انتشرت برامج "التوك شو" في العقد الأخير بشكل كبير على مختلف القنوات الفضائية المصرية سواء كانت هذه القنوات مملوكة للقطاع الخاص أو العام، كما أنها انفردت بمساحات زمنية واسعة على شاشات التليفزيون، ولاقى هذا النوع من المحتوى الجديد تفاعلا مع الجمهور من ناحية ومع المسؤلين الحكوميين من ناحية أخرى.
تأخذ برامج "التوك شو" الطابع الساخن والمباشر في الحوار مع الضيف، وتناقش كافة مشاكل المجتمع، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مثل برامج "في المساء مع قصواء" التي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، على فضائية "CBC"، و"على مسؤليتي" الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى على فضائية "صدى البلد"، و"الشاهد" الذي يقدمه الإعلامي محمد الباز على فضائية "إكسترا نيوز".
وتعطي هذه البرامج قدر من التفاعلية مع المتلقي للرسالة الإعلامية عن غيرها من وسائل الإعلام التقليدية، والتي تكون فيها الرسالة في اتجاه واحد من القائم بالاتصال إلى المتلقي أو المشاهد، أما برنامج "التوك شو" فهو يعطي فرصة للجمهور من المشاركة في البرنامج سواء عن طريق المداخلة الهاتفية أو من خلال الحوار المباشر داخل البرنامج أو من خلال لقاء المذيع بالجمهور في الشارع، وبالتالي فتكون هذه البرامج استطاعت أن تخلق نوعا من التفاعل بين المذيع والضيف والمشاهد، وأحدثت تغيرا ملموسا فى كيفية تقديم الميديا الإعلامية عن سابقتها.
كما يتأثر الإنسان نفسيا بكل ما يحيط به في الحياة بل يؤثر كل ما حوله من أحداث على طبيعة شخصيته، والآن أصبحت برامج "التوك شو" جزءا من الحياة التي يعيشها المواطنون فأغلبهم يتعرض لها بشكل مستمر، فحين ينتهى المواطن المصرى من عمله ذاهبا إلى بيته راجيا الراحة النفسية والبدنية بعد يوم من العمل المتواصل، ويدير الريموت نحو جهاز التليفزيون راغبا فى قدر من الترفيه، فيصتدم بمشكلات وحوادث ومظاهرات واعتصامات تعرضها برامج "التوك شو"، وبالتالي فهل توثر برامج التوك شو على المشاهد في حياته الخاصة أم أنها مجرد برامج تسرد بعض التقارير والأراء والمعلومت ولا تعد شيئاً أمام ما يواجهه المواطن فى نهاره من مشكلات تؤدى به حتما إلى المرض النفسى والكآبة؟!.
من جهته يؤكد الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى، أن برامج "التوك شو" تؤثر على الحياة النفسية والاجتماعية للمواطن وتدفعه في بعض الأحيان إلى مزيد من القلق والتوتر والاكتئاب، وأنها فى كثير من الأحيان لا تقدم رأيا عاما، بل تقدم وجهات نظر خاصة بالمذيع نفسه.
وأشار في حوار خاص لـ "بلدنا اليوم" إلى أن هذه البرامج لا تؤثر على الجمهور بنفس الدرجة التي تؤثر بها الأعمال الدرامية من مسلسلات وأفلام على سلوك المشاهد، حيث أن الأعمال الدرامية تستخدم أسلوب التشويق والإثارة في عملية العرض أكثر من البرامج التليفزيونية.
بينما ترى الأخصائية النفسية د.رشا الجندي، أن برامج "التوك شو" هى خطوة إيجابية نحو الديموقراطية فى مصر، وأنها تعبر عن رأى المواطن المصرى البسيط سواء أكان مواليا أو معارضا لرأى الحكومة، لكنها تستاء من أن بعض مقدمى هذه البرامج يستضيفون شخصيات من غير المؤهلين ثقافيا.
وأضافت في حوار خاص لـ "بلدنا اليوم" أن هذه البرامج أعطت للمشاهد مساحة أن يعبر عن رأيه بحيادية، إلا أنها تعيب على طول فترة البرامج التى قد تمتد لـ 3 ساعات أو أكثر فى بعض الأحيان مما يشعر المشاهد بالملل، كمت أنها خلقت مساحة من التفاعل بين المشاهد والضيف ومقدم البرنامج.