المنطقة وربما العالم، وستكون لها نتائج كبيرة، حتى في الداخل الإسرائيلي نفسه، إذ ستشهد نهايتها إقصاء الأحزاب اليمينية المتطرفة عن الحكم لفترة، ولن تمر مرور الكرام كحروب إسرائيل السابقة على غزة، بعد أن كشفت تطرف العدوان الإسرائيلي، وحرصه على إراقة الدماء.

وأوضح بركات في تصريح لبلدنا اليوم أن هذه الحرب أسقطت الخطوط الحمراء لدى فصائل المقاومة في فلسطين والدول المجاورة، حيث لم تعد تخشى رد فعل إسرائيل بعد أن رأت "أقذر" ما لديها، وهو ما يتضح في قصف الداخل الإسرائيلي، وإغلاق مضيق باب المندب، بخلاف توظيف أسلحة جديدة كالمسيرات، ولم يستبعد اتجاه المقاومة لامتلاك أسلحة دفاع جوي في القريب العاجل.

وأضاف مدرس الإعلام أن السلوك الإسرائيلي قلّص بدرجة ما التعاطف العالمي مع "المظلومية الصهيونية"، وإن كان ذلك بحاجة إلى قياس رأي عالمي دقيق، ولكن ثمة مؤشرات تتضح في اتجاه بعض الدول الأوروبية لإعلان تعاطفها مع الفلسطينيين، بعد أن كان ذلك "تابوه" خشية الاتهام بـ"معاداة السامية".

وأشار إلى أن الحرب كشفت ازدواجية معايير الغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية الإعلام، ولذلك فهناك فرصة سانحة باستخدام كافة أدوات الضغط العسكري والاقتصادي العربي والإسلامي، وربما الشعوب اللاتينية والأفريقية، لتحقيق نصر استراتيجي بإقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا، وإلا فإن كل هذه التضحيات ستذهب هباء.

فشل البروباجندا الإسرائيلية

وقالت الدكتورة سارة فوزي الخبيرة الإعلامية والأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن ما يحدث من استهدافات من اليمن وسوريا والعراق سببه الفشل الإسرائيلي في الحرب.

وأوضحت فوزي في تصريح لبلدنا اليوم أن إسرائيل لم تعد قادرة على الدخول لرفح، فجرأت كل من هب ودب لمهاجمتها، مشيرة إلى أن الوضع أصبح مشجعًا للكثير من الفصائل في الدول لعربية لاستهداف العمق الإسرائيلي.

وأشارت فوزي إلى أن هذه الفصائل أصبحت تعرف ثغرات القبة الحديدة، وأصبحت تخطط لاستهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج.

وتوقعت فوزي ازدياد المقاومة والاستهدافات لإسرائيل إذا قامت باجتياح رفح أو ضمت أراضي فلسطينية، وخصوصًا من الأردن ومن حزب الله اللبناني.

وعن صورة إسرائيل، تقول فوزي إن حرب غزة أثبتت فشل إسرائيل في تلميع نفسها، حيث أكدت الحرب للجميع أن إسرائيل هي العدو الأبدي للعرب، وأن كل البروبجاندا الإسرائيلية لتصحيح الصورة فاشلة. 

اقرأ أيضا