لا يقتصر دور الخبز على كونه طعاما يوميًا على موائدنا، بل يتعداه ليكون رمزًا ثقافيًا يميز كل شعب عن الآخر، فبينما تتشابه المكونات الأساسية للخبز من ماء ودقيق في معظم أنحاء العالم، إلا أننا نجد تنوعًا هائلًا في طرق تحضيره وتقديمه من دولة لأخرى، بل في الوطن الواحد من منطقة إلى أخرى.
ولأن سيناء تتميز بمزيج فريد من الثقافات والتقاليد التي تجعلها مختلفة عن باقي المحافظات المصرية، لموقعها الجغرافي من ناحية، ولوقعائها التاريخية من أخرى، لذا نجد الخبز في سيناء مختلف عن باقي المحافظات، تظل الأنواع المتعددة من الخبز تمثل جزءًا لا يتجزأ من تراث أهل سيناء.
نادية محمد عبد الله من رمانة بمحافظة شمال سيناء، قالت إن هناك أنواع عديدة من الخبز في سيناء تختلف باختلاف الفرن الذي يعد عليه، موضحة أن أبرز هذه الأفران هي الصاج والميفا.
وباختلاف الفرن يختلف نوع الخبز، وكذا باختلاف المناسبة الاجتماعية، أو حالة الطقس تختلف أنواع الخبز في شمال سيناء
وأضافت من بين هذه الأنواع المميزة: الفراشيح، واللبة، والرقاق، وعيش الصاج، وعيش الميفا (الذي يشبه التنور العراقي)، وعيش اللحوح ، وخبز الملولي المشهور بين قبائل شمال سيناء.
العيش الصاج والميفا:
وتابعت، يُعتبر العيش الصاج والميفا جزءًا أساسيًا من التراث السيناوي، حيث يُعتبران سهلي التحضير وصحيين للمعدة بفضل مكوناتهما البسيطة من الدقيق والماء والملح. ويظل العيش الصاج رفيقًا لا غنى عنه في موائد العائلات في شمال سيناء، حيث يُصنع بدقيق وماء وملح، ويُخبز على الصاج بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة وتركها لبعض الوقت قبل الطهي. أما العيش الميفا، فهو يُخبز في فرن أرضي مثل "الكانون"، مما يمنحه طعمًا ونكهة فريدة.