بطل قبل أن يخوض البطولة، الأمور البديهية أنه لكي يحتسب فريق أو منتخب بطلاً لابد من دخول في المنافسة الكروية لسعي لحصد الكأس، ولكن هذا لا ينطبق علي منتخب فلسطين، لأنهم أبطال باسلين ضد الأعداء صامتون ضد انفجارات وقذائف تنهار عليهم مثل الأمطار فهذا يكون هو البطل الحقيق دون الخوض لمباريات نهائية أو يصل إلى الأدوار الإقصائية دون مجموعات يحصد منها نقاط .
لماذا الأمر البديهي لا ينطبق على منتخب فلسطين، لأن هذا المنتخب كسر كل القواعد البديهية، وسيكسر واحدة جديدة منها في كأس آسيا 2023، ولكن كيف سيفعل ذلك؟
أيام قليلة ويبدأ منتخب فلسطين مشاركته الثالثة طوال تاريخه في بطولة كأس آسيا 2023، بعدما شارك من قبل في نسختي 2015 و2019، ولا يملك المنتخب الملقب بـ “الفدائي” سجلا مميزا في البطولة، ولكن هذا الأمر لا يهم.
الأمر المهم حقا هو مشاركة المنتخب في هذه النسخة من البطولة بالأساس، وسط كل الظروف الصعبة التي تعيشها دولة فلسطين منذ يوم 7 أكتوبر 2023 الماضي، والتدمير والقتل الذي تعرضت له آلاف الأرواح في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
هذا أيضا نعرفه جميعا ونتابعه ونشاهده ونتأثر ونحزن ونبكي عليه كل يوم، ولكن ما علاقة كل ذلك بفريق كرة القدم، بالطبع هناك أضرار وقعت على الرياضة في أرض كنعان مثلها مثل كل شيء في البلاد، فقد أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم منذ فترة في بيانًا رسميًا تدمير مقره ومقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في غزة على يد قوات الاحتلال.
كما أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا رسميًا منذ فترة أيضا، نشر فيه أسماء ضحايا الرياضة في فلسطين خلال هذه الفترة، والذين وصل عددهم وقت صدور البيان إلى 87 شهيدا، وبالطبع العدد تزايد الآن.
وسط كل ذلك حاول منتخب فلسطين لم شمله ومحاولة جمع اللاعبين للمشاركة في بطولة كأس آسيا 2023، وبالفعل كشف عن قائمته لخوض البطولة، والتي شهدت بطبيعة الحال عدم تواجد أي لاعب من قطاع غزة بسبب الظروف الحالية هناك وعدم قدرتهم على ترك أسرهم أو حتى على الخروج من هناك من الأساس.
هل هذا كل شيء فقط؟ بالطبع لا، لأن بين اللاعبين المتواجدين في قائمة الفدائي لبطولة كأس آسيا 2023 إن لم يكن جميعهم هناك من تضرر منهم بسبب الظروف التي تواجهها البلاد باستشهاد أقاربه، فعلى سبيل المثال فقد اللاعب محمود وادي نجم هجوم منتخب فلسطين والمقاولون العرب عمه وعددا من أولاد عمه وأقارب آخرين له.
وأيضا محمد صالح مدافع منتخب فلسطين استشهد خاله وخالته وأبنائهم، وغيرهم الكثير والكثير من اللاعبين الذين فقدوا حتى أصدقاء لهم، بل وحتى لم يستطع المنتخب أن يدخل في معسكر مغلق في بلاده استعدادا لبطولة كأس آسيا 2023 ليضطر إلى الدخول في معسكر بدولتي السعودية والجزائر.
بل وخاض المنتخب الفلسطيني مبارتان وديتان ضد أوزبكستان والسعودية في إطار الاستعدادات لبطولة آسيا 2023، وخسر الأولى وتعادل في الثانية، ولكن لا يهم كل ذلك يكفي بالطبع أنهم يحاولون العمل على البطولة لمحاولة تقديم شيء ما فيها وليس الاكتفاء بالمشاركة فقط كضيف شرف، فهم الآن أقدامهم في قطر ولكن قلوبهم في فلسطين.
منتخب فلسطين بطل آسيا.. قبل أن يخوضة 2023
والآن سيلعب منتخب فلسطين ضد إيران، يوم الأحد المقبل 14 يناير 2024، ليستهل مشواره في دور المجموعات من بطولة كأس آسيا، ويواجه بعد ذلك طرفي المجموعة الثالثة الإمارات وهونج كونج.