اكد الخبير الاقتصادي عبدالرحمن دياب المدير التنفيذى لشركة أجياد للاستشارات المالية، أن قرار تحرير سعر الصرف جاء فى توقيت غاية فى الأهمية بعد التدفقات الدولارية التى تم تحصيلها نتيجة توقيع صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة ,مشيرا الى أن الاستثمار الخارجى هو أحد أهم أطواق النجاة التى يحتاجها الإقتصاد الوطنى فى هذا التوقيت.
وأوضح , على هامش حواره مع "بلدنا اليوم" أن نجاح قرار تحرير سعر الصرف, والقضاء نهائيا على السوق السوداء للدولار يتطلب توفير العملة الصعبة في البنوك للمستوردين حتى لا يلجأ المستورد لشراء الدولار من السوق السوداء.
كيف رأيت توقيت اتخاذ قرار تحير سعر الصرف ؟
القرار جاء فى توقيت مناسب مع وجود حجم استثمار كبير داخل للبلد ومزامنا للمراجعات المتأخرة مع صندوق النقد والبنك الدولى وهذه المراجعات سارت بشكل جيد وجاء فى توقيت كنا فى حاجة كبيرة لاستقرار سعر الصرف قبل دخول رمضان, مع إحساس المواطن بالغرق فى سلسة مستمرة من زيادة فى الاسعار وأن قرار تحرير الصرف أنقذه لأن عدم معرفة سعر ثابت للدولار كان يؤرق الجميع وأيضا احساس المواطن انه بين أيادى مجهولة ترفع اسعار الدولار حسب أهواءها وتغيره فى اليوم الواحد أكثر من مرة دون أعلان أسباب لهذه الزيادة وارتفاع جميع اسعار السلع بشكل غير مقبول ولا يستطيع أحد أن يؤكد أن سعر الصرف متاح أم غير متاح وهل تم توفيرة للمستوردين أم لا , بالفعل التوقيت أكثر من رائع .
ما الفرق بين هذا التعويم والتعويمات السابقة ؟
بالفعل كان يوجد عندنا تعويمات سابقة , لكن جميعها كانت لاغراض شكلية ولم يكن الهدف منها الوصول لاستقرار سعر الصرف ,وكان الهدف منها تنفيذ أحد شروط صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى , لغرض التمويل ولم يكن الهدف منه نهائيا عمل استقرار بالأسواق , وهذا لان هناك نوعان من التعويم "مدار , حر " .
التعويم المدار هو عملية التحكم فى سعر الدولار وتحديد سعر للدولار وليكن 35 جنيه , أما التعويم الحر يكون وفقا لآلية العرض والطلب وقدرة البنوك على توفير سيولة لجذب أكبر عدد من الدولارات المتواجده فى أيدى المواطنين وهذا ما تم بالفعل وشهدناها على ارض الواقع بعد اصدار القرار .
لماذا تجاوز سعر الدولار الـ 50 جنيه بالبنوك يوم التعويم ؟
هذا السؤال طرحه الجميع كيف أصبح الدولار ب50 جنيه بعد قرار التعويم مع أن سعره كان فى اليوم قبله بـ 39 جنيه بالسوق السوداء ,لكن الفكرة الرئيسية هل نحن نبحث عن علاج أو حل لأزمة فى أضيق الحدود دون معالجة, لكن اذا أرنا حل الازمة فعليا يجب القضاء على السوق السوده , كان بـ 39 جنيه بالسوق السوداء بعد التعويم حدث قفذات بالسوق السوداء الى 41 ,42 ,46 , وبلغة السوق يجب السير وراءه ويكون أعلى سعر وصل له السوق السوداء يكون السعر فى البنوك اعلى منه بقليل حتى تقضى نهائيا على السوق السوداء للدولار , حتى استقر سعر الصرف فى حدود الـ50 جنيه وخلال الايام المقبلة سيتراجع أكثر وسيحقق القرار نتائج مثمرة أهمها القضاء على السوق السوداء .
توحش السوق السوداء خلال العام الماضى هل قضى عليها التعويم ؟
دعنا نؤكد أن هناك شرطان للتخلص نهائيا من السوق السوداء أولا ان يكون التعويم غير مدار وهذا ما حدث فى هذا التعويم بمعنى عدم وجود أى نوع من التحكم يتم من خلال البنك المركزى فى تحديد السعر بمعنى أن الادارة تقول انها تحدد سعر الدولار عند 35 جنيه أو 40 جنيه , مثلا فوق ذلك لا يوجد زيادة ويثبت السعر على هذا الحد أما الغير مدار عكس ذلك مثلا فى السوق السوداء بـ 50 جنيه نحدد سعره فى البنك بـ53 جنيه للقضاء تماما على السوق السوداء , والمواطن يقبل على إيداع الدولارات الخاصة به فى البنوك .
والشرط الاخر فى نجاح التعويم هو عندما يحتاج المستورد للدولار يجده متوفر فى البنوك بهذه الطريقة لن يلجأ المستورد لشراء الدولار من السوق السوداء وبهذان الشرطان يحقق قرر التعويم نجاحا كبيراً .
هل تتوقع استقرار الدولار خلال الفترة المقبلة ؟
التعويم كما أشرنا غير مدار هذه المره ويخضع لآليات السوق العرض والطلب لذلك تراجعه أكثر خلال الفترة المقبلة , الأزمة لم تحل بشكل جزرى والحديث الآن عن فترة محددة خلال اول ثلاثة شهور فى السنة شهدت تدفقات كبيرة جدا ومتوقع تراجع الفيدرالى الامريكى خلال الستة شهور المقبلة نحو 2% , ويتبعه تراجع عندنا فى الفائدة وفى كلتا الحالتين سيكون لدينا ثمار جيدة .
متى يشعر المواطن بتراجع الأسعار ؟
بحسبة التاجر البسيط , تستقر الاسعار عندما يشعر التاجر بالإطمئنان على مخزون منتجاته وفى حالة بيع المنتجات التى لديه يستطيع شراء بضائع أخرى لبيعها مجددا للمواطنين ,لكن طول ما التاجر متخوف من بيع منتجاته خوفا من عدم مقدرته على شراء منتجات أخرى سيكون هناك حالة من عدم الاستقرار فى السوق والاسعار , والمنافسة بين التجار هى التى تخلق فرصة لاستقرار الاسعار وتدنى هامش الربح .
هل الحكومة قادرة على توفير الدولار المطلوب للمستثمرين؟
بالتأكيد وقريبا جدا لان الدول تدار بطريقة غير التى يفكر بها الافراد , لو انا عاوز اوفر عملة صعبة للسفر مثلا يكون التدبير على قدر احتياجاتى فيما يخص عملية الانفاق فقط , أما الدول لها منظور أخر حيث تدبر الدول فى الانفاق المهم وفقا لأولويات الدولة .
وسهل جدا اتاحة الدولار لجميع عمليات الاستيرا مثل اداوات المكياج ومستلزمات غير ضرورية مثل الماركات والبرندات العالمية للاكسسوار ,لكن الدولة لديها أولويات لتوفير العملة الصعبة للسلع الغذائية والسلع الاستراتيجية والادوية وألبان الاطفال يليها قطع غيار الماكينات ومستلزمات التشغيل حتى تستمر عملية الانتاج والتصنيع كل هذه الامور تأتى على رأس أولويات الدولة.
وبالفعل الدولار موجود وبوفره لكن يتم توجيه للأكثر اهمية بدليل اذا أرد شراء أى منتج تجده موجود بالسوق المصرى لا يوجد منتج واحد غير موجود لكن يتم استخدام العملة الصعبة فى الاساسيات فقط .
كيف ترى صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة ؟
دعنا نتفق أن عملية الاستثمار تختلف كليا وجزئيا عن عمليات الاستحواذ , ما حدث فى رأس الحكمة هى عملية استثمار بمفهومها الدقيق ,واذا تحدثنا بمفهوم الاقتصاد وننحى وجهات النظر جانبا , ونجاوب على الاسئلة التالية
هل ماحدث هو استقطاب رؤس أموال خارجية ؟ نعم استقطبنا رؤس اموال خارجية
هل مشروع رأس الحكمة كيان قائم مملوك للدولة وتم التنازل عنه بجميع أصوله أم أنهم حصلو على قطعة أرض فضاء وسيقومون بانشائها وتأسيسها وسيقوموا بعمل منطقة حرة وجذب استثمارات وسياحة وبرندات عالمية ؟ نعم سيتم ذلك إذا نحن أمام عملية استثمار كاملة
الحكومة اعطت الارض فقط للمستثمر ينتفع بها ويطورها والدولة شريك مع العلم ان أكبر ثلاث قرى موجودين فى الساحل الشمالى يمتلكها أجانب وخليجيين .
متى نقول أننا عبرنا الأزمة ؟
عندما يكون لدينا موارد ثابتة وواضحة وتدفقات دولارية غير مشروطة بشىء ,عبور الازمة مرتبط بجزئين جزء يقع على عاتق الحكومة وجزء على عاتق الشعب الجزء الخاص بالحكومة هو توفير أماكن لاقامة مشاريع صغيرة , من زار الصين يدرك تماما أن 75% من صادرات الصين من ورش صغيرة وليس مصانع عملاقة من حيث العدد وليس القيمة وصناعة السيارات بأت تجميعها فى الصين من خلال الورش الصغيرة , فالمشاريع الصغيرة هى قاطرة التنمية .لذلك يجب على الدولة توفير أماكن تجمع مجموعة من الورش وشرط ان تكون قريبة ويتوافر لها جميع البينية التحتية وتهيئة المناخ للاستثمار ,ولابد ن يكون للشعب طوح لان الشعب الذى بغير طموح ليس له مستقبل ,لابد من تحديد الاهداف والمتطلبات