شادية.. "دلوعة" السينما صنعت نجوميتها «فؤادة» وأغنية وراء اعتزالها

الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 | 06:32 مساءً
شادية
شادية
كتب : محمد أحمد أبو زيد

تمتلك ملامح هادئة وموهبة كبيرة وصوت قوي شجي، برعت الغناء والتمثيل، وباتت في السينما الفتاة المدللة وخفيفة الظل والدلوعة، هي "صوت مصر" الحاضر في الأغاني الوطنية، وقفت أمام "جانات" السينما، ونجحت في تجسيد كل الأدوار، هي "فؤادة" التي تتحدى "عتريس" في "شئ من الخوف" و"ريا" التي تقتل ضحاياها بمساعدة شقيقتها "سكينة"، و "عايدة" الزوجة الأخيرة رقم 13 هي الفنانة شادية.

نشأة شادية

ولدت فاطمة أحمد كمال شاكر في 8 فبراير 1931، في الحلمية الجديدة بحي عابدين بالقاهرة، لأب مصري يعمل مهندسا زراعيا وأم مصرية أسمها "خديجة" من أصول تركية، كان والدها يهوى العزف على العود وزرع في ابنته حب الفن واكتشف موهبتها وهي ما زالت في مرحلة الطفولة، وطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، وأسند للفنان مهمة تعليمها فن الإلقاء والتمثيل للفنان عبد الوارث عسر الذي أطلق عليها "عسر" لقب شادية بسبب عذوبة صوتها وقال عنها "شادية الكلمات".

مشوار شادية

بدأت شادية مشوارها في السينما عندما رشحها المخرج أحمد بدرخان للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك" بعد أن اشتركت في مسابقة نظمتها شركة اتحاد الفنانين لاكتشاف المواهب الجديدة وعمرها 16 عاما، ومنها كانت الإنطلاقة، فتحت لها السينما ذراعيها وتقاسمت بطولة فيلم "العقل في أجازة" مع محمد فوزي وتوالت أعمالها.

كما قدمت شادية في فترة الخمسينات عدد كبير من الأفلام تجاوز الـ 70 فيلما أبرزها "الهاربة، دليلة، لحن الوفاء، لسانك حصانك، الستات ما يعرفوش يكدبوا، لواحظ، بشرة خير" ووقفت أمام دنجوانات السينما كمال الشناوي وعبد الحليم حافظ وعماد حمدي وشكري سرحان ومع إسماعيل ياسين شكلت ثنائيا في عدة أفلام ظهرت بها في أدوار الفتاة خفيفة الظل والمدللة وأطلق عليها لقب "الدلوعة".

فترة الستينات قدمت 24 فيلما قدمتها معظمها في أدوار جادة لكي تثبت أنها قادرة على تجسيد كل الأدوار ومن أبرزها "ميرامار، لتلميذة، المعجزة، اللص والكلاب، الزوجة 13، زقاق المدق" وتألقت أمام محمود مرسي في دور "فؤادة" في "شئ من الخوف".

 وفي السبعينات قدمت للسينما 10 أفلام أبرزها "الهارب، نحن لا نزرع الشوك، أضواء المدينة" وفي الثمانينات قدمت أخر أفلامها للسينما "لا تسألني من أنا" ومسرحية "ريا وسكينة" وهي أول وأخر عهدها مع المسرح، وبلغ رصيدها 117 فيلما في السينما و 10 مسلسلات إذاعية أبرزهم "جفت الدموع، صابرين، سنة أولى حب".

إعتزال شادية

بعد عامين من عرض أخر أفلامها "لا تسألني من أنا" وبعد أقل من شهر من مشاركتها في حفل "الليلة المحمدية" بمناسبة المولد النبوي وغنت فيه أغنيتها "خد بإيدي" قررت الإعتزال في 1986 بعد رحلة فنية كبيرة، ورغم الضغوط التي مارست عليها من أجل العودة للتمثيل إلا أنها تمسكت بقرارها، وتفرغت للعبادة وعمل الخير ومساعدة المحتاجين ورعاية الأيتام، وكانت قليلة الظهور في سنواتها الأخيرة.

الحب في حياة شادية

لم يصادفها الحب مثلما صادفها النجاح الفني، وتزوجت 3 مرات، الزيجة الأولى من المهندس عزيز فتحي وانفصلت عنه بعد عام من الزواج، والثانية من الفنان عماد حمدي وكان يكبرها بـ 25 عامًا وبسبب غيرته الشديدة عليها دبت بينهما الخلافات وانفصلا بعد 3 سنوات، والثالثة والأخيرة كانت من الفنان صلاح ذو الفقار وانتهت بالانفصال بعد 9 سنوات.

النهاية

طالها المرض في سنواتها الأخيرة وسافرت إلي أمريكا للعلاج بعد مسرحية "ريا وسكينة" وبعد عودتها إلي مصر بفترة اشتد عليها المرض ومكثت في المستشفى مصابة بسكتة دماغية تعافت منها بعد فترة ولكن الالتهاب الرئوي أدى إلي فشل في الجهاز التنفسي وتوفيت في 28 نوفمبر 2017 عن عمر يناهز الـ86 عاما، رحلت شادية وبقيت أعمالها الفنية شاهدة على موهبتها وبقي صوتها لا يغيب.